الأعداد الكاملة للنشرة الشهرية لمجموعة المخطوطات الإسلامية رابط متجدد

الأعداد الكاملة للنشرة الشهرية لـ (مجموعة المخطوطات الإسلامية) [رابط متجدد]

الأعداد الكاملة لـلنشرة الشهرية لـ (مجموعة المخطوطات الإسلامية) @almaktutat رابط متجدد https://mega.nz/#F!JugA2KDT!4nTvCdymnFy...

‏إظهار الرسائل ذات التسميات د. عبد الرزاق مرزوك. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات د. عبد الرزاق مرزوك. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 27 نوفمبر 2019

✍️ - من مخطوطات مكتبة بلنسية Biblioteca Valenciana

✍️ - من مخطوطات مكتبة بلنسية 
Biblioteca Valenciana


مصحف أندلسي جم النفاسة، نادر العتاقة، يسكن هاهنا منسيا بأحد أدراج مكتبة بلنسية، الواقعة ببلدية البَلَد (Albalat) من أطراف مدينة بلنسية، خُط وسُفّر بعناية بالغة، حيث اشتمل على الجزء السادس من القرآن الكريم وحده كاملا، فآل إلى ما يشبه الجزء من الكتاب، يستل ثم يفرد بالتأليف.
وخلاله قيد توثيق باللهجة البلنسية (Valenciano) أنه قد عثر عليه في قرية البلد عام 1904م، لكن ليس فيه ذكر تاريخ نسخه، ولا اسم ناسخه.



وقد تناولته مشفقا مقبّلا حاضنا قارئا متصفحا؛ لعلي أصيب من فضله وبركته القدسية .. وأنا أتأمل ما أعقب ذهاب الأندلس من نكد فصامنا، وحسرة هجراننا لتراثنا العربي الإسلامي المخطوط، الذي لو كشفت حجب غفلتنا الكثيفة لأن أنينا يسمعه من في السماوات والأرضين.


د. عبد الرزاق مرزوك
مجموعة المخطوطات الإسلامية
#Biblioteca_Valenciana
#Albalat
#مخطوطات_أندلسية
#المصاحف_المخطوطة

الأربعاء، 16 أغسطس 2017

مَخْطُوطَاتٌ لَا بَوَاكِيَ لَهَا

مَخْطُوطَاتٌ لَا بَوَاكِيَ لَهَا.

