من فوائد رقمنة المخطوطات
الحديث عن حاجة المحقق لتصوير الأصل الخطي من أماكن متفرقة طويل الذيل، وسبق الكلام على مزالق التحقيق جراء الاعتماد على تصوير الأصل الخطي من مكان واحد، حتى ولو من المكتبة الأصلية التي تحتفظ به!
وهذا كتاب «الإنابة إلى معرفة المختلف فيهم من الصحابة» للعلامة العلاء الحنفي (ت762هـ) أصله من مكتبة آل عبد القادر بالأحساء، وهذه المكتبة تحتفظ بالأصل الأصيل من «السنن» لأبي داود الذي بسماع الملك المحسن ابن صلاح الدين الأيوبي.
وأصل الملك المحسن لا نظير له في عالم المخطوطات، وقد تجلى فيه من فنون الضبط ورسوم الأقدمين ما يقضى له بالدقة.
وكانت مكتبة آل عبد القادر تحتوي على قرابة 8 آلاف مجلدا ضربها السيل فغرقت، ولم ينجو منها سوى قرابة 230 مجلدا فقط.
والصورة الأبيض والأسود المعروضة من «كتاب الإنابة» صُورت من المكتبة قبل أن يضربها السيل، والصورة الملونة صورت بعد ضرب السيل للمكتبة وإنهيار سقفها.
يضاف إلى ذلك أن الصورة الغير ملونة احتفظت ب 17 لوحة من أصل المخطوط عُدمت بعد ضرب السيل للمكتبة وإنهيار سقفها.
والعديد مما تبقى من أصول المكتبة مبتور الأول والآخر، وبه نفائس بخط آل فهد، وقد ضُمّ ما تبقى إلى دارة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة. والله أعلم.
أ. محمود النحال
مجموعة المخطوطات الإسلامية