الأعداد الكاملة للنشرة الشهرية لمجموعة المخطوطات الإسلامية رابط متجدد

الأعداد الكاملة للنشرة الشهرية لـ (مجموعة المخطوطات الإسلامية) [رابط متجدد]

الأعداد الكاملة لـلنشرة الشهرية لـ (مجموعة المخطوطات الإسلامية) @almaktutat رابط متجدد https://mega.nz/#F!JugA2KDT!4nTvCdymnFy...

‏إظهار الرسائل ذات التسميات د. جمال عزون. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات د. جمال عزون. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 11 يناير 2019

مزوِّر يرمي الجزء المزوَّر وسط مكتبة الشّيخ المحدِّث الرّاوي !

مزوِّر يرمي الجزء المزوَّر وسط مكتبة الشّيخ المحدِّث الرّاوي !

بقلم

جمال عزّون


أن يزوِّر شخص لوحة عنوان أو تاريخ نسخ أو خطّ علم مشهور ابتغاء بيع ما زوّر بثمن باهض .. فهذا شيء مفهوم، أمّا أن يزوّر خطّ راو مصنِّف، ويقلّده ويحاكيه للغاية، ويحبك أحاديث مكذوبة عن شيوخ معروفين روى عنهم ذاك الشّيخ المزوَّر عليه، ويدسّ المزوِّر بطريقة ماكرة الجزء الذي صنعه وحبكه وقلّد فيه خطّ الشّيخ ضمن مكتبته، فإذا ما رأى الشّيخ الجزء في مكتبته، وتأمّله عن كثب، وجد الخطّ خطّه، والشّيوخ المرويّ عنهم هم نفس شيوخه، فيحدّث الشّيخ بالجزء وينشر أحاديثه بين النّاس، فهذا ممّا يجلب الصّداع والحزن والأسى لمثل هذه الأفعال الدّنيئة، إنّه استغلال تزويري وقح لنشر الأحاديث الموضوعة ودسّها بين ثنايا مكتبة أحد الرّواة، والأمثلة على هذا الصّنيع في كتب الرّجال كثيرة من ذلك ما ذكروه في ترجمة أبي صالح عبد الله بن صالح المصري كاتب الإمام اللّيث بن سعد فقد كانت عند هذا الكاتب مناكير كثيرة من المرويّات عن شيوخه حتّى قال ابن حبّان في المجروحين 2/40:
(( وإنّما وقع المناكير في حديثه من قبل جار له ـ رجل سوء ـ سمعتُ ابن خزيمة يقول: كان بينه وبينه عداوة فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، ويكتب في قرطاس بخطّ يشبه خطّ عبد الله بن صالح، ويطرحه في داره في وسط كتبه، فيجده عبد الله، فيحدّث به، فيتوهّم أنّه خطّه وسماعه، فمن ناحيته وقع المناكير )).
من المؤكّد أنّ أجزاء عبد الله بن صالح وكتبه المخطوطة كانت متناثرة على الأرض، شأن الباحثين اليوم إذا أنزلوا من رفوف مكتباتهم عددا كبيرا من المراجع، فتتداخل الكتب فيما بينها وتتشابك الأوراق والكراريس والأقلام، فاستغلّ جار السّوء هذا فرمى ـ عن سبق إصرار وترصّد ـ جزءه المزوّر ـ وسط هذه الكوكبة من الأجزاء والكتب، ولا أحدٌ رأى، ولا أحدٌ انتبه، لكن سبحان الله وكأنّ (كاميرات مراقبة) كانت مثبّتةً أمام نافذة مكتبة كاتب اللّيث، فرصدتْ هذه العمليّة التّزويريّة الماكرة، وشهدت على هذا المزوِّر بالجرم المشهود، وسجّل أهل الحديث ـ الذّابّون عن السّنّة الكاشفون كلّ وضّاع ومزوِّر ـ محضرا بالجريمة، وخلّدوا اسم صاحبها في الكتب.
قال أبو حاتم الرّازي في الجرح والتّعديل لابنه 5/87: (( الأحاديث التي أخرجها أبو صالح ـ يعني كاتب اللّيث ـ في آخر عمره التي أنكروا عليه نرى أن هذه ممّا افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه، وكان سليم النّاحية، وكان خالد بن نجيح يفتعل الحديث ويضعه في كتب النّاس )).
عبر وعظات:
1 ـ المزوِّر رجل سوء كما قال ابن حبّان، والمزوّرون عامّة أهل مكر وشرّ وخداع وطمع وجشع وإيذاء، ساء دينهم فساءت أفعالهم.
2 ـ دسّ الأجزاء المزوّرة وسط كتب الشّيوخ وسيلة قديمة من وسائل المزوّرين، وواجب المؤلّفين والرّواة ضبط كتبهم ومكتباتهم كما هو الشّأن في ضبط صدورهم، والحذر من كلّ من يحاول الدّسّ عليهم بما ليس من كلامهم.
3 ـ تكفّل الله تعالى بحفظ السّـنّة النّبويّة، وسخّر أئمّة نقّادا كشفوا المزوّرين بأسمائهم، وأودعوهم سجنا مكينا يسمّى: سجن الضّعفّاء والوضّاعين.
4 ـ كاتب اللّيث صحب جاره ابن نجيح بسلامة صدر وحسن نيّة، لكن ابن نجيح عاداه وخدعه، ودسّ عليه أجزاء مزوّرة لينتقم منه، ويفسد عليه حديثه، فليس كلّ صحبة تستوجب السّلامة من المصاحَب.
5 ـ المزوِّر بارد القلب، فلم يأبه أن اختلق أحاديث عن رسول الله ، وحسب أن تزويرها باسم جاره كاتب اللّيث يعذره عند الله، وليس الأمر كذلك، فإنّ الكذب على الرّسول  ليس كالكذب على سائر النّاس، وصاحبه مهدّد أن يتبوّأ مقعدا من النّار بسبب هذا السلوك التّزويري المشين.
6 ـ من المؤكّد أنّ ابن نجيح كانت بين يديه أجزاء صحيحة بخطّ جاره كاتب اللّيث، وكما هو شأن المزوّرين يتدرّبون أيّاما من أجل إتقان تزوير الخطوط والتّوقيعات حتّى تنطلي على من زوّرت عليه.
7 ـ التّزوير قد يتحوّل إلى مرض مزمن يتعذّر علاجه، وانظر إلى ابن نجيح لقد وسّع دائرة التّزوير لخطوط الشّيوخ الرّواة قال ابن حبّان: (( يفتعل الحديث ويضعه في كتب النّاس ))، إنّ متعته في هذا الدّسّ الماكر الواسع المتكرّر للأحاديث وسط كتب الرّواة، لكن هيهات هيهات، لقد كشف كلّ شيء دسّه ابن نجيح وأتباع مدرسته من أئمّة التّزوير.
8 ـ طبقات المزوّرين: عنوان كتاب مقترح، يرصد فيه أسماء من اتّهم بالتّزوير، وتكشف طرقهم القديمة الماكرة، ليتمّ توظيفها في العصر الحاضر لكشف سلالة الأقدمين من المزوّرين المعاصرين.