خزانة مسجد القصبة الحبسية بمدينة الصويرة، في معزل ضامر، داخل مكتبة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي توقعت أن تكون ذات مساحة أليق بما فيها من المخطوطات، وهيئةٍ أوفق لتقديرها إراحة وإتاحة للباحثين، فإذا بها أضيق وأشق، وإذا بمساحة الفراغ بين الرفوف لا تكفي لقيام الباحث، فضلا عن جلوسه وحركته وتناوله لما يقرأ ويبحث.
ولو قلتَ: إنها - بالنظر إلى ذلك الضيق المُبين، وفعل التخريم الذاهب عبثا بمخطوطاتها - قبرٌ لها دُفنت فيه أثناء محتضرة؛ لَمَا بالغتَ، ثم لا تسأل بعد ذلك عن حال هذه المخطوطات من حيث الصيانة والعناية، فإنك لن تتوقع ما أصابها من أذى الإقلال ورَزِيّة الإهمال حتى نخرت الأرضة جميعها، وفتت الرطوبة أطراف أوراقها وأجوافَها تفتيتا أحالها عِهنا باليا يتساقط كلما مسستَه، إلا قليلا مما لا يقيه مَسَّ التّلَف واقٍ قريبٌ ولا بعيد.
وإن خلال كل هذا من موجبات الإشفاق والغم وجالبات الحَزَن وأَلَمِ الفؤاد ما لا يوصف، ألمٍ طارد للانشراح، مع ضُرّ حسّي لا يخفى: يغشى حواسّ الجالس بينها ويقطع أنفاسه.
وَلَعَمْري لو كانت هذه المخطوطات الصريعة بَشَرا لَسُورع بها - في أقل اعتبار - إلى أقسام المستعجلات من المستشفيات؛ فتداركها المُسعفون بما يستطيعون، ولو كان لتألمها المبكي صوتٌ يُسمع لَهَدّ تصديعُه أبنيةَ هذه المدينة المجاورةَ لمسجد القصبة وسورَها، فبالله أي منكر مبين هذا؟!..، وأي فتنة مضلة أحلّت الاستخفاف بحق هذه المخطوطات في الرعاية؟!!، وأي عقوق هذا الذي يُزري بأعمال علمائنا السالفين من مُوَرِّثيها: الذين ألفوا وخطّوا ونسخوا وصَفُّو وخاطوا وجلّدوا... قاصدين مُكْثِرين صابرين مصابرين محتسبين؟!..، الذين لو تأملت عملهم العظيم ذاك الذي يضاهي في خطورته وهيبته تشييد القلاع والحصون، ثم رأيت عجزنا اليوم عن تصويره فضلا عن قراءته، لَعَرَفت أن نَفَسا واحدا من أنفاس الواحد منهم لو وُزِن بأعمار كثيرين منا لوَزِنَهَا. 
أما كانت حقيقة بأن يصيبها - ما دامت تراثا - بعضُ ما يصيب مدينتَها من الاهتمام السياحي البالغ كَيْمَا تَخِفَّ نكبتُها وما تجدُ من مصيبة الاندثار، وإلا فإنها أعظم تراث يكون وأنفعه وأمتعه، وأجل ميراث حضاري حري بأن تُهلك في حفظه الدنيا دون حساب.
وأين الجمعيات ذات الهم الوطني، الهاتفة بقداسة الوطن وحب الوطن، ذات الغيرة - زَعَمَتْ - على ثوابته وقيمه وأصالته وتراثه وفنونه وثقافته....؟! .. أتُراها تزن النفائس بميزانين؟، أم تَرى الوطن الواحد وطنَيْن؟،..
هذا تراث الوطن يباد حثيثا في صمت كصمت السُّمّ، ويغلق دونه باب خزانته كما تغلق زنزانة دون معتقل وحشي ضارّ، خُلّي بينه وبين الظلمة تنهش أنفاسه وإحساسه ليفنى على مهل....!!، تُرى كم يحتاج - بالمقياس الحقوقي - من شروط الشرف وخصال الطهر كي يصير مكوِّنا من مكونات الوطن ؟؟!! .. أم أن المخطوطات لا بواكي لها؟؟ ..
وفي الميزان السياحي نفسه: أهذه المخطوطات خير أم أحلاس القصور القديمة المزيَّفة المعروضة باعتناء بالغ في أبهى المتاحف؟ ....
إن رسمة الحرف العربي الواحد خلال قرطاسِ مخطوطٍ من هذه المخطوطات لَحرية بأن تعلن وحدها في لوحة زاهية، وتُعرضَ لعشاق الفن في فضاء أنيق باذخ أليق بها؛ تستجلي رفيع أذواقهم، وتستخرج غائر اندهاشهم وذهولهم.
أما الغيارى من محققي التراث فلو أزيحت عن طريقهم العقبات لنزحوا إليها من كل حدب وصوب، ولأقاموا تحتها يقيدون ويفهرسون ويدرسون ويصورون، لا سيما وأن كلها مُصَدَّر بقيد تحبيس من سلطان أو عالم.
إن ما أصاب بعضها من الترميم في عهد سابق؛ إنما جرى بيد صَنَاع غربية، وقد ناله أيضا جُذام التلاشي، فليتها نقلت أيامئذ إليهم مَرَّة، إذن لأصابها خير ما يحقق صيانتها من شروط الترميم الأجود الأرقى بيئة وتقديسا، ولَصُفَّت على أنعم الرفوف في أجلّ جناح داخل أرحب المكتبات وأعرقها، ولأتيحت لنا دون شروط، أو بشروط لا تحول بين الباحث وبين المخطوط؛ بل تحثه على استنقاذه بالتحقيق حثّا، وتدعمه بحسن التضييف والتشريف دَعْما.

من المخطوطات التي طالعت:

- أنجح الوسائل في شرح الشمائل لابن مخلص السبتي.
- جامع ابن يونس.
- الشواهد الكبرى للعيني، وهو: المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية.
- شرح الشمائل لجسوس.
- شفا القاضي عياض.

#المخطوطات
#تحقيق_التراث

قيده عبد الرزاق بن محمد مرزوق.
بثغر السويرة حرسها الله
عصر يوم الثلاثاء 22 ذي القعدة 1438هج، الخامس عشر غشت 2017م.


