السماع يفلت منه كثير للمستمع والمقروء عليه
وكما اعتنى الناس بذلك اعتنوا أيضًا بتصحيحه وضبطه وإتقانه، وقد وقف المَقّري من نُسَخه الصحاح على عدة، ومن أصحّ ما وقف عليه:
نُسخة بخط تلميذ المؤلف عبد الرحمن ابن القصير الغَرْنَاطي، وذكر أنه نقلها من نُسخة عليها خط القاضي عياض.
وقال المَقّري: ورأيت بخطه في الطرة تنبيهات على مواضع، هأنا أذكر(1) بعضها الآن تتميمًا للمقصود، فمنها:
«ودعَيَا لي بخير»، ما نصه: كذا كان في المنتسخ مِنه، والصواب: «ودَعَوَا»(2) من دعوت. قال الله تعالى : {دَعَوَا الله ربهما}.
ولا شك أنه من الناسخ الغلط، وأما المؤلف رحمه الله فإنه كان أرفع من أن يقع في مثل هذا، بل كان من المُتَبحِّرين(3) في فنون جمة.
وكان خطه بالقراءة عليه في الأصل الذي انتسخت مِنه، والسماعُ يفلت منه كثير للمستمع(4) والمقروء عليه، ويندرج في لفظ القارئ بالخفي(5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في بعض النُّسخ: «ذاكر».
(2) في جل النُّسخ التي وقفت عليها: «ودَعَوَا الله».
(3) في بعض النُّسخ: «المستبحرين».
(4) في بعض النُّسخ: «للمتسع».
(5) في نُسخة: «بالخِصّ».
أ. محمود النحال
مجموعة المخطوطات الإسلامية