الأعداد الكاملة للنشرة الشهرية لمجموعة المخطوطات الإسلامية رابط متجدد

الأعداد الكاملة للنشرة الشهرية لـ (مجموعة المخطوطات الإسلامية) [رابط متجدد]

الأعداد الكاملة لـلنشرة الشهرية لـ (مجموعة المخطوطات الإسلامية) @almaktutat رابط متجدد https://mega.nz/#F!JugA2KDT!4nTvCdymnFy...

الأحد، 8 ديسمبر 2019

مما يجب على محقق التراث الإسلامي بيانه

مما يجب على محقق التراث الإسلامي بيانه


اليوم ونحن نقابل مع شيخنا العلامة المحقق: إبراهيم أزوغ -حفظه الله ومتع بعمره- متن كتاب: "أخبار مكة"؛ للحافظ محمد بن عبدالله الأزرقي المكي(كان حيًا ٢٤٧هـ)، ونتأمل تخريج أحاديثه وآثاره وتفسير غريبه، في منزله العامر بفاس بالمغرب حرسه الله.
لفت انتباهي؛ أنه إذا ذَكر المحقق في حواشي الكتاب فروقات الأسماء والألفاظ الواقعة في النُسخ الخطية الأخرى للكتاب؛ فإنه يجب عليه بيان الصواب في هذه الفروقات التي تخالف الأصل الذي اعتمده، بأن يقول: 
(صواب هذه اللفظ كذا)، أو (هذا اللفظ تصحيف)، أو (تحريف)؛ لئلا يضطرب القارئ في معرفة الصحيح من هذه الألفاظ.
والمثال على ذلك:
عِلْبَاء بن أحمر(١) اليشكري.
(١) قوله: "أحمر" في نُسخة (ج) و (د): "أحمد" وهو تحريف؛ فكل من ترجم له في كتب الرجال سماه "أحمر".

وإذا كان اللفظ الذي في الأصل، وكذا المخالف له في بقية النُسخ الخطية يحتمل المعنيين؛ فإنه يدعهما ولا يعلق عليهما.







كتبها:
إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
السبت ١٠ ربيع ثاني ١٤٤١هـ 
فاس - المغرب

الجمعة، 6 ديسمبر 2019

الأربعاء، 27 نوفمبر 2019

✍️ - من مخطوطات مكتبة بلنسية Biblioteca Valenciana

✍️ - من مخطوطات مكتبة بلنسية 
Biblioteca Valenciana


مصحف أندلسي جم النفاسة، نادر العتاقة، يسكن هاهنا منسيا بأحد أدراج مكتبة بلنسية، الواقعة ببلدية البَلَد (Albalat) من أطراف مدينة بلنسية، خُط وسُفّر بعناية بالغة، حيث اشتمل على الجزء السادس من القرآن الكريم وحده كاملا، فآل إلى ما يشبه الجزء من الكتاب، يستل ثم يفرد بالتأليف.
وخلاله قيد توثيق باللهجة البلنسية (Valenciano) أنه قد عثر عليه في قرية البلد عام 1904م، لكن ليس فيه ذكر تاريخ نسخه، ولا اسم ناسخه.



وقد تناولته مشفقا مقبّلا حاضنا قارئا متصفحا؛ لعلي أصيب من فضله وبركته القدسية .. وأنا أتأمل ما أعقب ذهاب الأندلس من نكد فصامنا، وحسرة هجراننا لتراثنا العربي الإسلامي المخطوط، الذي لو كشفت حجب غفلتنا الكثيفة لأن أنينا يسمعه من في السماوات والأرضين.


د. عبد الرزاق مرزوك
مجموعة المخطوطات الإسلامية
#Biblioteca_Valenciana
#Albalat
#مخطوطات_أندلسية
#المصاحف_المخطوطة

السبت، 23 نوفمبر 2019

كتاب الإيضاح في العربية الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ أبوعلي (288 - 377 هـ)

كتاب الإيضاح في العربية الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ أبوعلي (288 - 377 هـ) 

وفي أولها قيد قراءة سليمان بن بنين بن خلف أبو عبد الغني المصري الدقيقي النحوي (000 - 614هـ) على عبد الله بن أبي الوحش بَرِّي بن عبد الجبار بن بَرِّي (499 - 582هـ) وقيد القراءة بخط ابن بري - انظر وسط الصفحة- ونصه ( قرأ علي جميع كتاب الإيضاح المعروف بالعضدي قراءة تفهم لغوامض أسراره وتبيُّنٍ الإعراب المشكل من شواهد أشعاره الشيخ الفقيه الأديب أبو الربيع سليمان بن بنين بن خلف الشافعي وقد رضيته أهلاً لذلك ثقةً بيقظته وسكوناً إلى ثُقُوب فطنته وكتبه عبدالله بن بري سلخ شهر رمضان سنة سبع وسبعين وخمسائة حامداً لله ومصلياً على نبيه محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأبنائه الأكرمين ومسلّمًا تسليمًا ) 




ذكر في ترجمة الدقيقي أنه لازم ابن بري مدة في النحو وسمع منه، والنسخة كلها بخط الدقيقي وكتب أحدهم على يسار الصفحة ( جميع الكتاب بخط ابن بنين النحوي وقرأ جميعه على ابن بري اللغوي –رحمهم الله والمسلمين أجمعين-) وجاء في آخر النسخة (مما عني بنسخه أبو الربيع سليمان بن بنين بن خلف الشافعي نفعه الله بالعلم).

وفي الأعلى جهة اليسار قيد قراءة بخط الدقيقي لبداية قراءته للكتاب على ابن بري وذلك في يوم الأحد سادس / جمادى الأولى / 576 هـ.

وفي آخره قيد مقابلة سنة 575 هـ ونصه ( بلغتُ مُقابلةً بحسب الاجتهاد على الأصل المنقول منها وصَحَّ وذلك في شهور سنين خمس وسبعين وخمسمائة والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وسلم تسليما )




والنسخة بها عدة بلاغات قراءة مثال : 2 أ ، 5 أ ، 14 أ ، 15 أ .

والنسخة عليها تملك أبي بكر بن رستم بن أحمد بن محمود الشرواني ( 000-1135هـ) - فوق العنوان باللون الأحمر- 

النسخة بمكتبة حاجي سليم آغا 1083


أ. عادل عبد الرحيم العوضي
مجموعة المخطوطات الإسلامية

ملاحظة:
يمكن تحميل المخطوطة عبر قناة المجموعة بالتلقرام

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019

مقطع من "جوانب من خدمة علماء الأندلس لموطأ مالك" جائزة الإمام البخاري، وجدة، 15 نونبر 2019

مقطع من "جوانب من خدمة علماء الأندلس لموطأ مالك" جائزة الإمام البخاري، وجدة، 15 نونبر 2019



د. محمد الطبراني
مجموعة المخطوطات الإسلامية

قطعة على الرق من كتاب الإمام ابن أبي زيد القيرواني النوادر والزيادات نسخت في حياة مؤلفها

قطعة على الرق من كتاب الإمام ابن أبي زيد القيرواني النوادر والزيادات نسخت في حياة مؤلفها


ختام قطعة على الرق من كتاب الإمام ابن أبي زيد القيرواني النوادر والزيادات نسخت في حياة مؤلفها  من ذخائر المكتبة الكتانية لمالكها الإمام محمد عبد الحي الكتاني


أ. خالد السباعي
مجموعة المخطوطات الإسلامية

الاثنين، 18 نوفمبر 2019

المقالات السنية في مدح خير البرية للأمير عثمان بك ابن الأمير علي بك الفقاري

المقالات السنية في مدح خير البرية
للأمير عثمان بك ابن الأمير علي بك الفقاري

قال الحافظ السيد محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني في مقدمة كتابه التراتيب الإدارية (1/61) ط محي الدين علي نجيب : "وهي سيرة منظومةٌ فيها تسعة عشر ألف بيت من أعجب ما أُلِّفَ في الإسلام، وأبدع ما نظم نُفاخر بها نظم الإلياذة".
وهذه المنظومة النفيسة، كُتب على نسخها أن تتفرق وتتشتت بين عدة بلدان ومكتبات، وكان نصيب كبير منها من مشمولات "المكتبة الكتانية لمالكها محمد عبد الحي الكتاني"، وقد احتفل بالكتاب غايةَ الاحتفال، واهتبل به أشد الاهتبال، وأنزله منزلته، وعرف قدره، بحيث صار وصفه للمنظومة المذكورة عمدة من تأخر عنه في التنويه بها، وقد حلَّى بكثير من مقاطع النظم كتابه المُعجب "التراتيب الإدارية"، واستشهد بأبياته، وطرب لإنشائه وإنشاده، وقد كان على ملكه وقت تأليف الكتاب المذكور مجلدًا واحد من مجلدات هذه السيرة الزكية، وبعد حجته الثانية الواقعة سنة 1351-1352 تملك بمدينة جدِّه المُصطفى صلى الله عليه وسلَّم سفرًا ءاخر، من النظم المذكور، كتب على أوله ما نصه: "الحمد لله، هذا المجلد الأول من "المقالات السنية في مدح خير البرية" للأمير عثمان بك بن الأمير علي بك أمير اللواء الشريف والحاج الشريف، ظفرتُ به في المدينة المنورة في زيارتي الثانية عام 1352، وفي وفي مكتبتنا منه جزء ءاخر، ورأيت في مكتبة باريز المجلد 1 تمَّ نسخه عام 1029 إنتهاؤه إلى المقالة 37". اهـ كلامه رضي الله عنه.
 واليوم في هذا الشهر النبوي الأغر تتشرَّفُ دار الحديث الكتانية بالإعلان عن شروعها في العناية بالنظم المذكور، وأنها ستخرجه بإذن الله في أبهى حُلَّة تسر الناظرين، ونطمعُ أن يكون ذلك زُلفى لرسول رب العالمين، صلى الله عليه وسلم وشرَّف وكرَّم وعظَّم.