د. جمال عزّون
مجموعة المخطوطات الإسلامية

الجمعة، 30 يونيو 2017

[نظم] روايةُ ابن الأعرابي لسنن أبي داود

روايةُ ابن الأعرابي لسنن أبي داود
نظمها
جمال عَزُّون

1 ـ عَامِرُنَا نِعْمَ السُّؤَالُ قَدْ طَرَحْ          اِبْنُ الأَعْرَابِي سِفْرُه مَنْ وَجَدَهْ 
2 ـ روايةٌ لابْن الأَعْـرابي مُفْرَدَهْ          مَفْقُودَةٌ ولَمْ تَصِــــــلْنَا مُحْرَدَهْ
3 ـ لكنَّها مَرْمُــــوزَةٌ مَــــعَ الَّتِـي          اَلْلُّؤْلُؤي شَيْخُ الحَدِيثِ أَوْرَدَهْ
4 ـ وعِدَّةٌ مِنْ نُسَـــخٍ لِذَا حَـوَتْ          ونُسْخَةُ ابْنِ دَاسَةٍ في المَحْمَدَهْ
5 ـ وَكلُّ ذَا يَعْقُوبُنَا قَـــــدْ قَرَّرَهْ            فِي مِشْيَةٍ مَعَ الضَّيُــوفِ أَوْرَدَهْ
6 ـ وَقَبْلَهُ مَحْمُودُنَا قَـــدْ أَلْمَحَهْ           مُذَكِّرًا كلَّ الكِــــــرَامِ مَسْعَدَهْ
7 ـ أَعْنِـي بِهَا أَصْلَ الغَسَّانِي قَدْ نَشَرْ          لُوَيْحَةً نَجْلُ السِّــبَاعِي مُفْرَدَهْ
8 ـ وَالمَنْتـَجِيلـِي أَضْبَطُ القَوْمِ لِمَا          اِبْنُ الأَعْرَابِي قَدْ رَوَى وَحَدَّدَهْ
9 ـ والتُّسْتَرِي مِنَ الرُّوَاةِ للسُّنَنْ          قُطَيْعَةٌ مِنَ الكِــــــــتَابِ مُبْرَدَهْ
10 ـ مِنْ خَالِدٍ نَجْلِ الأنْصَارِي رَيْثَمَا           يُخْبِرُنَا بِأَصْلِــــــــــهَا مَا أَفْيَدَهْ
11 ـ عَامِرُنَا مُجَـــدَّدًا قَدْ أَبْرَزَنْ           فَائِـــــــــدَةً مِنَّا لَــــهُ اَلْمَحْمَدَهْ
12 ـ دُورِيُّهُمْ عَنِ المَعِينِ قَدْ رَوَى            تَارِيخُهُ مَا أَرْوَعَــــــهْ وَأَخْلَدَهْ
13 ـ وَفِي العِرَاقِ مَتْحَفٌ شَهْدًا حَوَى         قُطَيْعَــــــةً مِنَ الكِتَابِ مُنْجَدَهْ
14 ـ وَاْبْنُ زُرَيْقٍ سِفْــــرُهُ قَدْ أُقْحِمَتْ          وُرَيْقَــــــــةٌ مِنَ الكِتَابِ مُبْعَدَهْ
15 ـ مَحْمُودُنَا قَـــــدْ عَقَّبَنْ بِمَا تَرَى            وَفِــي الخِتَامِ لِلْجَمِيــعِ مَوْدَدَهْ 

د. جمال عزّون
مجموعة المخطوطات الإسلامية



الأحد، 9 أبريل 2017

الجذاذات هي بطاقات ورقيّة صغيرة فيها إلحاقات يضطرّ إليها المؤلِّفون حال شحّ الورق، أو من أجل إضافات علميّة، أو استدراك نصوص ساقطة، أو نحو ذلك من أسباب، وهي تدلّ على حرصهم وعلوّ همّتهم رحمهم الله، وتسمّى هذه الجذاذات أيضا: فرخات، وعصافير، وأوراق طيّارة، أو غير ذلك ممّا يرتضيه أحدهم اصطلاحا، ولا مشاحّة في الاصطلاح.

د. جمال عزون
مجموعة المخطوطات الإسلامية

الجمعة، 3 مارس 2017

إجازاتُ السّماعات القديمة وإجازاتُ الشّهـادات الحديثة

إجازاتُ السّماعات القديمة

وإجازاتُ الشّهـادات الحديثة



سماعات الكتب وما يصحبها من خطوط المجيزين وكتّاب الطّباق وأسماء الحاضرين رجالا ونساء وأطفالا، ملوكا وسلاطين وأمراء، محدّثين وفقهاء ولغويّين وغيرهم، مع توثيقها بتواريخ دقيقة، وأمكنة عديدة، لهو مظهر من مظاهر الحركة العلميّة التي دأب عليها أعلام المسلمين، ولا يرى نظير ذلك عند سائر الأمم، فضلا من الله ونعمة، والعجب لا يكاد ينقضي من صبر كُتّاب طباق السّماعات من تقييد الحاضرين، بأسمائهم وكناهم وأنسابهم وبلدانهم، والتّنبيه على المتأخّرين، وبيان مقدار أفوات سماعاتهم، وتحديد من أعاد لهم الشّيخ تلك الأفوات، والإشارة للغافلين الذين أخذتهم سنة من النّوم، أو تجاذبوا أطراف الحديث، أو غير ذلك من ملاحظات تدلّ على فطنة كاتب الطّباق، ودوران عينيه على رؤوس السّامعين دوران (( الرّادار اللاّقط )) الذي يسجّل الإشارات، أو يثبّت المخالفات، تماما ككاتب الطّباق لا يهمل مخالفةً صادرةً عن أحد من شهود السّماع، ولأمانته وديانته لا تنفع معه شفاعة المخالفين، إلاّ ما شذّ من التّوسّط لدى الشّيوخ المُسَمِّعين للتّكرّم بإعادة أفوات السّماع ـ وهو شيء لا يحبّذونه للغاية ـ، من أجل كلّ ما سبق وغيره كانت تصحيحاتُ السّماع شهاداتٍ صادقةً تعطي الحقّ لمن كان كبيرا شاهدا أو صغيرا حاضرا أن يروي مستقبلا ما حظي بسماعه على الشّيوخ المُسَمِّعين بالشّرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر وغيرهم، وهؤلاء السّامعون يكتفون عادةً بوجود أسمائهم في الطّباق بخطوط العدول من الكتبة، وتصحيحات الشّيوخ في آخرها، وقد يتفضّل الشّيخ فيكتب إجازةً مفردةً أو ملحقة بنسخة السّامع، وتكون بمثابة الشّهادة الخاصّة التي تكرّم بها الشّيخ المسمِّع على الطّالب السّامع.
إنّ شهادات النّجاح التي تسلّم للنّاجحين في عصرنا الحاضر تشير إلى فترة زمنيّة طويلة قضاها الطّالب دارسا متعلّما،

الفَتَّاش على القَشَّاش لجَلالِ الدِّينِ السُّيوطيِّ 911هـ وبَراءَةٌ عامَّةٌ منَ الكَذَّابِينَ والوَضَّاعِينَ

الفَتَّاش على القَشَّاش
لجَلالِ الدِّينِ السُّيوطيِّ 911هـ
وبَراءَةٌ عامَّةٌ منَ الكَذَّابِينَ والوَضَّاعِينَ