الأحد، 14 مايو 2017

[صدر حديثا] مراقي اللحاق برجال سيرة ابن إسحاق لفضيلة الأستاذ الدكتور عبد الرّزاق مرزوك

[صدر حديثا] مراقي اللحاق برجال سيرة ابن إسحاق لفضيلة الأستاذ الدكتور عبد الرّزاق مرزوك

الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وبعد،

هذا الكتاب بيان لما يلزم المشتغلَ بتطبيق منهج النقد الحديثي على السيرة النبوية معرفتُه، ولا يسعه طرحُه بوجه.
وأحق مصنَّف بالتقديم في ذلك: سيرة الإمام أبي بكر محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي، الذي أجمع المحققون على أنه إمام أهل هذا الشأن والمقدم عليهم فيه، حتى قال الإمام الشافعي: (من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على ابن إسحاق).
فصنعتُ هذا الكتاب ليكون كالعلَم لمن صح عزمه على فحص مرويات ابن إسحاق، وسبر أسانيده، وتقليب أصول نقله، وكما لا يستغني السابر لأسانيد أمهات كتب الحديث عن كتب الرجال، كالكاشف والتقريب، فإن السابر لأسانيد السيرة بحاجة أيضا إلى مصنفات أفردت رجال السيرة بالكشف والإبراز، لا سيما وأن مروياتها عند ابن إسحاق من الكثرة بحيث تستدعي مصنفا مستقلا، بل من الرواة طبقات اشتهرت بنقل السيرة على جهة الإفراد؛ لا سبيل إلى تمييزهم إلا بذلك، وفوائد أخرى يكاشفها القارئ في محلها من هذا الكتاب.
وقد جعلته في فصلين:
أولهما: في بيان حال من روى عنهم ابن إسحاق، ليكون ذلك عونا لمن رام تجريد أسانيده، ومعرفة مراتب مروياته، واستخراج صحيح سيرته.
والثاني: في بيان حال الرواة عن ابن إسحاق من العدالة وأهلية النقل، ومراتب نسخهم التي رووا فيها السيرة عن ابن إسحاق.
ووراء ما اشتمل عليه هذا الكتاب شروط أخرى، تلزم المعتني بهذا الشأن، يخشى بذكرها التطويل، والإخلال بالقصد من هذا التأليف، عسى أن يتهيأ لها تصنيف آخر؛ يكون بتقييدها أخص، ويروق بإحصائها فيه النظم والرَّصّ.

والحمد لله لا موفق للخير سواه.

قيده عبد الرزاق بن محمد مرزوق
يوم الأحد السابع عشر من شعبان 1438 هج، الرابع عشر من مايو 2017 م.
بمراكش المحروسة.


الأربعاء، 7 سبتمبر 2016

🎯⛧🎯 - بصائر في التسديد المنهجي.

🎯⛧🎯 - بصائر في التسديد المنهجي.


3 - من وجوه حاجة الطالب الباحث إلى الكتاب، وبعض تقييم لنشرة (دار الكتب العلمية) لكتاب (نجوم المهتدين ورجوم المعتدين في دلائل سيد المرسلين والرد على أعدائه إخوان الشياطين) للقاضي يوسف بن إسماعيل النبهاني (1350 هج).



الحمد لله ولي كل نعمة، والصلاة والسلام على سيدنا أحمدَ المبعوثِ بالهداية والرحمة.
وعلى عترته الأطهرين، وصحابته الأكرمين، وتابعيهم السائرين على نهجه الحق المبين.

أما بعد
فإن خير الموافقات ما سيق للعبد سَوق ريخ رُخاء، لا يواري مهبَّها حاجب مانع، ولا يوقف جريانها سالب قاطع، تأتيه بما يُؤَمِّل من عسير المطالب كما تأتي الفتوح بشهي الآمال والرغائب.

وأشد الموافقات إسعادا صنف أشبهُ بغَلَّةٍ أُسعِفْتَ بها في غير موسمها وأنت محصور معزول، فترى مددها مقبلا عليك وأنت في طريق إدبارك، ينادي عليك بسلواه وأنت ساه منشغل بسواه، فضلا من الله محضا، سائغا سابغا غضا.