أ. خالد السباعي
دار الحديث الكتانية
مجموعة المخطوطة الإسلامية

السبت، 16 نوفمبر 2019

[النسخة الفريدة لكتاب: الجواهر المُفصَّلات في المُسلسَلات، للإمام المُحدِّث أبي القاسم بن أحمد بن مُحمَّد بن سُليمَان الأنصاري ابن الطيلسان الأوسي القرطبي، (ت 642)]

[النسخة الفريدة لكتاب: الجواهر المُفصَّلات في المُسلسَلات، للإمام المُحدِّث أبي القاسم بن أحمد بن مُحمَّد بن سُليمَان الأنصاري ابن الطيلسان الأوسي القرطبي، (ت 642)]

الجواهر المُفصَّلات في المُسلسَلات، للإمام المُحدِّث أبي القاسم بن أحمد بن مُحمَّد بن سُليمَان الأنصاري ابن الطيلسان الأوسي القرطبي، (ت 642)، منه نُسخَة فريدة في المكتبة الكتانية لمالكها الإمام الحافظ السيد محمد عبد الحي الكتاني  تحت رقم 1258 ك، في سفر متلاش بخَطٍّ أندلسيٍّ عتيق غير مرتب،  قال عنها الحافظ الكتاني (1/315) : سلسلات ابن الطيلسان هذه أعجب كتاب وقفت عليه لأهل المشرق والمغرب في المسلسلات، لأنه رتب الأحاديث المسلسلة فيه على الأبواب كترتيب كتب السنن، وهي في مجلد وسط عندي بخط أندلسي عتيق إلا أن التلاشي أتى عليها، نرويها بأسانيدنا المتكررة إلى الوادياشي والذهبي، كلاهما عن ابن هارون عنه.

أ. خالد السباعي
مجموعة المخطوطات الإسلامية

الجمعة، 8 نوفمبر 2019

بين ابن تيمية والمزي -رحمهما الله-


"الحمد لله.
سيدي الشيخ جمال الدين -حفظه الله تعالى-:
الشيخ تقي الدين -حفظه الله- يحتاج إلى نقل من «مسألة الأفعال»، وذكرته(؟) له أني نسختها، وهي عندك.
فتُعطى إلى الطواشي صواب، يوصلها إليه -إن شاء الله تعالى-."

"والمملوك أحمد بن مرى ينهي إلى علم مولانا أن الحاجة داعية كثيرًا إلى إرسالها، فلينعم بذلك محسنًا."



هذه رسالة مقتضبة، مكتوبة على قصاصةٍ صغيرة، وردت إلى الحافظ جمال الدين المزي (ت 742هـ) من جهة العلامة تقي الدين ابن تيمية (ت 728هـ)، تتضمن طلب نسخةٍ من «مسألة الأفعال»، حيث احتاج ابن تيمية إلى النظر في بعض نصوصها، وذُكر له أنها عند المزي.

كُتبت الرسالة بخطٍّ رديء، تبيَّن بمقارنته بنماذج أخرى (أفاد بأولها الشيخ عبدالله السليمان -وفقه الله-) أنه لجمال الدين عبدالله بن يعقوب بن سيدهم الإسكندري (ت 754هـ)، أحد أصحاب ابن تيمية المعروفين بنَسخ رسائله ومصنَّفاته. 
وقد قال الذهبي في ترجمته: ".. على ضعفٍ في خطه"، فطابق الحال.

ثم عقّب أحمد بن محمد بن محمود بن إسماعيل، المعروف بابن مرى -أحد مشاهير تلامذة ابن تيمية ومحبّيه-، بأسلوبٍ جيد، وخطٍّ حسن، مؤكدًا حاجة الشيخ إلى النسخة، زيادةً في الطلب، وتأدبًا مع المطلوب. 
وابن مرى معروف بجودة الخط، قال ابن عروة في وصف خطه: "جيد قوي"، وقال ابن حجر: "وخطه مليح مشهور مرغوب فيه".

ولابن تيمية جواب في «مسألة الأفعال» يقع في ستين ورقة، فيحتمل أنه طلب كتابًا في المسألة المذكورة أثناء تحرير ذلك الجواب، أو أن المراد الجوابُ نفسُه، وأن نسخةً منه كانت عند المزي، فأراد ابن تيمية مراجعة نقلٍ نقَلَه فيه. 
ويتأيَّد الاحتمال الثاني جدًّا بأن الإسكندري ذكر أنه ناسخ تلك النسخة، وقد عُلم مما سبق أنه مكثرٌ من نَسخ رسائل شيخه.

أعاد المزي استعمال القصاصة في استدراك سقطٍ وقع في بعض الأجزاء الحديثية، والظنّ أنه أجاب طلب ابن تيمية في وقته، رحمهما الله.




أ. محمد بن عبد الله السريّع
مجموعة المخطوطات الإسلامية

الأحد، 27 أكتوبر 2019

المنارات الثمانية الهادية للناظر في جنة صحيح البخاري السامية



المنارات الثمانية الهادية 
للناظر إلى جنة صحيح البخاري العالية
أ. عبد الرحيم يوسفان
مجموعة المخطوطات الإسلامية

المنارة الأولى: 
«الجامع الصَّحيح» ثمرةٌ مباركة لجهود متراكمة لأهل العلم، كان فاتحتها التدوين الفردي للصحابة، وخاتمتها «صحيح البخاري» الذي نراه بين أيدينا، فهو ليس بِدعًا من المؤلفات.
المتأمّل فيه يرى أنه مؤسَّسٌ على أشهر المصنَّفات المتداولة في عصره كصحيفة همَّام بن منبِّه، وكتب المغازي والسِّير لعروةَ بن الزُّبير، وموسى بن عُقبة، والزهريِّ، و«الموطَّأ» للإمام مالك بن أنس برواياته المتعدِّدة، ومؤلَّفات اللَّيث بن سعد، وعبد الله بن المبارَك، وسفيان الثَّوريِّ، وحماد، والشافعيِّ، وعبد الرزَّاق، وصحيفة سعدان ومؤلَّفات شيوخه الذين أدركهم، كمسانيد كلٍّ من الحُميديِّ، والإمام أحمد، ومُسدَّد، والطَّيالسيِّ، وعبيد الله العَبسيِّ، وابن أبي شيبة، منتهيًا إلى الإفادة من كتب أقرانه وتلامذته فقد روي عن البخاريِّ رحمه الله قوله: (لا يكونُ المُحدِّثُ كاملًا حتَّى يَكتبَ عَن مَن هو فَوقَه، وعن مَن هو مِثلُه، وعن مَن هو دُونَه) من مثل الحافظِ الحُسَين القَبَّانيِّ  الذي روى عنه  في «الصحيح» الحديث (5680) ومثل عبد الله بن حماد الآملي صاحب «تاريخ بخارى»، وقد روى عنه البخاريُّ في «الصحيح» الحديث (3857).
لم يقتصر الصحيح على المؤلَّفات القائمة على الرِّواية الحديثيَّة، بل ضمَّ إليها كتب التفاسير، ومصنَّفات الآراء الكلاميَّة والفقهيَّة، ومؤلَّفات فنونِ اللُّغة والأدب، على اختلاف مدارسِها، وتعدُّد مذاهبها، وتنوُّع مشاربها، منتقيًّا وملخِّصًا مادَّتَها في عبارةٍ خاصَّة به، كافيًا المتلقِّيَ تعقيد النِّقاشات وتفاريع البحوث.
وعنوان كتابه يوحي بذلك حين أسماه: «الجامعُ المُسنَدُ الصَّحيحُ المختصرُ من أُمورِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وسُننِهِ وأيَّامهِ».

