🌴 متى ألف ابن الجوزي كتابه: "النور في فضائل الأيام والشهور"؟
لم أجدْ تاريخاً لتأليف الكتاب في النسخ الخطية الثلاث التي رجعت إليها.
ولكن يمكن القول:
إنه كان قبل تأليف كتابه "الموضوعات من الأحاديث المرفوعات" الذي فرغ منه في ليلة الأربعاء (17) من ربيع الآخر سنة 572هـ كما جاء في آخره.
ذلك أنه أورد هنا –أعني في كتاب "النور"- عدداً من الأحاديث، ثم حكمَ عليها في كتابه "الموضوعات" بعدم الصحة.
وكذلك هو متقدِّمٌ على كتابه "التبصرة" إذ قال فيه عن أحاديث كان قد أوردها في "النور": إنها لا تصح.
وكان تأليف "التبصرة" بعد شهر ذي القعدة من سنة 575هـ لأنه ذكرَ فيه الخليفةَ الناصرَ لدين الله العباسي الذي ولي الخلافة في هذا التاريخ.
وإنْ عكَّر على هذا أنه أورد في كتابه "المرتجل" الذي ألفه في واسط -أي بعد سنة (590)- أحاديثَ سبقَ منه الحكمُ بوضعها، فيدلُّ له أنه قالَ هنا في "مجلس عمل اليوم والليلة":
"فإذا قُضيت الصلاة فليقل ... ويقرأ الفاتحة، وآية الكرسي، و(شهد الله أنه لا إله إلا هو) إلى قول الله تعالى: (سريع الحساب)، ويفعل ذلك عقب كل صلاة فريضة، فقد رُوي لذلك ثوابٌ عظيمٌ".
وقد رجعَ هو عن هذا فقال في كتابه "الموضوعات" عن هذا الحديث:
"هذا حديثٌ موضوعٌ تفرَّد به الحارث بن عمير.
قال أبو حاتم ابنُ حبان: كان الحارث ممَّن يروي عن الأثبات الموضوعات، روى هذا الحديث ولا أصلَ له.
وقال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: الحارث كذّاب ولا أصل لهذا الحديث.
قلتُ (القائل ابن الجوزي):
كنتُ قد سمعتُ هذا الحديث في زمن الصِّبا فاستعملتُه نحواً مِنْ ثلاثين سنة لحُسن ظني بالرواة، فلما علمتُ أنه موضوع تركتُه، فقال لي قائلٌ: أليس هو استعمال خير؟
قلت: استعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعاً، فإذا علمنا أنه كذبٌ خرجَ عن المشروعية".
أقول:
وإذا قدَّرنا أنه سمع هذا الحديث وهو في الخامسة عشرة من عمره، واستعمله ثلاثين سنة ثم تركه، فيكون تركه سنة (555هـ)، ويكون تأليف هذا الكتاب (النور) في أثناء الاستعمال، أي قبل تلك السنة.
والله أعلم.
وأنا جاد في ترتيب مؤلفات الشيخ على السنين قدر الإمكان.
لم أجدْ تاريخاً لتأليف الكتاب في النسخ الخطية الثلاث التي رجعت إليها.
ولكن يمكن القول:
إنه كان قبل تأليف كتابه "الموضوعات من الأحاديث المرفوعات" الذي فرغ منه في ليلة الأربعاء (17) من ربيع الآخر سنة 572هـ كما جاء في آخره.
ذلك أنه أورد هنا –أعني في كتاب "النور"- عدداً من الأحاديث، ثم حكمَ عليها في كتابه "الموضوعات" بعدم الصحة.
وكذلك هو متقدِّمٌ على كتابه "التبصرة" إذ قال فيه عن أحاديث كان قد أوردها في "النور": إنها لا تصح.
وكان تأليف "التبصرة" بعد شهر ذي القعدة من سنة 575هـ لأنه ذكرَ فيه الخليفةَ الناصرَ لدين الله العباسي الذي ولي الخلافة في هذا التاريخ.
وإنْ عكَّر على هذا أنه أورد في كتابه "المرتجل" الذي ألفه في واسط -أي بعد سنة (590)- أحاديثَ سبقَ منه الحكمُ بوضعها، فيدلُّ له أنه قالَ هنا في "مجلس عمل اليوم والليلة":
"فإذا قُضيت الصلاة فليقل ... ويقرأ الفاتحة، وآية الكرسي، و(شهد الله أنه لا إله إلا هو) إلى قول الله تعالى: (سريع الحساب)، ويفعل ذلك عقب كل صلاة فريضة، فقد رُوي لذلك ثوابٌ عظيمٌ".
وقد رجعَ هو عن هذا فقال في كتابه "الموضوعات" عن هذا الحديث:
"هذا حديثٌ موضوعٌ تفرَّد به الحارث بن عمير.
قال أبو حاتم ابنُ حبان: كان الحارث ممَّن يروي عن الأثبات الموضوعات، روى هذا الحديث ولا أصلَ له.
وقال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: الحارث كذّاب ولا أصل لهذا الحديث.
قلتُ (القائل ابن الجوزي):
كنتُ قد سمعتُ هذا الحديث في زمن الصِّبا فاستعملتُه نحواً مِنْ ثلاثين سنة لحُسن ظني بالرواة، فلما علمتُ أنه موضوع تركتُه، فقال لي قائلٌ: أليس هو استعمال خير؟
قلت: استعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعاً، فإذا علمنا أنه كذبٌ خرجَ عن المشروعية".
أقول:
وإذا قدَّرنا أنه سمع هذا الحديث وهو في الخامسة عشرة من عمره، واستعمله ثلاثين سنة ثم تركه، فيكون تركه سنة (555هـ)، ويكون تأليف هذا الكتاب (النور) في أثناء الاستعمال، أي قبل تلك السنة.
والله أعلم.
وأنا جاد في ترتيب مؤلفات الشيخ على السنين قدر الإمكان.
د. عبد الحكيم الأنيس
مجموعة المخطوطات الإسلامية