ذلك أني لم أكن أتوقع - بعد عامين من البحث الحثيث بشتى الوسائل المتاحة - أن أجد طبعة (دار الكتب العلمية) من كتاب القاضي العلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني: (نحوم المهتدين ورجوم المعتدين في دلائل نبوة سيد المرسلين والرد على أعدائه إخوان الشياطين)، في مكتبة الشيخ ماء العينين بمدينة تيزنيت، يوم الثلاثاء السابع والعشرين من شهر ذي القعدة 1427 هج،الموافق للثلاثين من غشت 2016 م.

وهي عجيبة من عجائب القصص الواصفة لأحوال الباحثين مع الكتاب، إذ أن لكل باحث في تحصيل كل كتاب - لا محالة - قصة حافلة، يقتضيها تعلقه به، وما يبذله من ذَوْب فؤاده حبا له وشغفا به، وركوبا للشدائد في تحصيله ... قصة لا تخلو من أسرار وموافقات تجري حكمة ودهشة وطرافة، حقيقة بالتدوين والإفشاء.
ذلك الذي جرى بعضه لما سألت أحد العاملين في المكتبة المذكورة، وذكر لي من مؤلفات القاضي النبهاني الموجودة لديهم سوى (نجوم المهتدين ورجوم المعتدين) الكثير، ثم صعد إلى الطابق العلوي يبحث، فنزل يؤكد لي ما ذكر، فأسِفْت غير آيسٍ أَسَفَ المغبون، وأخذتْني دوامة انقباض كاسر وشجون، إلى أن أتانا السيد الكتبي صاحب المكتبة مستبشرا مضيِّفا جزاه الله خيرا، فانبعث بترحيبه تأميلي، وسألته عن الكتاب مرة أخرى ملحا معتذرا، فقال: بل يوجد لدينا الكتاب، ثم صعد، وما كدت بعد لحظات أرفع بصري إلى السلم حتى نزل وفي يده من (نجوم المهتدين) نسختان.
فرحت فرح المسترجع راحلته بعد طول كد وعناء، ولو قطع أمير رحلتنا آنئذ سفرنا وأمرنا بالقفول لأجبت إجابة المطيع، وليس في نفسي حرج أو طمع في غير ما أحرزت من المآرب، وظفرت به من عزيز المطالب، وذلك لسببين اثنين:

الأول: أنه لو لم يقع لي من الموافقات خلال هذه الرحلة إلا تحصيل طبعة (دار الكتب العلمية) من هذا الكتاب لكفى، لا سيما وأن غرضي ليس في تحصيل الطبعة ذاتها، بل للذي جرى قبل عامين، أثناء رحلتي إلى مدينة الداخلة الصحراوية، من تحصيلي نسخة خطية نفيسة من (نجوم المهتدين ورجوم المعتدين في دلائل نبوة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم) أغرتني بإعادة تحقيق الكتاب، ثم توقفت وأرجأت العزم على ذلك إلى أن أحصل الطبعة المحققة، وأنظر في مدى حاجة الكتاب بعدها إلى إعادة تحقيق.

السبب الثاني: أن هذه الرحلة جرت عرضا دون عزم مني ولا سابق استعداد، وإنما عرض علي أهلها العازمون عليها رفقتهم فيها، وهم أفاضل نبلاء، فأجبتهم فرحا بصحبتهم، راغبا فيما يؤملون من خير الرحلة في لقاء أهل العلم وفضلها، فلما طلبنا مؤلفات الشيخ صالح بن عبد الله الإلغي الصالحي أثناء زيارتنا له ولم نجدها لديه، دلنا ابنه الدكتور محمد الصالحي على مكتبة الشيخ ماء العينين، فذهبنا إليها.

الأحد، 28 أغسطس 2016

📝بصائر في التسديد المنهجي📝

📝 بصائر في التسديد المنهجي📝


🎯 - 2 - فوائد الحصول على الكتاب التراثي المحقق.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه.

أما بعد:

فلا حصر لما يراه الباحث المحقِّق ويتابع أخباره من كتب التراث المحقَّقة التي تَضيق بها المكتبة المتخصصة الواحدة، فضلًا عن المئات المنتشرة في البلاد العربية الإسلامية وسواها.

ولا سبيل - من ثمَّ - إلى الإحاطة بكل ذلك وضبطه على جهة التفصيل، مع اشتداد الحاجة إليه قبل العزم على تحقيق أي مخطوط، أو إعادة تحقيقه، أو إنجاز دراسة بشأنه.