المنارة الثانية:
أنَّ البخاري تصدى للتأليف والتصنيف بعد أن استوت علومه وكملت لديه أدوات العلم، فالتَّصدِّي لتأليف كـ«الجامع» وفي ذلك العصر عصر الحفاظ الجهابذة عملٌ لا ينهَضُ للقيام به إلَّا إمامٌ جامعٌ متكاملُ المعرفة.
صرح الإمام عن ذلك بقوله: (ما جَلَستُ للحَديث حتَّى عَرَفتُ الصَّحيحَ من السَّقيمِ، وحتَّى نَظرتُ في عامَّةِ كتُب الرأي، وحتَّى دخلتُ البصرةَ خَمسَ مرَّاتٍ أو نَحوَها، فما تَركتُ بها حديثًا صحيحًا إلَّا كتبتُه، إلَّا ما لم يَظهَر لي). ويقول: (كتبتُ عن ألف شيخٍ وأكثر، عن كلِّ واحدٍ منهم عشرةَ آلافٍ وأكثرَ، ما عِندي حديثٌ إلَّا أذكُر إسنادَه). ويقول: (لم تكُن كتابتي للحديثِ كما كَتَب هؤلاءِ، كنتُ إذا كَتبتُ عن رجلٍ سألتُه عن اسمِه وكُنيتِه ونَسَبِه وحَمْلِه الحديثَ، إنْ كان الرَّجلُ فَهِمًا، فإن لم يكن؛ سألتُه أنْ يُخرِجَ إليَّ أصلَه ونُسْختَه، فأمَّا الآخَرون فما يُبالُونَ ما يَكتبون؟ وكيف يكتبون؟).

المنارة الثالثة:
تأليف الصحيح كان تلبية لحاجةٍ، وسدًا لثغرة،  وتلبيةً لطموح أمَّة.
يحدِّثنا الإمامُ البخاريُّ رحمه الله عن الأسباب التي دفعته لتصنيف «الجامع الصَّحيح»، فيقول: (كنتُ عندَ إسحاقَ ابن راهُوْيَه، فقال لنا بعضُ أصحابِنا: لو جمعتم كتابًا مختصرًا في الصَّحيح لسُننِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فوقع ذلك في قلبي؛ فأخذتُ في جمع هذا الكتاب). ويقول: (رأيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام، وكأنِّي واقفٌ بينَ يدَيه، وبيدِي مروحةٌ أذُبُّ عنه، فسألتُ بعضَ المعبِّرين، فقال: أنتَ تذُبُّ عنه الكذب. فهو الذي حمَلني على إخراج الصَّحيح).

المنارة الرابعة:  
العناية العالية بكتاب «الجامع الصحيح» ظهرت بعد إتمام التأليف حوالي سنة (232) واستمرت إلى آخر أيام حياته رحمه الله.
ينقل لنا تلميذُه ووَرَّاقُه أبو جعفرٍ محمَّد بن أبي حاتمٍ الورَّاق حاله ليلًا فيقول: (كان أبو عبدالله إذا كنتُ معه في سَفَرٍ يجمعنا بيتٌ واحدٌ إلَّا في القَيظ أحيانًا، فكنتُ أراه يقُومُ في ليلةٍ واحدةٍ خمسَ عشرةَ مرَّةً إلى عشرين مرَّةً، في كلِّ ذلك يأخذ القَدَّاحةَ فيُوري نارًا بيده ويُسرِجُ، ثمَّ يُخرِج أحاديثَ فيُعَلِّمُ عليها، ثمَّ يضع رأسَه، وكان يصلِّي في وقت السَّحر ثلاث عشرة ركعةً يوتر منها بواحدةٍ، وكان لا يُوقظني في كلِّ ما يقومُ، فقلت له: إنَّك تَحمِل على نفسك كلَّ هذا ولا توقظني؟! قال: أنت شابٌّ، فلا أُحبُّ أن أُفسِدَ عليك نومَك).
وينقل لنا تلميذه وحاملُ لواءِ «جامعِه» محمَّدُ بنُ يوسُفَ الفرَبْرِيُّ حاله  في ليلة من ليالي عمره فيقول: (كنتُ عندَ محمَّد بن إسماعيل البخاريِّ بمنزلِه ذاتَ ليلةٍ، فأَحصَيتُ عليه أنَّه قام وأَسرَجَ يَستَذكِرُ أشياءَ يعلِّقُها في ليلةٍ ثماني عشرةَ مرَّةً).
إن المطالع لنسخ «الصحيح» ومَن يقرأ ما نقل عن البخاري من فروق في رواية صحيحه ليعيش حال مصنفه من القلق العلمي والأرق المعرفي سعيًا من البخاري للكمال، فها هو يقول: (صنَّفتُ جَميعَ كُتبي ثلاثَ مرَّاتٍ).
إنَّ كثيرًا من تلك التصحيحات والتعديلات كان تعنُّ على بال الإمام البخاريِّ في أثناء مجلس إسماع الكتاب، فيذكرها لتلامذته النجباء إملاءً حسب نشاطهم، وواقع النسخ يجعلنا نجزم بأنَّ هذه الزيادات موزَّعةً بين الرُّواة الذين سمعوا منه الصحيح غيرَ متَّفقٍ عليها بينَهم ولا مجموعةً في نسخةٍ واحدةٍ من نُسخ «الجامع»، إنَّما كانت موزَّعةً بين نُسخ التلاميذ والنُّسخة الأمِّ. 

المنارة الخامسة: 
أنَّ الصحيح اطلع عليه كبار أئمَّة العلم في ذاك العصر الذهبي، عصر الجرح والتعديل وعلم العلل.
نُقل لنا عن العقيلي عن تلامذة الحافظ البخاري أن الإمام البخاري عرضه على الأئمة: ابن مَعينٍ (ت: 233)، وابن المَدينيِّ (ت:234)، والإمام أحمد ابن حَنبل (ت: 241) مستشيرًا، فأقرُّوه على حُسن تأليفِه، وبارَكوا جهدَه.

المنارة السادسة: 
الجهود المتوالية في خدمة صحيح البخاري هي ثمرة لوعي عميق وإدراك كبير من أهل العلم والفضل بأنَّ كتابَ البخاري هو الحصنُ الأول في خدمة السنة النبوية المطهرة، والبوَّابةُ الكُبرى للدفاع عنها، التي يجب أن تنال حَقَّها من التَّدعيم والحِماية والرِّعاية والدِّفاع، فخدمته لا لذاته وإنما خدمة للسنة النبوية المطهرة.

المنارة السابعة:
معرفة منهجية الإمام البخاري في إخراج الحديث التي تقوم على أساسين مكينين:
اختبار صحة الرواية بجمع طرقها.
والانتقاء من مجموع ذلك الجمع ما وافق فيه الراوي غيره بعد مراجعة أصول روايته والنظر فيها.
فلم يكن من منهج البخاري التقميش دون تفتيش، ولا العناية بالسند بعيدًا عن النظر في المتن، يظهر هذا المنهج جليًّا بالشواهد والمتابعات التي يلحقها آخر الرواية التي يختارها في الصحيح.

المنارة الثامنة:
كل ما يثيره الطاعنون في صحيح البخاري باسم التجديد والبحث والتدقيق لا علاقة له من قريب ولا من بعيد بنقد جهابذة أهل العلم لحروف من صحيح البخاري.
فشتان بين حروف في علم العلل الدقيق العالي سطرها أمثال الدارقطني وبين ما يلوكه البعض من مطاعن أصولها كلام للمستشرقين الحاقدين الذين لا همَّ لهم سوى رمي أركان السنة المطهرة ولو بما يشين عقل الباحث الجاد.

هذه منارات ضعها بين عيني عقلك أخي الحبيب قبل الحديث عن صحيح إمام الدنيا الإمام البخاري رحمه الله
كتبه 
خادم صحيح البخاري 
عبد الرحيم يوسفان
مجموعة المخطوطات الإسلامية

حول جزأي «الاستسقاء» و«الكسوف» للطبراني

حول جزأي «الاستسقاء» و«الكسوف» للطبراني

أفاد الحافظُ ابنُ حجر العسقلاني التنبيهَ إلى أن في آخر كتاب «الدعاء» للطبراني جزءًا في الاستسقاء، قال في المعجم المفهرس (ص١٠٣): «... إلى آخر الكتاب، سوى «جزء الاستسقاء» الملحق في بعض النسخ في آخر «الدعاء»»، وقال في المجمع المؤسس (٢/ ٣٩٧): «... إلى آخر الكتاب، سوى «كتاب الاستسقاء» منه».
وسبقه الحافظ السمعاني، فقال -كما في المنتخب من معجم شيوخه (٣/ ١٣٠٣)-: «وكتاب «الدعاء»، مع «كتاب الاستسقاء» في آخره».

