المقالات السنية في مدح خير البرية
للأمير عثمان بك ابن الأمير علي بك الفقاري
قال الحافظ السيد محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني في مقدمة كتابه التراتيب الإدارية (1/61) ط محي الدين علي نجيب : "وهي سيرة منظومةٌ فيها تسعة عشر ألف بيت من أعجب ما أُلِّفَ في الإسلام، وأبدع ما نظم نُفاخر بها نظم الإلياذة".
وهذه المنظومة النفيسة، كُتب على نسخها أن تتفرق وتتشتت بين عدة بلدان ومكتبات، وكان نصيب كبير منها من مشمولات "المكتبة الكتانية لمالكها محمد عبد الحي الكتاني"، وقد احتفل بالكتاب غايةَ الاحتفال، واهتبل به أشد الاهتبال، وأنزله منزلته، وعرف قدره، بحيث صار وصفه للمنظومة المذكورة عمدة من تأخر عنه في التنويه بها، وقد حلَّى بكثير من مقاطع النظم كتابه المُعجب "التراتيب الإدارية"، واستشهد بأبياته، وطرب لإنشائه وإنشاده، وقد كان على ملكه وقت تأليف الكتاب المذكور مجلدًا واحد من مجلدات هذه السيرة الزكية، وبعد حجته الثانية الواقعة سنة 1351-1352 تملك بمدينة جدِّه المُصطفى صلى الله عليه وسلَّم سفرًا ءاخر، من النظم المذكور، كتب على أوله ما نصه: "الحمد لله، هذا المجلد الأول من "المقالات السنية في مدح خير البرية" للأمير عثمان بك بن الأمير علي بك أمير اللواء الشريف والحاج الشريف، ظفرتُ به في المدينة المنورة في زيارتي الثانية عام 1352، وفي وفي مكتبتنا منه جزء ءاخر، ورأيت في مكتبة باريز المجلد 1 تمَّ نسخه عام 1029 إنتهاؤه إلى المقالة 37". اهـ كلامه رضي الله عنه.
واليوم في هذا الشهر النبوي الأغر تتشرَّفُ دار الحديث الكتانية بالإعلان عن شروعها في العناية بالنظم المذكور، وأنها ستخرجه بإذن الله في أبهى حُلَّة تسر الناظرين، ونطمعُ أن يكون ذلك زُلفى لرسول رب العالمين، صلى الله عليه وسلم وشرَّف وكرَّم وعظَّم.
أ. خالد السباعي
دار الحديث الكتانية
مجموعة المخطوطة الإسلامية