تبقى ظاهرة وضع الأحاديث والكذب على سيِّد المرسلين صلى الله عليه وسلم مشكلةً قائمة في الأمَّة ما دام ثمَّةَ مَن ينسب إليه صلى الله عليه وسلم كلاماً لم يتحقَّق من ثبوته، وقولاً لم يستوثق من صحَّته، وخبراً لم يُراجع فيه أهل التّخصُّص الذين يميِّزون بين الثَّابت والموضوع، والصَّحيح والمصنوع.
والمتصفِّح في عصرنا هذا وسائلَ الإعلام المختلِفة يسمع أحاديثَ كثيرةً على ألسنة المتكلِّمين، ويقرأ أخباراً تُعزى إلى النّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهي موضوعةٌ مكذوبة أو مُنكرة أو ضعيفة جدّاً أو لا أصلَ لها في كتب الحديث، وكثيرٌ من أولئك المستدلِّين بتلك الأحاديث الموردينها في ثنايا كلمهم أعلامٌ يُسمع قولهم في فنِّهم، ويُرجَع إليهم في تخصُّصهم، وذلك كلُّه يطمئن السَّامع والقارىء فتتلقَّف ذاكرتُه تلك الأحاديثَ المكذوبة وتَجري على لسانه كما جرت على من استدلَّ بها دون تمحيص وتدقيق، ونشرها بين الناس وهو لا يشعر بخطورة عَزو الكلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كذبٌ في أصله باطلٌ عند أهل التخصُّص من المحدِّثين الذين بذلوا جهوداً رائعة قديماً وحديثاً حصروا من خِلالها الأحاديثَ الموضوعة والأخبار المصنوعة، وبيَّنوا عللَ أسانيدها ونكارةَ متونها، وحذَّروا من أثرها السيِّئ في الأمَّة في تشويه معتقداتهم، وإحداث أمورٍ في عباداتهم لا أصلَ لها في الكتاب والسُّنَّة.
وإنَّما كان نشرُ الموضوعات بهذه الخطورة؛ لأنَّ فيه نسبةَ كلامٍ إلى نبيٍّ هو المبلِّغ عن الله شرعَه، والموضِّح للنَّاس أعظمَ كتاب وهو القرآن الكريم، فتكون نسبةُ الأحاديث إلى مبلِّغ الشَّرع الكريم نسبةً إلى الشَّارع الحكيم، وهو من جنس ما كان يفعلُه أحبار اليهود وقساوسةُ النّصارى من تحريفِ كتب الله المنزَّلة وعَزوِها إلى الله تعالى، وقد قرَّر ربُّنا سبحانه هذه الحقيقةَ في كتابه الكريم: {فَوَيلٌ للَّذينَ يكتُبونَ الكِتابَ بأَيديهِم ثمَّ يَقولونَ هَذا من عِندِ اللهِ لِيَشتَروا بهِ ثَمناً قليلاً، فَوَيلٌ لهُم مِمَّا كَتَبَت أَيديهِم ووَيلٌ لهُم ممَّا يَكسِبونَ} [البقرة: 79]، فأيُّ فرقٍ بين من يحرِّف كلاماً ويقول: هذا كلامُ الله، ومَن يختلق خبراً موضوعاً ويقول: هذا كلامُ رسول الله، ولهذا أخبر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أمَّته أن الكذبَ عليه ليس كالكذب على سائر النّاس: ((إنّ كَذِباً عليَّ ليس ككَذِبٍ على أَحَد، من كَذَبَ عليَّ مُتعمِّداً فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَه منَ النَّار))[1] .
كما أنبأ الله نبيَّه محمَّداً عن أناس في آخر الزَّمان يَختلقون الأحاديثَ المكذوبة: ((يكونُ في آخرِ الزَّمان كذَّابونَ يأتونكُم من الأحاديثِ بما لم تَسمَعوا أنتُم ولا آباؤُكم فإيَّاكم وإيَّاهم، لا يضلُّونَكم ولا يفتنوكم))[2] ، والأحاديثُ في التحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرةٌ، وهي تُرشد إلى خُطورة التساهُل في اختلاق الأحاديث ونسبتها إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتُنبِّه كلَّ كاتبٍ في فنِّه أن يَحذرَ غايةَ الحذر من الاستدلال بحديثٍ دون التحقُّق من ثُبوته عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
أمّا كتابنا ((الفتَّاش على القشَّاش))[3] للحافظ المشهور جلال الدِّين عبد الرَّحمن بن أبي بكر السُّيوطي (849 - 911هـ) فهو مقامةٌ لطيفة من مقاماته الممتعة، شهَّر فيها بقَصَّاص يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأباطيلَ ويختلق المكذوبات، وأعلن فيها السُّيوطي براءته إلى الله تعالى وإلى جميع خلقه من عمل هذا القَصَّاص.
والفتَّاش: هو وصفُ مبالغةٍ على وزن فعَّال بمعنى شديد التّفتيش والبحث، والمراد به الذي يُكثر تتبُّع أمور النَّاس.
والقشَّاش: الذي يَلتقطُ أرذل الطَّعام الذي لا خيرَ فيه من المزابل ليأكُلَه ولا يَتوقَّى قَذَرَه[4].
والسُّيوطي يلمِّح بهذا العنوان إلى حال هذا القَصَّاص الذي يلتقط الأحاديثَ الموضوعة والأخبارَ المكذوبة وينشرها في مجالسه دون تثبُّت، فهو أشبهُ بالقشَّاش الذي يلتقط أراذلَ الطَّعام من المزابل ليأكلَها دون توقٍّ من عُفونتها وقَذارتها.
وقد صنَّف السُّيوطي عدَّة كتب في بيان الأحاديث الموضوعة، أشهرها ((اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة))، و((النُّكَت البديعات في التعليق على الموضوعات))، و((تحذير الخواصِّ من أكاذيب القُصَّاص))[5] الذي كتبه إثر استفتاءٍ جاءه عن هذا القاصِّ نفسه الذي كان يورد في مجالسه أحاديثَ مكذوبةً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأفتى السُّيوطي سائليه بعدم جواز هذا الصَّنيع، وبيَّن أنَّ الواجبَ عليه أن يراجعَ أهل الحديث المختصِّين بمعرفة الصَّحيح والموضوع، ويعرض عليهم ما جمع ليمحِّصوه، فلمَّا علم القاصُّ بالفتوى استشاط غضباً وقام وقعد وادَّعى أن مثله لا يحتاجُ إلى مراجعة شيوخ الحديث وأنه أعلمُ أهل الأرض بهذا الفنِّ، ولم يكتفِ بهذا الادِّعاء حتَّى أغرى العوامَّ وغَوغاء الناس فتكلَّموا في السُّيوطي وآذَوه بألسنتهم، بل توعَّدوه بالقتل والرَّجم، فازداد السيوطيُّ إصراراً على موقفه، وأضاف على فَتواه الأُولى أنّ القاصَّ المذكورَ إذا لم يُراجع مشايخ الحديث لمعرفة الصحيح من الموضوع وعاد إلى روايتها بعد أن بيَّنوا له بطلانها، واستمرَّ مُصرّاً على نقل الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسوف يُفتي بضربه سِياطاً تعزيراً له، فازداد القاصُّ حدَّة، ((وتزايد الأمرُ من عُصبة العوامِّ شدَّة، وثاروا ثورةً كبرى، وجاؤوا شيئاً إمراً)).
وألَّف السيوطي حينئذ كتابه ((تحذير الخواصّ من أكاذيب القُصّاص))[6]، كما انتقد القاصَّ المذكور ومن انتهج سبيله في مقامتيه ((الدَّوَران الفَلَكي)) و((طرز العِمامَة))، وأطال النَّفَس في مقامة ((الفَتَّاش على القَشَّاش))[7] موضوع مقالنا هذا.
وقد أبهم السيوطي اسمَه في ((المقامة الفلكيَّة)) وحشَره في زمرة الذين يَروون الأكاذيبَ والأباطيل، ويتَّخذونها سببا للشِّحاتة وقال: ((قد ورد في هذا العامّ ِرجلٌ قَصَّاص يلفُّ الحِلَق، ويُقدم على رواية الأحاديث فيكثر الزَّلل والزَّلَق...فقلتُ: إن سكتُّ عن هذا ظنَّ النّاسُ صحَّة هذه الأخبار، وتناقلوا بألسنتهم ما يأتي به من الكذب على الاستمرار، وذلك لأن نقَّادَ الحديث قليل، والطَّرْفُ من كلِّ الناس عن تمييز الصحيح من السَّقيم كليل، فإذا رأَوا أهل الفنِّ ساكتين عن الإنكار، سَرى ظنُّ صِحَّتها إلى الأذهان منهم والأفكار))[8].
ونراه في ((طرز العِمامة)) يذكر تخبُّط هذا القاصِّ فيما أورده من أحاديثَ باطلة وينبِّه على ضرورة التثبُّت ممَّا في الكتب: ((ليس كلُّ ما في الكتب من الأحاديث بثابتٍ وَصلُهْ، ولا بجائز نَقلُهْ، ولا أنت من صيارفة الحديث ونقَّادِهْ، ولا من رجاله الذينَ هم رجالُ إسنادِهْ، وقد خبطتَ في الأحاديث الثابتة التي رويتَها، وخلطتَ في ألفاظها وما سوَّيتَها، فما يسعك من الله أن تنقل حرفاً من حديث أو أثرْ، حتَّى تصحِّحَه على حافظٍ من نقَّاد الفنِّ فيرشدكَ إلى ما تأتي وتَذَرْ))[9].
أمّا في مقامة ((الفتَّاش على القَشَّاش)) فقد أطال السيوطي فيها النَّفَس، وصرَّح فيها باسم القاصِّ المردود عليه، واشتدَّ عليه للغاية، وحذَّر من ظاهرة الوضع والكذب وعدم التثبُّت من الأحاديث حين نقلها والاستدلال بها، وأعلن في المقدِّمة براءةً عامَّة من الوضَّاعين والكذَّابين: 
((براءةٌ إلى الملكِ الجليلْ، وإلى المصطفى المختارِ للتنزيلْ، وإلى الرُّوح الأمين جبريلْ، وإلى كلِّ رسولٍ مرسَلْ، وإلى كلِّ نبيٍّ عليه وحي مُنزَلْ، وإلى كلِّ مقرَّب ومَلَكْ، وإلى كلِّ من تضمُّه الأفلاك فَلَكًا بعد فلَكْ، وإلى كلِّ صحابيٍّ وصديقْ، وإلى كلِّ تابع بإحسانٍ على التحقيقْ، وإلى السَّلَف الصالحْ، وإلى الخَلَف الذين عقلُهم راجِحْ[10]، وإلى الأئمَّة الأربعة أصحابِ المذاهبْ، وإلى سائرِ المجتهدين من أربابِ المواهبْ، وإلى كلِّ مُقرىء ذي تيسيرْ، وإلى كلِّ قائم بالتفسيرْ، وإلى كلِّ ذي تأويلٍ أصفى من الذَّهَب الإكسيرْ، وإلى كلِّ حافظ للحديثْ، ناقدٍ لزَيفه في القديم والحديثْ، بصيرٍ بعِلَلِه خبيرْ، مجتهدٍ في ردِّ الكذب والتزويرْ، ساعٍ في تبييض وجهه عند الله ورسولهْ، وداعٍ إلى الحقِّ موقن ببلوغ أربه وسُولهْ، وإلى كلِّ أصوليٍّ وفقيهْ، وإلى كلِّ خلافيٍّ وجَدَليٍّ نَبيهْ، وإلى كلِّ صوفيٍّ[11] عن الأعراضِ والأغراض نزيهْ، وإلى كلِّ فَرَضيٍّ باهرْ، وإلى كلِّ حاسب ماهرْ، وإلى كلِّ لغويٍّ له باعٌ مَديدْ، وإلى كلِّ نحويٍّ ومعرب مُجيدْ، وإلى كلِّ صَرفيٍّ يميز النّاقصَ من المزيدْ، وإلى كلِّ مَن له قدم راسخٌ في علوم الفَصاحةِ والبلاغةِ والبراعَة، وإلى كلِّ كاتب وناثرْ، وإلى كلِّ عَروضيٍّ وشاعرْ، وإلى كلِّ هندسيٍّ وطَبيبْ، وإلى كلِّ حَليم ولبيبْ، وإلى كلِّ قاصٍّ صَدوقْ، مُبرَّأ من الفُجور والعُقوقْ، مُؤَدٍّ لما يلزمه من الحقوقْ، قاصدٍ بوَعظه وجه الله والدَّارَ الآخرَةْ، بعيدٍ عن جمع الحُطامْ وهَذَر الكلامْ، وعن الكذب والمكابرَةْ، وإلى كلِّ ذي رُتبةٍ مُنيفةْ، وإلى كلِّ إمام وخَليفَةْ، وإلى كلِّ ملِك وسُلطان ذي إنافةٍ شَريفَةْ، وإلى كلِّ وزير وأمير، وإلى كلِّ مُستشار ومُشير، وإلى كلِّ مُفتٍ ومُدرِّس وقاضْ، وإلى كلِّ حاكم حكمهُ على الخليقَة ماضْ، وإلى كلِّ نائبٍ في المملكة وحاجِبْ، وإلى كلِّ والٍ فُوِّض إليه شيءٌ من المناصبْ، وإلى كلِّ عاقد وشاهدْ، وإلى كلِّ مَن دعي في مَشهدٍ من المشاهدْ، وإلى كلِّ إمام بَرّْ، وإلى كلِّ خطيبٍ على منبَرْ، وإلى كلِّ مؤذِّن يقولُ في كلِّ وقت: الله أكبَرْ، وإلى كلِّ مؤدِّبِ مكتَبْ، وإلى كلِّ من أَرصَدَ لأمرٍ من الدِّين أو الدُّنيا مرتَّبْ، وإلى كلِّ جنديٍّ عَلا في القتال أعلامُهْ، وإلى كلِّ عامِّيٍّ عرف إيمانَه وإسلامَهْ، وإلى كلِّ جليلٍ وحَقيرْ، وإلى كلِّ كبيرٍ وصغيرْ، وإلى كلِّ مَخدومٍ وخَدَمْ، وإلى كلِّ ساعٍ بقَدَمْ، ...)) إلى آخر ما سجع، وفرَّق فيه وجمع.
ثمّ أعلن نصَّ البراءة قائلاً :
((بَرئتُ إلى هؤلاء مِمَّن كذبَ على المصطفى وجِبريل وربِّ العِزَّةْ، وأُرشِد إلى الصَّواب فأَنِفَ ولم تَهزَّه في الله هزَّةْ، ورامَ أن يَعتزَّ على ذلك بالعوامِّ والسُّوقَة ولله العِزَّةْ، لا لمن أَزَّهُ أَزَّهْ)).
ثمَّ استطرد إلى موضوع حفظ السنَّة النبويَّة وأوصى باجتنباب روايةِ الموضوعات، وأورد الأحاديثَ المحذِّرة من مَغبَّة الكذب على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأرشد إلى هَدي الصحابة في التَّوقِّي من كثرة الرِّواية خوفاً من الوقوع في الكذب، وأتبعَ ذلك بأقوال الأئمَّة في معاقبة الكذَّابين، وأردفَه بخبر هذا القاصِّ الذي كتب من أجل صنيعه ما كتب، والذي كان يَرجو توبته وتوقُّفه عن بثِّ الواهِيات في مجالسه القصصيَّة: ((كنتُ مترقِّباً إذا بلغَه ذلك أن يبادرَ بالتَّوبَةْ، والاستغفارِ من هذه الحَوبَةْ، ويقولَ: سمعاً لأمر الشَّرع وطاعَةْ، وامتِثالاً لقول أهل السنَّة والجَماعَةْ، ويدعو لي مع ذلك إذ نَبَّهتُه وأرشدتُّه ونَصرتُهْ، بمنعه من الكذبِ على الأنبياء والرُّسل وأفدتُّهْ، ويتردَّد إلى مَشايخ الحديث خاضعا، ويستفيدُ منهم عِلماً في الدِّين والدُّنيا نافِعا)).
لكنَّ القاصَّ لم يقبل نصيحةَ السيوطي وفَتواه التي أيَّده فيها عددٌ من الأعلام بقصائدَ شعريَّة احتفظ لنا بها المؤلِّف في ((فتَّاشه))[12].