وهذا الجزء منفصلٌ في النسخة الخطية [٢٣٩أ - ٢٤٥ب] بعنوان: «الجزء العاشر من كتاب الدعاء، فيه أبواب الاستسقاء»، ثم جاء في أوله عنوان: «جامع أبواب الاستسقاء». وهو مثبت في المطبوع (٣/ ١٧٦٩ ــ ١٧٩٥).

ومن المحتمل جدًّا أن «أبواب الاستسقاء» هذه ليست من أصل كتاب «الدعاء»، وإنما هي جزءٌ مستقلٌّ أُلحق به إلحاقًا قديمًا. 
ومن قرائن ذلك:

١- أن الطبراني عقد في أثناء كتاب «الدعاء» أبوابًا للاستسقاء (٢/ ١٢٤٧ ــ ١٢٥٤)، وهي -أيضًا- بعنوان «جامع أبواب الاستسقاء»، ولا معنى لتكرار التبويب في آخر الكتاب لو كان الكلُّ داخلًا فيه، كما أن من غير المعتاد وضعَ أبواب الصلوات المشروعة في أواخر الكتب المبوَّبة.

٢- أن أبواب الاستسقاء في أثناء كتاب «الدعاء» خاصةٌ تقريبًا بأدعية الاستسقاء وما يتعلق بها، وهذا متَّسق مع موضوع الكتاب، وأما الجزء في آخره، فساق الطبرانيُّ فيه صفة صلاة الاستسقاء إجمالًا: الخروج إليها، وإخراج المنبر فيها، ووقتها، وخطبتها، وتحويل الرداء، وركعاتها، وتكبيراتها، وقراءتها، وأحوالًا أخرى تتعلق بأدائها لا بدعائها، وإنْ بوَّب لدعائها بابًا في أثناء ذلك.

٣- أن أبواب الاستسقاء في أثناء الكتاب جاءت مختصرة منتقاة، نظرًا لكونها أبوابًا بين مئات الأبواب، وأما في الجزء آخر الكتاب، فجاءت مفصَّلة مستقصاة، كما تكون المصنَّفات المستقلَّة في موضوعاتها.

٤- أن إسناد الكتاب اختلف في الجزء الذي بآخره، فوقع للصيرفي إجازةً من أبي الحسين ابن فاذشاه عن الطبراني، بخلاف سائر كتاب «الدعاء» الذي وقع له سماعًا منه، ولذا جاء قبيل هذا الجزء: «آخر ما كان عند محمود الصيرفي من هذا الكتاب»، يعني بالسماع.
ورُوي الجزء عن راوٍ آخر هو غانم البرجي سماعًا من ابن فاذشاه عن الطبراني، والبرجي من رواة «الدعاء» أيضًا.
فيحتمل أن انتهاء سماع الصيرفي إنما كان لانتهاء كتاب «الدعاء»، ثم أجيز بما بقي ضمن ما أجيز به مما ليس منه.

هذا، وقد جاء في الكتاب -أيضًا- بعد جزء الاستسقاء: «جامع أبواب كسوف الشمس والقمر» (٣/ ١٧٩٦ ــ ١٨١٤). وهذا الجامع -كسابقه- ليس محضًا في الدعاء، بل فيه صفة صلاة الكسوف: ركعاتها، وسجداتها، والقراءة فيها، وصلاتها في وقت النهي، والصدقة والعتق، كما بوَّب الطبراني بابًا في الدعاء والتضرع فيها.
وعامة هذه الأبواب ليست -في الأصل- من موضوع كتاب «الدعاء»، ولم أر مثلها فيه.

عدد أحاديث جزء «الاستسقاء»: ٤٢ حديثًا.
وعدد أحاديث جزء «الكسوف»: ٤٠ حديثًا.

والله -تعالى- أعلم.

أ. محمد بن عبد الله السريّع
مجموعة المخطوطات الإسلامية


الاثنين، 21 أكتوبر 2019

كلمة حول النشرة الشهرية لمجموعة المخطوطات الإسلامية

كلمة حول النشرة الشهرية لمجموعة المخطوطات الإسلامية

في رجب 1438 اقترحت على أخي وصديقي الأستاذ عادل العوضي أن ننشئ نشرة شهرية لـ مجموعة المخطوطات الإسلامية تكون سببا في حفظ ما يُنشر في المجموعة من الفوائد والمقالات، ومرجعا لمن أراد التوثيق، وبدأت في إصدارها بما يسر الله أجمع المقالات، وأستكتب الأساتذة، فكانت تمشي الهوينا، فكانت أعدادها الأولى قد لا يتجاوز بعضها الخمسين صفحة، ثُم بارك الله تعالى ورزقنا بإخوة أفاضل يساهمون في التحرير والتنسيق، فكتب الله تعالى المزيد من التوفيق لهذه النشرة، وزادت أعداد صفحات الإصدار الواحد عن 400 صفحة في بعض الأعداد، وصدرت بها العديد من المقالات المهمة لعلماء وأساتذة متخصصين في التراث والمخطوطات، ولا زال إن شاء الله العطاء مستمرًا، فالله أحمد على توفيقه، وأسأله سبحانه المزيد من فضله.
ضياء الدين جَعْرِير
مجموعة المخطوطات الإسلامية



السبت، 19 أكتوبر 2019

إصدار جديد: أفانين البلاغة للراغب الأصبهاني تحقيق: أ. عمر ماجد السنوي

إصدار جديد: أفانين البلاغة للراغب الأصبهاني تحقيق: أ. عمر ماجد السنوي

تُطِلُّ علينا مع إشراقة هذا اليوم دارُ أروقة للدراسات في الأردن، بكتابٍ نفيس لعلّامةٍ نفيس، وهو الجهبذُ الإمام الراغب الأصفهانيّ، صاحب المفردات وغيره، وكتابُه هو: أفانين البلاغة الذي يُنشَرُ لأوّل مرّة محققًا عن نسختَين خطّيتَين. وهو باكورة أعمال الباحث النابه الأستاذ عمر ماجد السِّنَوي وفّقه الله.
سيكون أولُ ظهورٍ للكتاب في معرض الشارقة الدولي بإذن الله تعالى.


مجموعة المخطوطات الإسلامية

السبت، 28 سبتمبر 2019

إصدار جديد: معجم شيوخ الإمام المحدث المفيد نور الدين أبي الحسن علي بن مسعود بن نفيس الموصلي ثم الحلبي الحنبلي ، نزيل دمشق ( ٦٣٤ - ٧٠٤ هج ) للأستاذ جاسم محمد صالح الكندري

معجم شيوخ الإمام المحدث المفيد نور الدين أبي الحسن علي بن مسعود بن نفيس الموصلي ثم الحلبي الحنبلي ، نزيل دمشق ( ٦٣٤ - ٧٠٤ هج )
تأليف:
أ. جاسم محمد صالح الكندري


صدر عن دار علم لإحياء التراث والخدمات الرقمية: معجم شيوخ الإمام المحدث المفيد نور الدين أبي الحسن علي بن مسعود بن نفيس الموصلي ثم الحلبي الحنبلي ، نزيل دمشق ( ٦٣٤ - ٧٠٤ هج )  للأستاذ جاسم محمد صالح الكندري.
جمعٌ قام به المؤلف لمحدث قيل في ترجمته ( كان يجوع ويشتري الأجزاء، ويتعفف ويقنع بكسرة )، وجُمعت معظم أسماء شيوخه من طباق السماع المكتوبة بخطه وخط غيره من المهتمين بسماع الحديث ، وبلغ عدد الشيوخ المجموعين في الدراسة ( ٣٥٦ ) شيخًا بالسماع والإجازة، وجمع فيه المؤلف من سمع الحديث على ابن نفيس الموصلي، ومن ضمن سامعي الحديث عليه : علم الدين البرزالي ، وجمال الدين المزي ، وشمس الدين الذهبي ، وابن نفيس قد حافظ على المكتبة الإسلامية بمئات الكتب التي أوقفها على دار الحديث الضيائية بدمشق. 
٠ والكتاب فيه ما يقارب ( ٤٠٠ ) صورة طبقة سماع بخطوط مختلفة ، مع نصها ، تساعد قارئ الكتاب على التمرس في قراءة طباق السماع.
٠ والكتاب في ثناياه يحتوي على العشرات من المناقشات والردود العلمية ، وبيان أخطاء العديد من المحققين لكتب التراجم والوفيات ، والأجزاء الحديثية .
٠وضم الكتاب فهرسًا لجميع الأعلام المذكورين فيه ، والأعلام المذكورين في طباق السماع ، مع ذِكر مصادر ترجمة من له ترجمة في كتب التراجم والوفيات. 
٠ ولم يخل الكتاب من أحاديث نبوية شريفه ، ففيه ( ٤٠ ) حديثًا من أول ( ٤٠ ) كتابًا ، بأسانيد رواتها ، إلى مصنفيها ، إلى النبي صلى الله عليه وسلم.