لذا؛ فإنَّه لا غنى للباحث المحقق عن مَورد مشتمل على التعريف بكتب التراث المحقَّقة تعريفًا مختصرًا جامعًا للمعلومات الضرورية لترشيد الباحث المقدم على تحقيق مخطوط ما، أو إعادة تحقيقه.

ولما كان إنجاز مثل هذا العمل غير هيِّن، وكان تحقيقه من قِبَل كلِّ باحث مختص في آنٍ واحد متعذرًا، فلا أقل من أن تقع العناية به من كلِّ واحد على حدة، فيضع برنامجًا لما لديه ويقع بين يديه من كتب التراث المحقَّقة، يعرِّف فيه بكلِّ كتاب التعريف المذكور، ويسارع إلى نَشر ما ينجز بين الفينة والأخرى؛ إسعافًا لأهل صنعته، وتخفيفًا من مؤنتها الثقيلة على مقتحمي عقبتها الكؤود.

الثلاثاء، 26 يوليو 2016

بصائر في التسديد المنهجي.

🗂☄- بصائر في التسديد المنهجي.


بصائر اقتضى ذكرها الخاطر المكدود مرارا بعد مرار، إلى أن استحثتها مناسبات طارئات عديدات، لم تطق معها المزيد من الاحتباس، فسالت هاهنا مسيل الإفضاءات المعتصرة.

📝♦1 - لغة البحث والباحث♦📝

قليلا ما يلتفت الحريصون على تطبيق منهج البحث العلمي من الباحثين الملقين والمتلقين إلى خطورة اللغة في إعداد رسالة جامعية، وأن اللحن فيها كتابة وخطابة عورة في المنهج أشد من عورات سائر الأخطاء المنهجية السالبة لقيمة البحث ومعناه.

ومرد ذلك - حسب تقديري - إلى أمرين اثنين:

- الأول: اعتقاد بعضهم أن ذلك ليس داخلا في شرط المنهج من جملة وتفصيلا، فإذا قصد تحصيل قواعده تجاوز قاعدة (سلامة لغة البحث والباحث) التي يجب أن تكون مقدمة على (ضوابط اختيار الموضوع) وما يليها، ثم يمضي الباحث غير في طريق الإنجاز غير مكترث بآثار ذلك، حتى إذا انتهى وذكر بلزوم (تدقيق اللغة)، بحث عمن يكفيه عنت ذلك من المختصين، ولم تزل آثار ضعفه - مع ذلك - بادية، وفضائحها منادية.

- الثاني: خشية بعضهم مغبة الانكشاف، حرجا من إظهار الفاقة إلى التعلم في مرحلة متقدمة من مراحل التعليم العالي، فيتبالهون مستخفين بالتنزه عن اللحن، وإقامة العبارة السالمة من كل خطإ نحوي وإملائي، حتى إذا ألح فاحص للرسالة أو مناقش لصاحبها على ذلك إلحاحا، انقلب اللوم عليه، ورمي بالإساءة من كل جانب، ونسب جهالة إلى التكلف والتعالم.

وهذا لعمري أشد ما أزرى بالفصحى وقيمتها في مؤسسات التعليم العالي لدينا، فضلا عما دونه من مستوياته، في صفوف الأساتذة المدرسين فضلا عن صفوف الطلاب، وهو ما جعل المؤتمرات والندوات العلمية المنظمة من قبل الجامعات ومراكز الأبحاث - إلى الآن - مجالا مكشوفا لفشو اللحن على ألسنة المشاركين من الدكاترة الباحثين المختصين في شتى العلوم الملقنة باللغة العربية.

وإن عجبك ليشتد ويحتد حين ترى كل أهل لغة حريصين على درء الانتقاص عن لغتهم، لا يقبلون لحنا جليا ولا خفيا في كتابها ولا خطابها، يحرضون من أول يوم ناشئتهم على تقديرها حق قدرها، فيكبرون سديدي اللسان، شديدي البيان، إلا أبناء اللغة العربية، لا يزيدهم التقدم في مراحل التعلم إلا جراءة على تعويجها وتشويهها.

ثم انظر في بحوث الباحثين من أولئك، بعد تصحيحها وقبل ذلك، هل تجد فيها شائبة من لحن، أو لائحة من وهن ؟؟ ... كلا !....