وبعدُ: فهذه هي قصَّة مقامتنا الأدبيَّة ((الفتَّاش على القشَّاش))، التي أعلن فيها السيوطي براءةً عامَّة من ظاهرة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرشد إلى الاحتياط والتثبُّت من صحَّة الأحاديث النبويَّة عند الاحتجاج بها، وهي درسٌ عامٌّ لكلِّ كاتبٍ في عصرنا الحاضر أيّاً كان تخصُّصه أن يتثبَّت فيما ينقل، ويراجعَ أهل الاختصاص فيما يكتُب، ويجتنب ما استطاع الاستدلالَ بالأحاديث الموضوعة والأخبار المصنوعة حتَّى لا يقعَ في وعيد الكاذب عليه صلى الله عليه وسلم، والله الهادي إلى سواء السَّبيل.
نموذج من خطّ المؤلّف
جلال الدّين السّيوطي نقلا عن أعلام الزِّرِكْلي 3/301
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] البخاري رقم : 1229 من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
[2] مسلم رقم : 7 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[3] ذكره عدد من الأعلام أقدمهم تلميذ السُّيوطي عبد القادر الشّاذلي في (بهجة النّاظرين بترجمة حافظ العصر جلال الدّين) رقم: 242، 246، وهو مضمّن في شرح مقامات السّيوطي 2/856 - 886 بتحقيق: سمير محمود الدّروبي - وفّقه الله تعالى - ضمن منشورات مؤسّسة الرّسالة.
[4] انظر لسان العرب والمعجم الوسيط مادّة ( قشش ). 
[5] ومع ما بذله السّيوطي - رحمه الله تعالى - من جهد في هذا المقام انتُقدَ كثيراً في رمزه لأحاديثَ كثيرة في جامعه الصّغير بالصّحة أو الحسن وهي من قبيل الموضوعات والواهيات المتروكات، وتعقُّبات الألباني عليه في هذا الباب أشهر من أن تُذكر.
[6] مقدّمة تحذير الخواصّ من أكاذيب القصّاص 1 - 6. 
[7] انظر مقدّمة شرح المقامات 1/51 لسمير محمود الدّروبي.
[8] شرح مقامات السّيوطي - مقامة الدّوران الفلكي 1/412 - 413.
[9] شرح مقامات السّيوطي - مقامة طرز العمامة 2/719 - 720.
[10] يعني جيّد مُحكَم، ولا يُفهم منه تفضيل عقولهم على عقول السَّلَف؛ فالسَّلَف هم أصفى النّاس عقولاً، وأهذبهم نفوساً. 
[11] لا يخفى أثر الصوفيَّة في نشر الموضوعات، وبثِّ الأباطيل والواهيات. 
[12] ثمّة تفاصيل كثيرة عن أحوال السّيوطي مع هذا القاصّ لا يتّسع المقام لذكرها، والمقصود أخذ العبرة والاستفادة من هذه المقامة في تنبيه المتساهلين في نشر الأخبار الموضوعة.

