نُبذة عن رواية أبي حامد التاجر عن أبي عيسى الترمذي
رواية أبي حامد التاجر لـ «السنن» لأبي عيسى الترمذي بينها وبين رواية الْمَحْبُوبي تغايُر، خاصة في ألفاظ أبي عيسى الترمذي في الكلام على الأحاديث.
وهذا أمر حدث فيه جدال كبير، وإذا علِمنا أنه يرجع لتغاير الرواة عن أبي عيسى زال هذا الإشكال.
وكذا في التَّمييز بين الرواة؛ فتجد في رواية المحبوبي، عن أبي عيسى: «حدثنا قُتيبة بن سعيد»، وفي رواية أبي حامد التاجر، عن أبي عيسى: «حدثنا قتيبة».
وبها زيادات في بعض الأحاديث أورد بعضها الحافظ الْمِزِّي في «تحفة الأشراف»، ونسبها لرواية التاجر، وعزاها لكتاب المناقب من الجامع لأبي عيسى.
وأبو حامد التاجر هو الراوي لـ «كتاب العلل الكبير» للترمذي الذي رتبه أبو طالب القاضي على كتب الجامع.
وقد وقفتُ على مجلدة كبيرة من رواية أبي حامد التاجر، وقارنتُ قسمًا كبيرًا منها على رواية المحبوبي؛ فتبيَّن لي المذكور أعلاه.
وهذه الرواية لم تُعتمَد في أي طبعة لكتاب الجامع على حد علمي القاصر، وهذه المجلدة مُطرَّرة بـ «كتاب العلل الكبير» لأبي عيسى، يرمز عليها بـ (د)، ومطررة بتعليقات نفيسة على رجال الجامع لأبي عيسى، تم عزو بعضها للحافظ عمرو بن علي الفلَّاس، وكلام كثير في العلل منسوب لأبي زكريا يحيى بن مَعين.
وأبو حامد صاحب الترمذي هو أحمد بن عبد الله بن داود التاجر المروزي، وترجمته عزيزة جدًّا، وقد ميزه الحافظ ابن عساكر على أنه أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، وقال: رحل إلى أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي فكتب عنه جملة من مصنفاته ... وذكر بعض طعون الحاكم فيه، وتبعه الذهبي على ذلك، وهذا وهم، أو يُحمل على أن أبا حامد أحمد بن عبد الله التاجر، وأبا حامد أحمد بن علي راويان اشتركا في الاسم والنسبة، وكذا في شيخهما.
هذا والله أعلم.
أ.أبو شذا محمود النحال
مجموعة المخطوطات الإسلامية