أ. جاسم الكندري
مجموعة المخطوطات الإسلامية

الجمعة، 27 سبتمبر 2019

اعرفوا لهم حقهم [كلمة في حق كبار محققي العصر]

باسمك يا رحيم..
* ألا حبذا هندٌ وأرض بها هند*
اعرفوا لهم حقهم
كم رأينا من الأغمار الذين ولدوا في عصر (الألفية ) أو (الشاملة) وغيرهما من أخوات البحث، فما أنْ ينقر على الحاسوب حتى يجتمع له الأولون والآخرون، يأخذ ما يشاء ويذر ما يشاء، ثم ينقر نقرة أخرى؛ فتصطف الكلماتُ جميعًا له على الجانبين! هذه تقول له: أنا اسم، وتلك تقول: أنا فعل، وثالثة تقول: أنا حرف،
وهكذا دواليك..!
ويظل ينقر ، وينقرُ.. حتى يكون الكتابُ بين يدي الناس! فإذا تصفحته وجدت أبا شبر يُعرّض بالجبل شاكر! وإخوانه، وبالبحر محي الدين! وأصحابه، وغيرهم من أساطين التحقيق، ورواد التراث،
وناشري المعرفة.
*أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم
من اللوم أو سُدوا المكان الذي سَدوا*
والسبب: أن الغِرّ وقف على نسخة
لم يقفْ عليها هارون! أو ضبط كلمة تركها صقر! ويرفع عقيرتَه بأنه
وجد ترجمة أهملها أبو الأشبال! 
ويُسوّد صفحاتِ قرطاسه متبجحًا بهذا التضخّم الكاذب؛ وأنه أبو عُذرتها! وابنُ بَجدتها! ولم يعلم أبو شبر
أنّ هولاء السادةَ كان علمُهم في صدورهم، ولم يروا ألفية أو شاملة.
 *أولئك قوم إنْ بَنوا أحسنوا البُنى
و إن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا*
وكم فرح الناسُ يوم خرج
(مِفتاح كنوز السنة) أو (الفتح الرباني) وغيرُ ذلك من ميسرات البحث في زمانهم..، وكم كانوا يحتفون إذا طُبع جزء من كتاب كصحيح ابن حبان،
أو غيره من الكتب الكبار، والآن بين عشية وضحاها: يُحمّل المخطوط من على الشابكة، ثم يقابله علي الشابكة أيضا، وإن شاء طبعه على الشابكة كذلك..!
وهولاء السابقون أحرقوا شبابهم، وأفنوا زهرة أعمارهم، ومهجة حياتهم، في ضبط وإخراج هذه الكتب، يومَ لا مخطوطات
ولا موسوعات، وإنما
علوم مزبورة في الصدور.
*جمالَ ذي الأرض كانوا
في الحياة وهم
بعد الممات جمالُ الكتب والسير*
 ويأتي الفَسْلُ في أُخريات الزمان ويصيح بين الخلائق بأنه جُذيلها المحكّك، وعُذيقها المرجّب، نعم، لاحرج في الفائدة والاستدراك؛ لكن بتواضع وانكسار، ولين واعتذار،
عن السابقين الشامخين الأبرار. 
فلولا أساسُهم ما كان بناء،
ولولا أرضهم ما كانت سماء.
ومن لم يكن له ماضٍ
فليس له حاضر، وإنما
الناس بشيوخهم.
*وتعذلُني أفناء سعد عليهم
وما قلت إلا بالذي علمتْ سعد*
رزقنا الإنصاف،
وجنبنا مواطن الاعتساف.
وكتب عماد الجيزي
عصر الجمعة ٢٨/محرم/١٤٤١
بجيزة مصر
جيزة عمرو بن العاص 
رضي الله عنه.
مجموعة المخطوطات الإسلامية

الخميس، 26 سبتمبر 2019

الاسم الصحيح لكتاب: (بلغة الغريب في مصطلح آثار الحبيب) للزبيدي

الاسم الصحيح لكتاب: (بلغة الغريب في  مصطلح آثار الحبيب) للزبيدي

بسم الله والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وسلم، 
وبعد: فمعلوم أنه من الأمور المهمة للمحقق بعد إثبات صحة نسبة الكتاب إلى مؤلفه: إثباتُ الاسم الصحيح للكتاب، وهذا يدخله كثيرٌ من الاجتهاد ما لم ينصَّ مؤلفُه على ذلك أو ما لك يكن مزبورا بخطه.
وبين يدي رسالة الزبيدي:
(بلغة ، بغية، الأريب ، الغريب،
الأديب، في مصطلح آثار الحبيب)
تحقيق شيخ شيوخنا العلامة أبو غدة
رحمه الله وغفر له، آمين.
وقد طبعها باسم: بلغة الأريب..
وفي (ص١٤٥):
تكلم عن سبب اختياره لهذه التسمية رغم ورودها في المطبوع والمخطوط الذي بخط صديق حسن خان  القنوجي: بلغة الغريب في مصطلح آثار الحبيب..،
ثم قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة:
ويتوقف الجزم بصواب هذا الاسم: 
(بلغة الأريب) على رؤيته كذلك بخط المؤلف، أو في نسخة مقروءة عليه،
أو وروده في كتبه يسميه به.
قلت: وبين يدي المخطوط كاملا بخط مؤلفه الزبيدي 
رحمه الله وغفر له
وقد سماه في العنوان وداخل الجزء بخطه بهذا الاسم الذي استنكره العلامة أبو غدة:
(بلغة الغريب في
مصطلح آثار الحبيب )

وهي كذلك في مخطوطة
القنوجي، ومطبوعة السعادة؛
لكن يعتذر عن العلامة أبو غدة
بأنه لم يقف على نص المؤلف أو خطه، وقد أحال صحة التسمية التي اختارها إلى حين الوقوف
عليها بخط المؤلف،
وقد وقفنا عليها بعكس
ما اختار العلامة أبو غدة.
فالحمد لله على توفيقه..
ورحم الله جميع علماء الإسلام،
وغفر لهم، ونفعنا بعلومهم، آمين.

وكتبه: عماد الجيزي
لطف الله به.
مجموعة المخطوطات الإسلامية

الأحد، 22 سبتمبر 2019

تصحيح نسبة رسالة الاختلاف بين رواة البخاري عن الفربري وروايات عن ابراهيم بن معقل النسفي المنسوبة خطأ إلى ابن المبرد جمال الدين بن عبد الهادي الحنبلي (ت909)

تصحيح نسبة رسالة
الاختلاف بين رواة البخاري عن الفربري وروايات عن ابراهيم بن معقل النسفي
المنسوبة خطأ إلى ابن المبرد جمال الدين بن عبد الهادي الحنبلي (ت909)


وقف الباحثون على هذه الرسالة القيمة ضمن مخطوطات دار الكتب المصرية
وهي منسوخة طبق الأصل المحفوظ بالخزانة الظاهرية بدمشق الذي تبين لي ما بعد أنه المحفوظ تحت رقم 1183.
نسخة دار الكتب المصرية منسوخة بخط ناسخ المكتبة الظاهرية محمد صادق فهمي المالح رحمه الله
وهو الذي نسبها إلى ابن المبرد في نسخته هذه
وطبعت هذه الرسالة مرات منسوبة إلى ابن المبرد
وقد تكرم الله بالعودة إلى الأصل الخطي لهذه الرسالة فتبين لي أمران اثنان:
1_ أن هذه الرسالة استلها الناسخ من مخطوط كامل هو اختصار لكتاب أبي علي الجياني: تقييد المهمل وتمييز المشكل.
2_ أن صاحب هذا الاختصار شمس الدين الكفيري محمد بن أحمد العجلوني (ت: 831) لا ابن المبرد بدلالة أمرين:
* ما جاء ذلك في آخر نوع من الأنواع التي تناولها المصنف في هذا الكتاب (56ب) إذ قال: 
لخصه محمد الكفيري عفى الله عنه.
* المطابقة التامة بين خط الكفيري هنا وخطه في الكوكب الساري شرح صحيح البخاري ونسخة المجتبى في معرفة ما في صحيح البخاري من أصحاب الأنساب...
إذ عمد رحمه الله في محور جمع شرحه للبخاري التلويح إلى اختصار مصادره
فاختصر الكواكب الدراري بالكوكب الساري
واختصر توضيح ابن الملقن
وأشار إليهما في مقدمة شرحه التلويح
واختصر تقييد المهمل كما يظهر لنا في هذا الاصل الخطي...
ووجه اهتمامه لما يتعلق بالبخاري فقط ليخدمه في شرحه ... لذا نرى كتبا كاملة من التقييد أهملها المختصر وأهمل ما يتعلق بمسلم
وعذر الباحثين في ذلك 
أن الرسالة عزاها ناسخها في أصلها الخطي إلى ابن المبرد.
وأن ابن المبرد موسوعي مكثر يستساغ مثل هذه الرسالة منه.
وعذر الناسخ التباس الخط عليه.
تذييل:
ضم اختصار الكفيري 
ضبط المشكل والمتشابه من الأسماء والكنى والأنساب في الصحيحين
المهملون من شيوخ البخاري
ورسالة العلل...


