تحريف طريف في مطبوعة « تاريخ الإسلام » للذهبي
ورد في « تاريخ الإسلام » للذهبي ( 2 / 279 - تحقيق بشار ) ( 3 / 498 - تحقيق تدمري ) في وصف الزبير بن العوام رضي الله عنه ، قال الزهري : « كان الزبيرُ طويلًا ، أزرق ، أخضر الشعر » .
فسألني أخي عبد القدوس الهاشمي : ما هذا اللون ؟!
ولو صحَّ النقلُ بهذا اللفظ لأمكن توجيهه على مضض بأن العرب ربما أطلقت الخضرة على السَّواد ، كما سمَّت سَوادَ العراق لخضرته ، وإن لم يكن من جادة كلامهم نعتُ الشعر الأسود بالأخضر .
لكن الحق أن هذا النص لحقته غائلة التحريف ، وصوابه : « كان الزبيرُ طويلًا ، أزرق ، أَخْضَعَ ، أَشْعَر » .
وعلى الصواب أخرجه ابن قتيبة في « غريب الحديث » ( 2 / 153 ) ، وهو كذلك في « الفائق » للزمخشري ( 1 / 379 ) .
قال ابن قتيبة : « والأَخْضَع : الذي فيه جَنَأ ، ومنه قيل للقوم إذا نكَّسوا رؤوسهم : خُضَّع » . والأَجْنَـأ هو الذي في كاهله انحناءٌ على صدره .
والأَشْعَر : كثير الشَّعر ، قال عروة بن الزبير عن أبيه : ربما أخذتُ وأنا غلامٌ بشعر كتفيه حتى أقوم !
والأزرق : أزرق العَين ، أي أخضرُها ، كما قال الأصمعي : الزَّرَق خُضرة الحَدَقة . ومن الزُّرْق جماعة . انظر : « المعارف » لابن قتيبة ( 585 ) ، و« الحيوان » للجاحظ ( 5/ 331 ) .
وكتب
د. عبد الرحمن بن حسن قائد
11 / محرم / 1438