الجمعة، 15 سبتمبر 2017

كتبٌ أُلِّفت في المسجد الأقصى المُبارك (2)

🌴 كتبٌ أُلِّفت في المسجد الأقصى المُبارك
(2)

ومن المؤلَّفات الرائقة التي أُلِّفت في بيت المقدس: «تعريف المُسترشد حُكمَ الغِراسِ في المسجد» لعالم الحنفيَّة في الديار الحلبيَّة، العلامةُ شمس الدِّين أبي عبد الله ـ وأبي اليُمن ـ محمَّد بن محمَّد، الشهير بـ «ابن أمير حاج» وبـ «المُوقِّت»، ألَّفها أثناءَ مُجاورته للمسجدِ الأقصى المُبارك، بعدَ عودتِه من رحلة الحجِّ (879هـ) وهي سنةُ وفاته، أجابَ فيها على مسألةٍ وُجِّهت إليه حول: حُكم غرس الأشجار في باحات المسجد الأقصى المُبارك ـ فكَّ الله أسره ـ؟ بعدمَا أحدثَتْ خلافًا طويلًا بين الناس وقتذاك، فما كانَ من ابن أمير حاج رحمه الله إلا أنْ حرَّر هذا الحُكم في هذه الرسالة اللَّطيفة، خَلُصَ فيها إلى عدم جواز غرس الأشجار في المسجد، فقال: «لا يجوز إحداث غرس الأشجار في المسجد إذا لم تكن الضرورة المذكورة موجودة فيه، وخصوصًا إذا تهافت النَّاس عليها واستكثروا منه!
ولا فرق في عدمِ جواز إحداثه فيه بين أن يكون ضيقًا واسعًا، وبين أن يكون محلّه قد لا يُصلَّى فيه لقلَّةِ جماعته ونحو ذلك، وبين أن يكون محلّه يُصلّى فيه دائمًا وغالبًا، وإذا أُحِدث فيه يُقلع».
وقد كان للأخ الباحث د. محمَّد كُلَّاب الفضل في إخراج هذه الرِّسالة اللَّطيفة
وممَّا يُذكر أن مِن الكُتب التي ألَّفها ابن حاج أمير عَقِب رجوعه من بيتِ المقدس ـ اتصالًا بموضوعناـ كتابه: «حَلْبَةُ المُجَلِّي وبُغية المُهتدي في شرح مُنية المُصلِّي وغُنية المُبتدي»
وهو شرحٌ لكتاب العلامة سديد الدين الكاشغري (ت705هـ)، «مُنية المُصلِّي وغُنية المُبتدي» أحدُ المتون المعتمدة في الفقه الحنفي. ولعلَّ شرح ابن أمير حاج أكبر شرُوحه.
وقد جاءَ في خاتمة المُجلَّد الأول من النُّسخة العُثمانيَّة للكتاب، ما نصُّه: «وقعَ الفراغُ من تكميلِ تحريرِ هذا السِّفْر المُبارك المنيف، بعد القُدوم من السَّفر إلى القدس الشَّريف، والعودة إلى الدِّيارِ المأنوسة، بمدينةِ حَلَب المحروسة، بعونِ الله وحُسن توفيقه .. في ثالث شهر الله تعالى الواصب رجب الفرد الحَرَام، مِن شهور سنةِ ثلاث وسبعين وثمانمائة»
وحُقَّ له والله أن يعتدَّ بذلك، وأن يفخر بما هُنالك.

🖊 محمود حمدان