وكتب خادم صحيح البخاري
عبد الرحيم يوسفان
مجموعة المخطوطات الإسلامية

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

🌴من روائع ابن حزم

🌴من روائع ابن حزم
ابنُ حزم عالم موسوعي، كتبَ في ضروب من العلم والمعرفة، وخاصم وخُوصم، ورَدَّ ورُدَّ عليه، وتقلبتْ به الدنيا...وهو من الأفذاذ الكبار...
ومما خطّه قلمُه في النصائح الصادقة والوصايا الصادعة رسالةٌ غلب عليها النَّفسُ الأخروي فجاءت معبٍّرة مؤثِّرة، وهي على الرغم من صغرها تُغني عن كلام كثير.
تلك هي: "التلخيص لوجوه التخليص". 
ولها ثلاث طبعات:
١-طبعة أولى في القاهرة. ولم أرها.
٢-طبعة إحسان عباس -رحمه الله- ضمن (رسائل ابن حزم الأندلسي)، (١٤١/٣-١٨٤). أي في (٤٣) صفحة (مع التعليق).
٣-طبعة دار ابن حزم في الرياض، وقد خُرِّجتْ أحاديثها وعُلق عليها. وصدرت في (٣٠٧) صفحة!! 
وقد أخذ المُخرِّجُ النصَّ من طبعة إحسان عباس، وتوسَّع في التخريج توسعاً لا ينسجم مطلقاً مع موضوع الرسالة ومضمونها والغاية منها.
وقد تقطعتْ أفكار الرسالة وتوزعتْ، على حساب التعليق الذي يَستغرق صفحاتٍ لا ترى فيها متناً، وينعكس هذا على القارئ الذي يكون مندمجاً في القراءة فيضطر إلى تقليب الصفحات سعياً وراء تمام الفكرة!
قرأتُ الرسالة في طبعة إحسان وتأثرتُ بها، وراجعتُ الطبعة الثالثة لمراجعة كلماتٍ لم تتضح للأستاذ إحسان فكانت الطبعة كما ذكرتُ!
وأرجو أن تتاح لي فرصة لإخراج الرسالة مفردةً، فهي نافعة بارعة.
رحم الله ابن حزم وسائر علماء الإسلام...
د. عبدالحكيم الأنيس
ليلة الأربعاء ١٩ من المحرم ١٤٤١

الاثنين، 16 سبتمبر 2019

‏⚘رحيل ثلاثة علماء..

‏⚘رحيل ثلاثة علماء..

الأول: الزميل أ.د. سعيد عبدالرحمن القزقي أحد علماء الحديث النبوي الشريف في مدينة الخليل في فلسطين.
عملت معه عدة سنوات في كلية الشريعة في جامعة الشارقة،
وكان أحد أعضاء مجموعة الكتاب والسنة في الجامعة المذكورة، وقد أُنجز فيها عدد من كتب التراث، من أهمها: كتاب "الزيادة والإحسان في علوم القرآن"، للإمام ابن عقيلة المكي. 
وكانت وفاته رحمه الله يوم الجمعة (١٤) من محرم (١٤٤١) 

الثاني: العالم المُسند أ.د. سعد جاويش أحد علماء الحديث النبوي الشريف في جامعة الأزهر.

الثالث: العالم الفقيه الحقوقي المعمَّر أ.د. عبد الرحمن الصابوني الحلبي، الأستاذ في عدة جامعات عربية وإسلامية،
وكانت وفاتهما في يوم الأحد (16) محرم (1441هـ)
رحم الله تعالى هؤلاء الأعلام الثلاثة، وعوَّض الله الأمة خسارة فقدهم..
أ.د عبدالسميع الأنيس
مجموعة المخطوطات الإسلامية

تضخيم الكتب

🌴 تضخيم الكتب

إنَّ تضخيم الكتب مانعٌ من قراءتها والاستفادة منها.
هذا كتاب "الإكليل في استنباط التنزيل" للسيوطي كان عندي في جزء واحد، بتصحيح الشيخ عبدالله الغماري، ثم حُقق وصدر في ثلاثة مجلدات كبيرة. وهو لا يحتاج إلى هذا التضخيم كله. وحسب المحقق خدمة النص والتعليق اليسير. وكان يمكن أن يصدر في مجلد واحد.
وحتى لو كانت الكتب حُققت لنيل درجة علمية فالواجب العودة بعد ذلك على التعليق بالتهذيب والتشذيب، واختصار المقدمات لاسيما ترجمة المؤلفين المشهورين التي تُكرر تكراراً مملاً بما ذلك تكرار دراسة عصورهم...
إن نفشَ الكتب ظاهرةٌ مَرَضيةٌ يجبُ علاجها بحزم وعزم.
د. عبدالحكيم الأنيس
مجموعة المخطوطات الإسلامية

الأحد، 15 سبتمبر 2019

إضاءات في تحقيق المخطوطات

إضاءات في تحقيق المخطوطات

إذا تكرم الله على باحث فعثر على نسخة المصنف بخط يده أو نسخة قرأت على المصنف وعليها خطه... فما الفائدة التي ترتجى بعد ذلك من باقي الأصول الخطية لهذا الكتاب؟
الفائدة المرجوة من ذلك لا تخفى على باحث في الحالات الآتية:
 إن كان هذا الأصل الذي هو بخط المصنف أو عليه خطه مبتورا...  كما في حال عمدة القاري في شرح صحيح البخاري للحافظ العيني
أو به طمس... كما في حال الناظر الصحيح على الجامع الصحيح لموفق الدين سبط ابن العجمي
فيستعان بالنسخ لفرعية لسد هذا الخلل
وإن كان تاما
فإن فائدة الفروع تظهر في حسن قراءة النص وتفسيره
وبشكل خاص إن كان المصنف أو الناسخ سيئ الخط أو عسرا أو ممن لا ينقط الحروف.. كما في حال التلقيح لقارئ الصحيح للبرهان سبط ابن العجمي
كما تظهر في حال كون المصنف غير في هذا المصنف سواء كان هذا  في إعادة هيكلته كاملا فيما عرف بالإبرازة الجديدة ...كما هو الحال في الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر 
أو كان من باب التنقيح والزيادة والنقصان دون التأثير على هيكل النص بشكل عام كما هو الحال في تحفة الأخباري بترجمة الإمام البخاري لابن ناصر الدين وفتح الباري لابن حجر 
ويدرج تحت هذا ما كان مسودة المصنف بخط يده كالتنقيح شرح الجامع الصحيح للزركشي
هذا في النص
وقد تكون فائدة النسخ الفرعية 
في ضبط اسم الكتاب 
في معرفة تاريخ تأليفه
في إثبات نسبة الكتاب لمصنفه إن كان ثمة تردد أو شك في هذا الباب
في الدلالة على نسخ الكتاب الاصلية التي تم نسخ هذه الفروع منها...
المعذرة هذا جواب مرتجل سريع أجبت به أحد الإخوة وإلا فالبحث له ذيول فمنكم العذر بارك ربي بأعماركم

وكتب: 
عبد الرحيم يوسفان
مجموعة المخطوطات الإسلامية

الاثنين، 26 أغسطس 2019

صدور كتاب: (الإفاضة في أدلة ثبوت النسب ونفيه بالشهرة والاستفاضة) لعضو المجموعة الأستاذ إبراهيم الهاشمي الأمير

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأستاذ إبراهيم الهاشمي الأمير:
صدر عن المكتب الإسلامي ببيروت كتابنا: (الإفاضة في أدلة ثبوت النسب ونفيه بالشهرة والاستفاضة)👇
أتحدث فيه عن القاعدة التي عليها مدار إثبات الأنساب ونفيها بإجماع العلماء، وشروطها، وأن لها شهرتان: شهرة صحيحة وأخرى لا أصل لها، والطعن في النسب الذي يُبطله، والمردود، وغيرها من المسائل.
أ. إبراهيم الهاشمي الأمير
مجموعة المخطوطات الإسلامية


السبت، 20 يوليو 2019

وجود نسخة المصنف، ووجود نسخة أخرى بها زيادات

وجود نسخة المصنف، ووجود نسخة أخرى بها زيادات

الحمد لله وحده، وبعد:
فقد سألني غير ما واحد حول هذه القضية، فأجبته بما يمكن أن يكون نواة لتقريب هذه المسألة.
وعلى حد بحثي لم أقف على شيء جامع في هذا الأمر، والذي وقفت عليه مقتطفات منها كلام د. مصطفى جواد في «أماليه». وهذا الموضوع يحتاج إلى توضيح:

فمثلاً النسخ التي كتبها تلاميذ الحافظ ابن حجر من مصنفاته كـ الشمسين ابن حسَّان، والسخاوي، والتقي ابن فهد المكي، أتقن وأدق من النسخ التي كتبها الحافظ بنفسه؛ فهؤلاء الأعلام كتبوا كتب الحافظ كتابة بحث وتدقيق.
والسخاوي وقف على بعض مسودات كتب شيخه فبيضها وأتم تصنيفها كـ «إتحاف المهرة» وغيره، وكذلك التقي ابن فهد أكمل «إتحاف المهرة» وفق ما أرده المصنف، ونسخته هي الغاية في إخراج نص الكتاب وفق مراد المصنف، وهي مفرقة بين باكستان وليدن، فإذا ظفرت بنسخ بخط ابن حجر فلن تجدها مماثلة لما خطه هؤلاء الأعلام.

