[جديد إصدارات مشايخ المجموعة:] نصائح الإمام الخريشي إلى ولاة أمور المسلمين، ت: بشير بركات، يوسف الأوزبكي
(شرح الغلاف: صورة جامع الحنابلة ومحرابهم في المسجد الأقصى المبارك وهو في الرواق الغربي وتظهر من خلفه منارة باب السلسلة، وهو الذي كان الخريشي أحد أئمته. والكتابة من أول وآخر المخطوط وهو بخطه. أما الصورة الخلفية فهي خارطة لسنجق القدس من ولاية الشام.)
بسم الله الرحمن الرّحيم
وصف نصائح الإمام الخُرَيْشِيهي كنز من كنوز بيت المقدس المخطوطة، وأثر نفيس من آثار الحنابلة في الفقه السياسي الإسلامي، ينم عن علم راسخ واطلاع واسع، وواقعية في معالجة الأمور النازلة، وفق الأدلة الشرعية والأصول الكلية الراسخة في ديننا الحنيف في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مع ملاحظة أحوال النفوس وأمراض القلوب، خطتها يد إمام الحنابلة في المسجد الأقصى المبارك، العلامة الفقيه القاضي: محمد الخُرَيْشِي؛ جعلها على خمس نصائح أو شكاوى رفعها إلى والي الشام العثماني: سليمان باشا بن قُبَاد باشا.
النصيحة الأولى: في شأن الأعراب.
النصيحة الثانية: في شأن الصنجق، والصوباشية، واللاوندية، والثمارية.
النصيحة الثالثة: في شأن القضاة، ونواب القاضي.
النصيحة الرابعة: في شأن الرعية.
النصيحة الخامسة: في شأن اليهود والنصارى.
مميزات نصائح الإمام الخُرَيْشِي
1 – يبدأ كل نصيحة بنصوص الشرع الشريف من آيات الذكر الحكيم، وسنة سيد المرسلين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم يتبعها بأقوال أهل العلم، موضحًا للأصول والقواعد الكلية الشرعية المنبثقة عن النصوص.
2 – دقة وصفه للمنكرات، وسعة اطلاعه على التفاصيل، وعمق تحليله ومعالجته.
3 – تعتبر هذه (النصائح) من الوثائق التاريخية الفريدة: فقد ذكر كثيرًا من الأحداث بتفاصيلها مما لم يرد في أي من كتب التاريخ فيما يتعلق بالديار المقدسية وما حولها كالخليل وغزة والكرك والشوبك وعجلون ونابلس وقلنسوة وغيرها في القرن العاشر الهجري. فيستفاد منها في دراسة التقاسيم الإدارية، والأحوال الاقتصادية، والأعراف الاجتماعية، والحالة الأمنية، وغير ذلك.
4 – سهولة اللغة.
5 – استخدم الإمام الخُرَيْشِي كثيرًا من المفردات والتراكيب اللغوية الخاصة بالديار المقدسية، وبعضها ما زال منتشرًا في بعض المناطق إلى اليوم، مما قد يظن به البعض أنه من العامي.
6 – مع أنّ الإمام الخُرَيْشِي (حنبلي المذهب) إلا أنه ينقل أقوال أهل العلم من شتى المذاهب؛ فهذا يدل على سعة اطلاعه وثقافته العالية وعدم تعصبه، إلى جانب قدرته على استحضار الأدلة والشواهد في موضعها.
7 – الأدب الجمّ تجاه ولي الأمر سواءًا أكان الوالي أو السلطان، مع الجرأة في قول الحق ولو مست كلمته كبار الموظفين في الدولة.
8 – من خلال دراسة هذه (النصائح): تتجلى لنا سنن من سنن الله في المجتمعات كـ(عاقبة الظلم)، و(هلاك المفسدين)، وغير ذلك.
ملاحظات على (النصائح)
1 – استدلاله ببعض الأحاديث المكذوبة والضعيفة.
2 – استئناسه ببعض القصص الواهية.
3 – ركاكة التعبير في عدد من المواطن بشكل ملحوظ.
ونعتذر له كونه وجهها إلى الوالي التركي.
أ. يوسف بن محمد الأوزبكي
مجموعة المخطوطات الإسلامية