بل تجدنا بلغتهم منبهرين، وعنهم في المدافعة عنها نائبين، لا نطيق من أحد منا في النطق بها أقل خطإ يكون، أما المختص منا في إحداها فإنه - في ميزان التحضر -أرقى لدى أغلبنا من المختص في الفصحى، وأيقظ عقلا وأصحى.

إننا لا نرضى لطلبتنا الباحثين التمادي في التعطيل لهذه القاعدة العظمى، والإسراف المتزايد في الاستخفاف بخطورتها، فإن وقفة واحدة من أجل الإصلاح - مهما طالت - لخير من سقوط يتواصل، وعار مهين ما فتئ يتداول، كما ننصح الأساتذة المشرفين على البحوث والرسائل الجامعية والفاحصين والمناقشين لها أن يدفعوا عن عربية القرآن هذا الإزراء المخزي، وينزهوها عن كثير من مظاهر الإسفاف الذاهبة بمناهجنا التعليمية في مجاري التخلف والفشل والتدني.
📚 - كتبه عبد الرزاق بن محمد مرزوق 

يوم الثلاثاء 20 شوال 1437هج

26 يوليوز 2016

بمراكش المحروسة.

الأحد، 28 فبراير 2016

المكتبة الإسلامية بمدريد العمق التراثي وجراح الاغتراب

المكتبة الإسلامية بمدريد
العمق التراثي وجراح الاغتراب

الحمدُ لله واصلِ الآمال بما يجريها نميرًا دفاقًا، والصلاة والسلام على أحمدَ المبعوثِ على فترة من الرسل كِفاءً وِفاقًا، وعلى عِترته الأطهرين، وصحابته المصطفَيْنَ، ومَن لزم سبيلهم قاصدًا سبَّاقًا.
وبعدُ، فإنك لا تكادُ تَحُلُّ بالبلاد الإسبانيَّة حتى تتخطَّف ذهنَك الشجونُ، وتذهبَ بهمِّك شتَّى الشؤون؛ تخترق ذاتك، يستعصي كفُّها على سائد الأوضاع، فتجوسُ بك خلال المَضَابِئ ونائي الدور والآثار، حتى تصلك بأمارات نسبِك الأول السليب، ومعالمِ مجدِك الأثيل المهيب!
هنالك تقعد أَسِفًا مَحزونًا! تعاني ألمَ الفِصام، تُناطِقُ تلك الآثارَ وتُناطِقُك، تفضيانِ إلى بعضكما إفضاءَ غريبَيْنِ؛ تُلَمْلِمان الباقي من مشهد الوصْل، وتصطنعان المعابرَ لاسترداد الدار والأهل!
من تلك المعالم والآثار ما تحتوي عليه (المكتبة الإسلامية) بمدينة مدريد من ذخائرِ تراثِنا الإسلامي العربي، المحفوظِ في رفوف قَبْوِها الساحر[1] منذ أكثر من ستين عامًا، ويودُّ القائمون على حفظِه وصيانته وعرضِه لو مُدَّت إليه أيادي أهلِه كلَّ يوم، بل كل ساعة، ليصافحوه ويتصفَّحوه وينتفعوا به.

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

من النساخ المغاربة المتأخرين

من النساخ المغاربة المتأخرين.
- العلامة الفقيه الأديب محمد بن إدريس بن الطيب المكناسي (1300 هج)، «نجيب، له مشاركة وخط بارع، نساخ للكتب، تولى خطة الكتابة بالحضرة السلطانية».
- الشريف الفقيه محمد بن عبد الله بن محمد الطاهر العلوي، من عقب فخر الملوك المولى إسماعيل العلوي (1304 هج)، «نسخ بخطه البارع كتبا عديدة حديثية وفقهية ونحوية».
- العلامة الفقيه العباس بن الهادي الملقب فَرْموج المكناسي (1307هج)، «له خط بارع، وإشراف على فنون، ولوع بنسخ الكتب، لا تجده إلا كاتبا، مع إتقان وتحرٍّ».
_____________________
إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس لابن زيدان (4/317) ، (4/312) ، (5/495).
د. عبد الرزاق مرزوك
7 شهر الله المحرم 1437
مجموعة المخطوطات الإسلامية