الجمعة، 24 فبراير 2017

من كتب الهدايا

من كتب الهدايا

1 ـ كتاب الهدايا :
لأبي بكر عبد الله بن محمّد البغدادي المعروف بابن أبي الدّنيا ت 281هـ صاحب التّصانيف الزّهديّة.
يرويه عنه أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر بن حمّويه الجوزي البغدادي. وهو من جملة مرويّات الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ شفاها ـ كما في كتابه المعجم المفهرس رقم: 165 من طريق شيخيه أبي المعالي عبد الله بن عمر الهندي الأزهري الحلاوي، وزين الدّين عمر بن محمّد البالسي الدّمشقي الصّالحي بسنديهما إلى مؤلّفه ابن أبي الدّنيا، وهو في عداد المفقود إلى الآن.
2 ـ كتاب الهدايا والسّـنّة فيها :
لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي البغدادي ت 285هـ صاحب غريب الحديث.
يرويه عنه محمّد بن الحسن بن كوثر البربهاري ـ وليس هو البربهاري شيخ الحنابلة بالعراق ـ والكتاب أيضا من جملة مرويّات الحافظ ابن حجر، قرأه على شيخته أمّ الحسن فاطمة بنت محمّد التّنوخيّة الدّمشقيّة بسندها إلى مؤلّفه الحربي كما في المجمع المؤسّس 2/399، وهو الآخر في عداد المفقود.
3 ـ كتاب الهدايا :
لأبي عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني البغدادي المعتزلي الكاتب ت 384هـ صاحب معجم الشّعراء.
وكتابه الهدايا يقع في ثلاث مئة ورقة حسب ما قاله القفطي في إنباه الرّواة 3/183، ولم يصلنا أصل الكتاب، لكن ثمّة جزء فيه أخبار حسان منتقاة من جزء منتخب من كتاب المرزباني انتقاها العلاّمة ـ صاحب المنتقيات النّفيسة ـ أبو العبّاس أحمد بن خليل اللّبودي الدّمشقي الصّالحي ت 896هـ، وهو مخطوط في مكتبة ليدن رقم: 1057، ونشر هذا المنتقى اعتمادا على هذه النّسخة الأستاذ جليل العطيّة في دار الطّليعة.

الملاحظ أنّ أصحاب هذه الكتب بغداديّون كلّهم ـ ولأهل بغداد كنوز تراثيّة ـ والأثران الأوّلان مفقودان خلاف الثّالث فوصلنا منتقى صغير منه في عشر ورقات، لا تمثّل شيئا أمام أصله الذي في 300 ورقة، وعسى الله تعالى أن يسهّل العثور على البقيّة، ومن جملتها سوى ما سبق: التّحف والهدايا للخالديّين الموصليّين، والهدايا للجاحظ البصري، وطَيْفُور الخراساني البغدادي، والجُنْدَيْسابُوري نزيل بغداد، وكلّهم عراقيّون على بغداد يحومون !