والأمر نجده في نسخة «فتح الباري» التي بخط بهاء الدين المشهدي؛ فهي أوسع من النسخ التي بخط الحافظ؛ فعليها إلحاقات كثيرة بخط الحافظ، ألحقها أثناء قراءة الكتاب، وأجاز هذه الطرر للبهاء، وعن نسخة البهاء تفرعت غير ما نسخة ذكر كل ناسخ أن من محاسن نسخته الإلحاقات التي نقلها من نسخة المشهدي. 

وفي "مكتبة يوسف بك بقونيا" مجلدة من نسخة البهاء مطرزة بإلحاقات ابن حجر، وفِي "دبلن" مجلدة أخرى خليت من الإلحاقات، وتقتضي الحاجة أن نتتبع نسخة البهاء وننظر فيما ألحقه الحافظ ابن حجر.
وأيضًا الحاجة ماسة لتتبع ما كتبه العلامة السخاوي من مصنفات شيخه ابن حجر فهو مَعْنِيٌّ بكتابة ما تجدد لابن حجر إلحاقه، وقد نص السخاوي في «فتح المُغِيث» أن شيخه يميز ما يلحقه بالحمرة لتيسر إلحاقه لمن كتبه قبل.

وثَمَّ العديد من مصنفات ابن حجر وصلتنا بخط تلميذه السخاوي؛ أحفلها نسخة كاملة من «الإصابة في تمييز الصحابة» نقلها عن خط شيخه، لم تُعْتَمد في جل الطبعات، مفرقة بين "كوبريلي" و"آياصوفيا"، وعليها تعليقات بخط العلامة الداودي تلميذ السيوطي، وهو أحد أساطين التطريز على الأصول الخطية، فالحاجة حاقلة لمقارنة هذه النسخة بالمطبوع من «الإصابة».

وفِي "مكتبة فيض الله أفندي" مُجلدة غير معنونة من «تهذيب التهذيب» لابن حجر عليها تَمَلُّك السخاوي، ونص أنه ألحق ما تجدد فيها من إلحاقات بنسخته من «التهذيب»، وهذه المجلدة تخلَّلها قطعة من «تهذيب ابن حجر» بخط الناسخ المكثر البدر البشتكي، وقد ألحق الحافظ الكثير مما تجدد له، والبشتكي عدَّه السخاوي في «الجواهر» ضمن مَنْ كتب شيئًا من مصنفات ابن حجر، وذكر أنه كتب قطعة من «تهذيب التَّهذيب»، فوافق الخُبر الخَبر. 
ومن هنا يلزم اقتفاء أثر ما خطه السخاوي من مصنفات شيخه ومقارنته بالمطبوع، كي لا يظل زبدة ما ألحقه في عداد المحبوس. 

وللوقوف على ما كتبه السخاوي بخطه من مصنفات شيخه ينظر «الجواهر والدرر» نسخة "مكتبة الأحقاف"؛ فكل ما كتبه أشار إليه بالكاف، والكثير منه مما لم يسبق لتبيضه. 
وقد اعتذر محقق «الجواهر والدرر» ط. ابن حزم بأن علامة الكاف لم تُثبَت في الأصول الخطية المعتمدة في تحقيق الجواهر. انتهى
وهذه العلامة مدونة في نسخة "الأحقاف" المعتمدة لدى المحقق، فلعل علامة الكاف لم تظهر لكون المصورة غير ملونة، وهذه آفة الاعتماد على "الميكروفيلم".

ولا يُفرَح بنسخ مصنفات العلامة السخاوي التي بخطه؛ فهو مكثر من تدوين الإلحاقات على العديد من النسخ التي ليست بخطه، وكتابه «المقاصد الحسنة» له نسخ كثيرة قرئت عليه وعليها خطه، ولكن ثم نسخة متأخرة في "تشستربتي" حافلة بالإضافات، وهي العمدة في إخراج نص الكتاب في صورته شبه الكاملة.

و«شرحه لمنظومة ابن الجزري» توجد منه نسخة في "دبلن" لم تُعتَمد في مطبوعة "مكتبة العلوم والحكم" بالمدينة، ومطبوعة "مكتبة فياض" بالمنصورة، وهذا النسخة بها زيادات وتصويبات كثيرة.

ومادة الشرح غاية في النفاسة، وغالبها مستقاة من «تذكرة العلماء» لابن الجزري، وقد دون فيه مباحث وتقييدات لم يأت بها في «فتح المغيث»، لا سيما مبحث "تعريف الأجزاء الحديثية"، وجل من استند على تعريف "الأجزاء الحديثية" اعتمد على «الرسالة المستطرفة» لآل الكتاني، وتعريفه غير منضبط.

وأيضًا البيهقي مُكثِر من الإبرازات، ويوجد جزء بخطه فيما يُقال من «السنن الكبير»، لكن إبرازة قديمة، وقد وقفت على نسخة من «السنن الكبير» منقولة من نسخة الحافظ العساكري تعرف بالنسخة الجديدة، وتدل على كون البيهقي عدَّل فيها، وقد غيَّر أيضًا في تجزئة عدد المجلدات، ونسخة التقي ابن الصلاح من «السنن» نقلت عن النسخة التي استقر عليها البيهقي.
والبهاء القاسم ابن الحافظ ابن عساكر في نُسخته من «المدخل إلى السنن» للبيهقي لفق بين عدة روايات، فأضاف ما زادته كل رواية على الأخرى، وميز بينها بـ «لا ... إلى»، فإذا قورنت نسخته بنسخة المصنف أو بنسخة أخرى سيكون بينهما تباين كثير.

و«كتاب اللآلئ المصنوعة» للسيوطي يوجد منه عدة نسخ قُرِئت عليه، وهي حافلة بتقييد السماع، لكنها غاية في السقم وكثرة البياضات، ويرجع ذلك لما حلَّ بالعلَّامة السيوطي، فقد منع من استعارة الكتب من "المحمودية".
وقد وُجِد نسخة خالية من قيود السماع غاية في الدقة، حيث أعاد السيوطي النظر في «اللآلئ» فصوب المصحف، وسد البياضات.

ويؤيد ذلك ما قاله العلامة الداودي في ترجمة السيوطي: «... «اللآلئ المصنوعة في الأخبار الموضوعة» ... كان شروعه فيه حال ضيق ومحنة أصيب بها أسوة العلماء قبله فبيّض للكثير منه، ثم فرّج الله عنه فسدّ البياض الذي فيه وحرر». انتهى.

والأمر يحتاج إلى ضابط؛ فيُنظر: 

  • هل عُرِفَ عن المؤلف أنه ممن يتجدد له إلحاقات بكتبه؟ 
  • وهل الزيادات التي في النسخة المتأخرة تتوافق مع منهجية المؤلف؟ 
  • وهل تواريخ وفيات المترجم لهم لا تتعارض مع تاريخ وفاة المؤلف، كأن يكون بعضهم تاريخ وفاته بعد وفاة المؤلف؟ 
  • وهل هذه الزيادات أضافها أحد رواة الكتاب عن المؤلف؟ 
  • وهل الناسخ تصرف في التأليف فألحق هذه الزيادات ظنًّا منه أن المؤلف أخل بها، كأن يكون التأليف اختصارًا لبعض الكتب، فأهمل المؤلف بعض التراجم من الأصول المختصرة؟ 
  • وهل هذه الزيادات كانت طررا على الأصل المنسوخ منه، فأقحمها الناسخ في الأصل؟ 
  • وهل بعض هذه الزيادات من مصادر لا يُعلم أنها لدى المؤلف ولَم يستخدمها من قبل؟

وصنيع المتأخرين من النساخ الهنود مقابلة النسخة على مصادر المصنف وإقحام الكثير من النصوص كصنيعهم في «معرفة السنن والآثار» للبيهقي، و«الاكتساب» للخيضري.
والأمر محل بحث؛ حيث إن كل هذه الحالات حدثت بالفعل في كتب وصلت إلينا. هذا والله أعلم.

