الاثنين، 28 أغسطس 2017

ملامح من منهج البحث الفقهي اﻷصيل

ملامح من منهج البحث
الفقهي اﻷصيل

1-للإمام الروياني الطبري الشافعي (ت:494)  كتاب (البحر) في المذهب، طويل جدا، غزير الفوائد. 
قال أبو عمرو بن الصلاح فيما نقله عنه النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" (2 / 277): 
"هو في البحر كثير النقل، قليل التصرف والتزييف والترجيح".

قلت: وهذه كلمة نفسية في منهج البحث الفقهي، وإذا خلا تدريس الفقه من التصرف وتزييف الضعيف، وترجيح الراجح لا يكون له كبير أثر في تكوين الفقيه المؤهل لﻹفتاء.

2-ونقل النووي أن المحاملي لما عمل "المقنع" أنكر عليه شيخه أبو حامد الاسفراييني لكونه جرد فيه المذهب، وأفرده عن الخلاف، وذهب إلى أن ذلك مما يقصر الهمم عن تحصيل الفنين، ويحمل على الاكتفاء بأحدهما، ومنعه من حضور مجلسه، حتى احتال لسماع درسه من حيث لا يحضر المجلس.
 "تهذيب الأسماء واللغات" (2 / 210).

قلت: مصطلح الخلاف مما شاع في كتب الفقهاء، وهو نوعان: 
الخلاف العالي، ويقصد منه: ذكر الفروع الفقهية في المذهب مع مقارنتها بالمذاهب الفقهية اﻷخرى، وهو ما يطلق عليه في البحث الفقهي المعاصر: الفقه المقارن.
والخلاف النازل، ويقصد منه، ذكر خلافات الفقهاء داخل المذهب الواحد.

ومما ينبغي الإشارة إليه أن طالب الفقه لا ينبغي له الخوض في الخلاف العالي قبل أن يتقن الخلاف النازل..
وهذا سبب من أسباب كثيرة في ضعف التكوين الفقهي في جامعاتنا اليوم، التي تدرس لطلابها الفقه المقارن قبل أن يتقن مذهبا يعرف أصوله وفروعه وخلاف الفقهاء فيه.
د. عبدالسميع اﻷنيس
مجموعة المخطوطات الإسلامية