د. جمال عزون
مجموعة المخطوطات الإسلامية

الاثنين، 6 فبراير 2017

تراث المجاهيل معجم ببليوغرافي مقترح لحصر تراث المؤلِّفين المجهولين ( المفقود ـ المخطوط ـ المطبوع )

تراث المجاهيل
معجم ببليوغرافي مقترح لحصر تراث المؤلِّفين المجهولين
( المفقود ـ المخطوط ـ المطبوع )

الجهالة حين ترتبط بالتّراث تضفي عليه غموضا جذّابا يؤزّ التّراثيّين إلى كشفه أزّا، أملا في اكتشاف عنوان نادر، أو مؤلِّف مبدع، والأقدمون قد وقعت لهم مخطوطات نفيسة نقلوا منها فوائد قيّمة، مطمئنّين إلى صحّة ما فيها من معلومات، رغم تعذّر معرفة مؤلّفيها، والأمثلة كثيرة يلمحها النّاظر خاصّة في كتب التّراجم والتّواريخ وغيرهما، ومن أشهر ذلك كتاب الزّهرة الذي أكثر النّقل عنه مغلطاي في كتابه الممتع إكمال تهذيب الكمال، واكتفي في تلك النّقول بقوله: (( قال صاحب الزّهرة ))، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية ينقل فائدة تتعلّق بابن قتيبة من كتاب مجهول المؤلِّف فيقول: (( وابن قتيبة هو من المنتسبين إلى أحمد وإسحاق والمنتصرين لمذاهب السّنّة المشهورة، وله في ذلك مصنّفات متعدّدة قال فيه صاحب كتاب التّحديث بمناقب أهل الحديث: وهو أحد أعلام الأئمّة والعلماء والفضلاء أجودهم تصنيفا، وأحسنه ترصيفا ))، والأمثلة في كتب الأعلام كثيرة، والمقصود التّلميح إلى النّوع الأوّل من كتب المجاهيل وهي الكتب التي يعتبرها المختصّون الآن في عداد ما فقد من تراث الأعلام، رغم وقوف عدد من العلماء عليها قديما كما في مثال ابن تيمية ومغلطاي وغيرهما.
والنّوع الثّاني ـ وهو كثير ـ: المخطوطات التي وصلتنا حاملة معها صفة الجهالة إمّا في العنوان وإمّا في المؤلّف وإمّا في كليهما، ومجال البحث فيها متعة علميّة منقطعة النّظير يعرفها العاشقون للتّراث.

والنّوع الثّالث ـ وهو قليل ـ: المخطوطات المجهولة التي طبعت رغم جهالة عناوينها أو مؤلّفيها، وإنّما حمل محقّقيها على نشرها ما لاحظوه من قيمة علميّة في محتوى هذه المخطوطات، وقد أحسن صنعا أصحاب المعجم الشّامل للتّراث العربي المطبوع إذ ختموا المجلّد الخامس منه 5/377 ـ 419 بذِكْر 114 أثرا مطبوعا مجهول المؤلِّف وعنونوا لها بـ: (( كتب مجهولة المؤلِّفين )).
من هنا ندعو إلى معجم ببليوغرافي يحصر ـ بصورة جادّة ـ هذه الكتب المجاهيل مفقودة كانت أو مخطوطة أو مطبوعة، وهي خطوة أولى تسهّل مستقبلا ـ بإذن الله ـ تكاثف جهود الدّارسين التّراثيّين لكشف أسرار هذه المجهولات، وتسدّ ثغرات مهمّة في المكتبة التّراثيّة.
د. جمال عزون
مجموعة المخطوطات الإسلامية
@almaktutat

الجمعة، 20 يناير 2017

أضرار تقميش الخصائص النبوية


د. جمال عزون
مجموعة المخطوطات الإسلامية
21 ربيع الثاني 1438

حُوشِيُّ اللّغة حتّى في طباق السّماع رحمة الله على آل ابن دحية


حُوشِيُّ اللّغة حتّى في طباق السّماع
رحمة الله على آل ابن دحية

اشتهر الحافظ عمر ابن دحية الكلبي 633هـ وأخوه عثمان 634هـ باستعمال ألفاظٍ من حوشيِّ اللّغة وغريبها، ولهما في ذلك مراسلات ومكاتبات لطيفة أورد بعضَها من ترجم لهما، وبلغ بعثمان أن استعمل الحُوشِيَّ حتّى في طباق السّماع، وقد وقف الحافظ ابن رُشَيْدٍ السّبتي على نموذج احتفظ لنا به في رائعته المسمّاة: مِلْىءُ العَيْبَة بما جمع بطول الغَيْبَة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكّة وطيبة 3/62، وهذا نصّ الإجازة الغريبة:
(( أجزتُ لمن ذكر فوق هذا، وفّقهم الله وسدّدهم، وجعل الغُرْفَةَ نُزُلَهُمْ، وحال بينهم وبين المَأْنُوسَة، وجعلهم من المخبتين العاملين بطاعته، وأجزتُ لهم عن إِلْبَةٍ غَطْمَطِيطَة، قاله عثمان بن حسن بن عليّ بن محمّد ابن دحية الكلبي )).
قال ابن رشيد: (( وقال ـ بعد ذِكْر أسانيده في الكتب السّتّة مصحِّحا على ذلك ما نصُّه ـ:
(( ما رُقِشَ فيه وذُكِرَ من الأسانيد صحيحٌ بحمد الله، ولي فيه أسانيد أعلى من هذه كَوْمَح الطِّرْسُ عنها، قاله عثمان بن حسن، وكذلك سماع السّداسيات والخماسيات المخرّجة لابن عتّاب صحيحٌ كما عُنْتِمَ في تاريخه )).
قال ابن رشيد: (( كان هذا الرّجل ـ رحمه الله ـ مُولَعا بالحُوشِيِّ والغريب والثّقيل من الألفاظ، مُنَكِّبا عن المعروف )) اهـ كلام ابن رشيد ونقله.
ـ المَأْنُوسَة: النّار وقيل: إنّما هي المأموسة.
ـ إِلْبَةٍ غَطْمَطِيطَة: أي عن عدد وفير من الشّيوخ المجيزين.
ـ رُقِشَ: كُتِبَ.
ـ كَوْمَح الطِّرْسُ: ضاق الورق عن استيعاب الأسانيد.
ـ عُنْتِمَ: قُيِّدَ.
رحمة الله على ابْنَيْ دحية، ووقاهما الحَضَوْضَى، وبارك في زِبْرِهِمَا وما دبّجته أَبَاخِسُهُما، ورزقهما البَهْنَانَةَ من الحُور العِين !
د. جمال عزون
مجموعة المخطوطات الإسلامية
20 ربيع الثاني 1438


الخميس، 12 يناير 2017

اكتشاف ورقات من كتاب طبقات القراء لابي عمرو الداني

اكتشاف ورقات من كتاب طبقات القراء لابي عمرو الداني
ورقات نادرة يسر الله لي اكتشافها من كتاب طبقات القراء لأبي عمرو الداني المفقود، وذلك ضمن مجاميع العمرية، وتشرفت بدراستها والمشاركة بها ضمن بحث في المؤتمر الدولي الأول للمخطوطات والوثائق التاريخية بماليزيا.