أ. محمود النحال
مجموعة المخطوطات الإسلامية

الثلاثاء، 25 يونيو 2019

النشرة الشهرية لمجموعة المخطوطات الإسلامية | العددان: الحادي والعشرون والثاني والعشرون | رجب – شعبان 1440هـ

النشرة الشهرية لمجموعة المخطوطات الإسلامية

العددان:
الحادي والعشرون والثاني والعشرون، (رجب – شعبان 1440هـ) 

  بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبيّنا محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين..

أمّا بعد:

ها هو عامنا الثالث قد أطل على نشرتنا المباركة فيسرنا أن نضع بين أيديكم العددين: الحادي والعشرين والثاني والعشرين (رجب – شعبان 1440هـ) من النّشرة الشّهرية لمجموعة المخطوطات الإسلامية

راجين من الله تعالى أن ينفع بهذا العمل وأن يتقبّله، وأن يعيننا على المزيد من السّعي في نشر العلم والتّراث. 
ولا يفوتنا أن نشكر كل من ساهم في إخراج هذه النّشرة بمقال أو مراجعةٍ أو نصيحةٍ أو توجيهٍ·        

وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..
وتسرنا ملاحظاتكم واقتراحاتكم ومشاركاتكم...

والحمد لله رب العالمين. 

إخوانكم في مجموعة المخطوطات الإسلامية

- تويتر: https://twitter.com/almaktutat?lang=ar     

- تليغرام: https://telegram.me/almaktutat

-المدونة: http://almaktutat.blogspot.ae/?m=1


حمل من هذا الرابط، أو اضغط على صورة الغلاف:



مجموعة المخطوطات الإسلامية

الاثنين، 6 مايو 2019

📚 النشرة الشهرية لمجموعة المخطوطات الإسلامية ‏العددان: 19-20 (جمادى الأول-جمادى الآخرة 1440هـ)

📚 النشرة الشهرية لمجموعة المخطوطات الإسلامية
‏العددان19-20(جمادى الأول-جمادى الآخرة 1440هـ)

‏راجين من الله تعالى أن ينفع بهذا العمل

‏ولا يفوتنا أن نشكر كل من ساهم

‏• تقبل الله منا ومنكم




• فهرس المحتويات + أسماء فريق العمل لهذا العدد

• شهادة من الشيخ عامر حسن صبري للمجموعة + كلمة العدد للشيخ / رياض الطائي + إضاءة تراثية للإستاذ / عبدالعزيز سعداني







الأربعاء، 24 أبريل 2019

رواية كتاب معرفة أنواع علم الحديث لابن الصلاح في الأندلس

رواية كتاب معرفة أنواع علم الحديث لابن الصلاح في الأندلس

عنوان كتاب يصدر لنا قريباً... يوجد في مخطوطة رشدية سبتية العنوان الصحيح لهذا الكتاب كما رواه ابن الخضار عن ابن الصلاح، وهو كتاب: معرفة أنواع علم الحديث، وبيان أصوله وقواعده، وإيضاح فروعه وأحكامه، وكشف أسراره، وشرح مشكلاته، وإبراز نكته وفرائده، وإبانة مصطلحات أهل الحديث ورسومهم ومعالمهم ومقاصدهم لتقيّ الدين أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى بن أبي نصر النصري الشهرزوري ثم الشرخاني المعروف بابن الصلاح المتوفى سنة 643 هجرية.
ولهذا الكتاب ست روايات في الأندلس:
الأولى:  رواية أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم الاشبيلي المعروف بالقسطار توفي نحو ستة 640 هجرية، أخذ بدمشق عن أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن ابن الصلاح كتاب معرفة أنواع علم الحديث سنة 633 هجرية -انظر صورة المخطوط-.
الثانية: رواية أبي محمد عبد الله بن محمد بن أحمد اللخمي من أهل الش المعروف بابن الحجام المتوفى سنة 678 هجرية، أخذ بدار الحديث الكاملية الأشرفية من دمشق عن أبي عمرو عثمان بن عبدالرحمن ابن الصلاح كتاب معرفة أنواع علم الحديث، وذلك بعد صلاة الجمعة السابع من رمضان المعظم من عام ثلاثة وثلاثين وستمائة -انظر صورة المخطوط-.
الثالثة: رواية أبي الحسن علي بن يحيى بن علي بن احمد الحضرمي المالقي؟ قال أبو القاسم التجيبي: سمع على أبي عمرو ابن الصلاح جميع كتاب علوم الحديث من جمعه بدمشق وذاك في مجالس أربعة آخرها خامس شوال من سنة أربع وثلاثين وستمائة، وأجاز له جميع مروياته.
والرابعة: رواية أبي مروان محمد بن أحمد بن عبد الملك الإشبيلي الباجي المتوفى سنة 635 هجرية، قال ابن رشيد السبتي: "ورحل من سبتة في البحر في المحرم في يوم الأربعاء السابع منه من عام أربعة وثلاثين وستمائة، ووصل مرسى عكا في عشي يوم الجمعة الثاني عشر من شعبان من العام المذكور، وتوجّه منها إلى دمشق فوافاها في سابع شهر رمضان من العام المذكور، فسمع بها على أبي عمرو ابن الصلاح كتاب علوم الحديث"، وقد صار هذا الكتاب إلى ملكية ابن عبد الملك المراكشي، قال في رسمه: "وهذا الأصل الذي سمع فيه قد صار إليّ والحمد لله، وفيه خط ابن الصّلاح بتصحيح التّسميع، وقد تضمّن إذنه في روايته عنه لكلّ من حصل منه نسخةً، فانتسخ منه جماعة من جلة أهل العلم ونبلايهم منهم: أبو الحسن الشاري، وأبو عمرو عثمان ابن الحاجب، وأبو القاسم أحمد بن نبيل، وغيرهم ونسخت منه نسخة لبعض الأصحاب لأمر اقتضى ذلك لم يسع خلافه".
والخامسة: رواية صفي الدين أبي يعقوب يوسف بن موسى بن أبي عيسى الغماري المحساني السبتي كان حيًّا سنة 686 هجرية، ويحمل علوم الحديث عن أبي عمرو ابن الصلاح عنه لقيه في رحلته.
والسادسة: رواية أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن مسعود الكتامي التلمساني المعروف بابن الخضار المتوفى سنة 697 هجرية، سمع كتاب معرفة أنواع علم الحديث لابن الصلاح عليه بقراءة الفقيه فخر الدين أبي حفص عمر بن يحيى بن عمر الكرجي في مجالس أربعة آخرها يوم الأحد خامس شوال سنة أربع وثلاثين وستمائة بدار الحديث الأشرفية من دمشق، وكان سماع أبي عبد الله ابن الخضار الكتامي لهذا الكتاب صحبة رفيقه في الرحلة أبي مروان الباجي الاشبيلي، وثبت بأول ورقة من نسخة مخطوطة من كتاب معرفة أنواع علم الحديث لابن الصلاح كتبت بخط ابن رشيد السبتي ما نصه: "الحمد لله أكملت سماع هذا الكتاب على الفقيه الحاج أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن مسعود الكتامي التلمساني الضرير شهر بابن الخضار بمدينة سبتة كلأها الله تعالى في الثامن لشهر صفر عام ثلاثة وثمانين وستمائة، وكان السماع بقراءة الفقيه الكاتب الجليل أبي عبد الله محمد بن عمر بن محمد الأنصاري شهر بالدراج وكانت القراءة المذكورة في الفرع المقابل بأصل المؤلف الذي أعطاه أبا مروان الباجي وفيه كان سماع الحاج أبي عبد الله بن الخضار على المؤلف بدمشق كلأها الله تعالى حسبما تقيد في آخر الكتاب"، قال الحاج أبو عبد الله: وكان هذا الفرع قد حضرته من مقابلته من أوله في النوع الثالث والعشرين الخامس عشرة في بيان الألفاظ ثم أكمل مقابلته له أبو القاسم أحمد بن نبيل ولم أحضر وكان أبو القاسم ممن يوثق بضبطه ومقابلته، وأجاز لي الحاج أبو عبد الله جميع ما يروي عن أشياخه وتلفظ بالإجازة وأجاز لابني أبي القاسم محمد هداه الله تعالى وعين له هذا الكتاب. وكتب بخطه: محمد بن عمر بن رشيد وفقه الله تعالى
تحية شعرية للأستاذ الجليل عبد العزيز سعيداني الجزائري.
وكتب: عبد العزيز الساوري



مجموعة المخطوطات الإسلامية