د. جمال عزون
مجموعة المخطوطات الإسلامية
@almaktutat

الثلاثاء، 10 يناير 2017

نسّاخ الكتب بين حسن الخطّ وجودة الضّبط

نسّاخ الكتب
بين حسن الخطّ وجودة الضّبط

كَتَبـَةُ المخطوطات عالَمٌ لا يحصيهم إلاّ الخالق جلّ جلاله، ولا يخلو حالهم من أربعة أقسام:
الأوّل: نسّاخ جمعوا بين جمال الخطوط وبين ضبط الكلمات وإتقانها، فترى فيما كتبوا (( لوحات فنّيّة )) رائعة تسرّ النّاظرين، وزادها تألّقا جودة عالية في ضبط ما سطّروا، وخلوّ ما نسخوا من التّصحيف والتّحريف غالبا، وهذا ينطبق عادةً على العلماء المتقنين الذين عُرفوا بالخطوط الرّائقة كأصحاب الخطوط المنسوبة ـ وجمال الخطّ رزق ـ ولذا ترى في تراجم كثير من هذا الضَّرْب أنّ أحدهم (( كان يكتب خطّا منسوبا )) شبيها بخطّ ابن مقلة أو ياقوت ومن سار على دربهما، وساعدهم في الضّبط والإتقان حرصُهم الشّديد على المقابلة، ودرايتهم العميقة بقواعد نسخ الأصول ومقابلتها، ورائدهم في عملهم الجليل تلك المقولة المشهورة: (( من كتب ولم يقابل كمن غزا ولم يقاتل )).

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

البَرْدِيّاتُ عالَم آخَر من التّراث العتيق

البَرْدِيّاتُ
عالَم آخَر من التّراث العتيق

البرديّات بحر عجاج من الوثائق التّاريخيّة العتيقة جدّا، صمد عدد هائل منها بعد أحقاب من الزّمن، ولها أعلامها المختصّون في العالمين العربي والغربي، وهي محفوظة في خزائن الخافقين، ورصيدٌ هائلٌ منها مصون في مكتبات الغرب خاصّة، وكُتبت عنها دراسات حافلة، لكنّ الباحثين التّراثيّين منهمك كثير منهم في المخطوطات المفردة دراسة وتحقيقا ـ وهو عمل جليل ـ ولم تتح لهم ـ إلاّ النّزر اليسير ـ الفرصة للالتفات والنّظر والاستمتاع بالبرديّات المفردة، ممّا جعل الواحد منّا يشعر حقّا بشيء من الحرمان تجاه هذا الكنز العظيم، وهنا نتساءل:
1 ـ هل هناك مواقع عربيّة وغربيّة تتيح هذه البرديّات للاطّلاع دون شروط.
2 ـ وهل هناك جهود في " رقمنة " البرديّات وإتاحتها ملوّنةً كأصلها.
3 ـ وما هو واقع البرديّات في الخزائن والمراكز التّراثيّة العربيّة.
4 ـ علماء البرديّات نوادر فهل من سبيل أن يشرّف هذه المجموعة التّراثيّة المباركة أحدهم، ويكون لنا دليلا مرشدا إلى هذه الكنوز، وخير من يفتح لنا آفاق هذا الباب الدّكتور الفضيل عبد الله المنيف ـ وفّقه الله ـ الذي رصد عددا وفيرا من البرديّات المحفوظة في مكتبة الملك فهد ـ رحمه الله ـ، وجمعها في دراسة خاصّة نتمنّى أن ترى النّور ـ ولعلّها قد رأته ـ، وأشار في مقال له قديم لطيف إلى أحد روّاد البرديّات العربيّة في العصر الحاضر وهو الأستاذ الدّكتور جاسر بن خليل أبو صفيّة صاحب كتاب (( برديّات قرّة بن شريك العبسي ))، الذي تولّى مركز الملك فيصل ـ رحمه الله ـ نشره، ولا شكّ أنّ ثمّة آخَرين ـ سوى أبي صفيّة ـ قد صفا لهم هذا العلم، وتذلّل لهم هذا الفنّ، وكليّات الآثار في عالمنا العربيّ عرفت عددا من هؤلاء يتشرّف الباحث التّراثيّ أن يتعرّف عليهم، وينهل من معين علمهم.
5 ـ قد استمعتُ حقّا خلال الأعوام 1409ـ 1424هـ بتكحيل النّظر مرارا في المجلّدات الضّخمة من كتاب المستشرق الألماني أدولف جروهمان، وكانت متاحةً في مكتبة الجامعة الإسلاميّة بالمدينة النّبويّة في طبعة أنيقة على ورق لمّاع حسّاس، وكان العجب لا يفارقني من دقّة المسلمين في كتابة العقود بمختلف أنواعها صغيرةً كانت أو كبيرةً، ويزداد العجب حين ترى خلالها خطوط أعلام كانوا شهودا لكثير من عقود الأنكحة والبيوع، ولأولئك الأعلام في كتب التّراجم ذِكْرٌ حسن، وقد زاد تلك العقود جمالا تواريخُها الضّاربةُ في القِدَم، ولا أحسب كم رأيتُ من خطوط القرون الأولى التي يفتقد المرءُ أمثالها في المخطوطات المفردة إلاّ ما شذّ وندر من المخطوطات التي جاوزتْ ألف سنة ممّا يعدّون.
6 ـ إنّ عينا تعوّدت على فكّ طلاسم البرديّات العتيقة لجديرة أن تبدع في فكّ ما عسر من خطوط المخطوطات، وهو أمل كلّ تراثيٍّ عاشق.

نماذج 

من البرديّات المؤرّخة

سنة 22 هـ

سنة 182 هـ

د. جمال عزُّون
مجموعة المخطوطات الإسلامية
@almaktutat



السبت، 10 ديسمبر 2016

خطّ أبي العرب التّميمي المتوفّى عام 333هـ على أثرين نفيسين


خطّ أبي العرب التّميمي 

المتوفّى عام 333هـ على أثرين نفيسين

1 ـ في اللّوحة اليمنى قيد تملّك عتيق بخطّ أبي العرب التّميمي القيرواني على كتاب تمييز ثقات المحدِّثين وضعفائهم وأسمائهم وكناهم لابن البرقي ت 249هـ، مستعارة من تحقيق البحّاثة الجليل الأستاذ الدّكتور عامر حسن صبري التّميمي وفّقه الله تعالى.
2 ـ وفي اللّوحة الثّانية كذلك قيد تملّك بخطّه على كتاب فيه ما جاء من الحديث في النّظر إلى الله تبارك وتعالى لمحمّد بن وضّاح القرطبي ت 286هـ، مستعارة من أعلام الزّركلي 5/309، وقد رأى الأديب الكبير النّسخة في خزانة السّيّد المؤرِّخ حسن حسني عبد الوهّاب بتونس، رحمة الله عليهما.
3 ـ كتاب ابن البرقي وصلنا منه بقايا من حرف العين، والباقي ـ وا أسفاه ـ ضائع، وكتاب ابن وضّاح بقي منـه ـ وا حزناه ـ ورقة العنوان فقط، ويا ليت الزّركليَّ صوّره كلَّه ـ ولعلّه فعل ـ، ولمّا قصدتُ تونس زرتُ المكتبة الوطنيّة سائلا عن النّسخة فلم يجدوا لها أثرا، والغريب حقّا أنّ فهرس مخطوطات العلاّمة حسن حسني الذي أعدّه الأستاذ المحقِّق عبد الحفيظ منصور خال هو الآخَر عن ذِكْر نسخة كتاب ابن وضّاح.
4 ـ فهذا خطّ أبي العربي التّميمي على كتابين نادرين أحدهما فقد أغلبُه والثّاني بقي فقط غلافُه، ولعلّ الله عزّ وجلّ يمنّ ـ بفضله وكرمه ـ بالعثور على الكتابين كاملين، (( ومن عاش رأى )) كما كان يردّده ـ في مثل هذه الأشجان التّراثيّة ـ شيخنا المحدّث الجليل أبو عبد الباري حمّاد بن محمّد الأنصاري رحمة الله عليه.



د. جمال عزون
مجموعة المخطوطات الإسلامية
@almaktutat

السبت، 3 ديسمبر 2016

كتابُ الفِهْرِسْت لرافِضِيَّيْن قَدِيمَيْن مُتَعَاصِرَيْن

كتابُ الفِهْرِسْت لرافِضِيَّيْن قَدِيمَيْن مُتَعَاصِرَيْن

الأوّل: لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطّوسي (385 ـ 460هـ)، وفيه من الكتب العجب، وينبغي الحيطة والحذر أثناء قراءته، قال الحافظ الذّهبي في السّير 18/334: (( شيخ الشّيعة وصاحب التّصانيف .. تفقّه أوّلا للشّافعي، ثمّ أخذ الكلامَ وأصولَ القوم عن الشّيخ المفيد رأس الإماميّة ... وأعرض عنه الحفّاظ لبدعته، وقد أحرقتْ كتبُه عدّة نُوَبٍ في رحبة جامع القصر، واستتر لما ظهر عنه من التّنقّص بالسّلف، وكان يسكن بالكرخ ـ محلّة الرّافضة ـ وأقام بالمشهد يفقّههم ... وكان يعدّ من الأذكياء لا الأزكياء ... ورأيتُ له مؤلّفا في فهرسة كتبهم وأسماء مؤلِّفيها )).
الثّاني: لأبي الفرج محمّد بن إسحاق البغدادي المعروف بالنّديم ت 438هـ، وفيه أخبار عن الكتب في القرون الغابرة بما يدهش الألباب، غير أنّ مؤلِّفه ابتلي هو الآخَر بداء الرّفض والاعتزال حتّى قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان 6/557: (( لمّا طالعتُ كتابَه ظهر لي أنّه رافضيّ معتزليّ فإنّه يسمّي أهل السّنّة الحشويّة ... ويسمِّي كلّ من لم يكن شيعيّا عامّيّا ))، وقد أبدع د. أيمن فؤاد سيِّد في تحقيقه بما لا مزيدَ عليه. والكتابان على ما يجد فيهما التّراثيّون من متعة معرفة الكتب وأصحابها وأخبارها إلاّ أنّه ينبغي التّيقّظ لما نبّه إليه علماء السُّنّة من هذا الخلل العقائدي الذي ابتلي به النّديم والطّوسي وغيرهما.



د. جمال عزون
مجموعة المخطوطات الإسلامية

الاثنين، 14 نوفمبر 2016

براءة اكتشاف المخطوطات على نمط براءة اختراع الآلات


براءة اكتشاف المخطوطات

على نمط براءة اختراع الآلات

من رحمة الله بخلقه تيسيره لطائفة من أذكياء علماء فنون الدّنيا من أهل الفلك والرّياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرهم اختراع آلات متنوّعة أسدت خدمات جليلة لبني آدم، ومن باب عزو الفضل لصاحبه تعطي جهات علميّة مرموقة براءات اختراع توثّق جهد المخترع، وتعزو إليه الآلة التي اخترعها، أو النّظريّة التي ابتكرها، أو القانون الذي اكتشفه، أو المعادلة التي حلّ بها معضلات علميّة، وينتشر في الأوساط الأكاديميّة اسم هذا المخترع، ويشجّع بمكافآت ماديّة سخيّة، ويصنّف في جملة العباقرة الذين بذلوا جهودا جبّارةً يسّر الله بها على أيديهم تلك المخترعات والمكتشفات، وتلك الجهود قائمة على التّأمّل والتّجربة والقياسات والمعادلات والتّطبيقات في دهاليز المختبرات.
وإنّ في المخطوطات لمجالا خصبا لبذل المختصّين جهودهم الدّقيقة لاكتشاف آثار أعلام عدّها المختصّون من جملة ما ضاع من تراثهم، وكم رأينا أفذاذا من التّراثيّين يسّر الله على أيديهم اكتشاف مخطوط نادر لعلم درج بإذن الله إلى رحمته منذ قرون ولا يعرف له في السّاحة التّراثيّة كتاب، فبعث هذا الفذُّ كتاب ذاك العلم وأحيا اسمه من جديد، وصار يترحّم عليه من قرأ كتابه أو استفاد منه فائدة أودعها بحثه أو تحقيقه.
إنّ التّراثيّين يكتشفون آثارا نادرة فهرست بالخطأ ونسبت إلى غير أصحابها، أو أخرى مبتورة الطّرفين، أو خالية من عنوان أو مؤلِّف، أو نسخ أخرى عتيقة لكتاب موجود نشر على مخطوطات متأخّرة، أو يكتشفون نسخا نادرة مطرّزة بسماعات عتيقة تزيد من قيمة الكتاب، كلّ هذا مندرج تحت باب الاكتشاف، وأعظمه في نظري أن يوّفق تراثيٌّ لاكتشاف نسخة وحيدة في العالم لمخطوط لم يسبق أن عرفته السّاحة التّراثيّة.
إنّ كثيرا من هذه المخطوطات المكتشفة حوت علوما جمّة ومنها ما له صلة بعلوم الطّبّ والهندسة وغيرهما من فنون المعارف الدّنيويّة، وأغلبها صلته بعلوم الشّريعة وشيجة، ومن حقّ هؤلاء المكتشفين أن يحفظ لهم حقّهم عن طريق جهات علميّة مرموقة، تعزو لكلّ مكتشف مخطوطا ـ لم يسبق إلى اكتشافه أحد ـ جهده الذي بذله في الاكتشاف، وتوثّق صنيعه، وتهبه براءةَ اكتشاف، وتشجّعه بمكافآت مادّيّة تزيده تشجيعا للمضيّ في اكتشاف نوادر التّراث، وإن هذه المجموعة المباركة لتعجّ بأفذاذ تراثيّين أمتعوا القرّاء بما اكتشفوه من نوادر المخطوطات، وحقّهم أن يمنحوا براءة اكتشاف لا تقلّ أهميّة عن براءات الاختراع التي منحت لعلماء فنون الدّنيويات.
 د. جمال عزون
مجموعة المخطوطات الإسلامية
@almaktutat


الخميس، 22 سبتمبر 2016

خطّ ابن باز

خطّ ابن باز

أبو عبد الله الحسين بن عمر بن نصر بن حسن بن سعد بن عبد الله البازي الموصلي المشهور بابن باز (552 ـ 622هـ) حدّث بالموصل وإربل، وولي مشيخة دار الحديث المظفّرية بالموصل، له مجموع في الأسفار وقف عليه ابن العديم ونقل عنه في تاريخ حلب.


د. جمال عزون
مجموعة المخطوطات الإسلامية
@almaktutat

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

الأشباه والنظائر في أسماء الكتب



الأشباه والنظائر في أسماء الكتب

مشيخة المراغي

أبي بكر بن الحسين بن عمر القرشي العثماني المراغي
( 727 ـ 816هـ )

تخريج
جمال الدّين محمّد بن موسى المرّاكشي ت 823هـ

دراسة وتحقيق
د. محمّد صالح بن عبد العزيز المراد

جامعة أمّ القرى عام 1422هـ




مشيخة المراغي

أبي حفص عمر بن حسن بن مزيد المراغي
( 679 ـ 778هـ )

تخريج
صدر الدّين سليمان بن يوسف الياسوفي ت 789هـ

دراسة وتحقيق
أ.د. عامر حسن صبري

دار البشائر الإسلاميّة عام 1426هـ


د. جمال عزُّون
مجموعة المخطوطات الإسلامية
@almaktutat