باسمك يا رحيم..
* ألا حبذا هندٌ وأرض بها هند*
اعرفوا لهم حقهم
كم رأينا من الأغمار الذين ولدوا في عصر (الألفية ) أو (الشاملة) وغيرهما من أخوات البحث، فما أنْ ينقر على الحاسوب حتى يجتمع له الأولون والآخرون، يأخذ ما يشاء ويذر ما يشاء، ثم ينقر نقرة أخرى؛ فتصطف الكلماتُ جميعًا له على الجانبين! هذه تقول له: أنا اسم، وتلك تقول: أنا فعل، وثالثة تقول: أنا حرف،وهكذا دواليك..!
ويظل ينقر ، وينقرُ.. حتى يكون الكتابُ بين يدي الناس! فإذا تصفحته وجدت أبا شبر يُعرّض بالجبل شاكر! وإخوانه، وبالبحر محي الدين! وأصحابه، وغيرهم من أساطين التحقيق، ورواد التراث،
وناشري المعرفة.
*أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم
من اللوم أو سُدوا المكان الذي سَدوا*
والسبب: أن الغِرّ وقف على نسخة
لم يقفْ عليها هارون! أو ضبط كلمة تركها صقر! ويرفع عقيرتَه بأنه
وجد ترجمة أهملها أبو الأشبال!
ويُسوّد صفحاتِ قرطاسه متبجحًا بهذا التضخّم الكاذب؛ وأنه أبو عُذرتها! وابنُ بَجدتها! ولم يعلم أبو شبر
أنّ هولاء السادةَ كان علمُهم في صدورهم، ولم يروا ألفية أو شاملة.
*أولئك قوم إنْ بَنوا أحسنوا البُنى
و إن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا*
وكم فرح الناسُ يوم خرج
(مِفتاح كنوز السنة) أو (الفتح الرباني) وغيرُ ذلك من ميسرات البحث في زمانهم..، وكم كانوا يحتفون إذا طُبع جزء من كتاب كصحيح ابن حبان،
أو غيره من الكتب الكبار، والآن بين عشية وضحاها: يُحمّل المخطوط من على الشابكة، ثم يقابله علي الشابكة أيضا، وإن شاء طبعه على الشابكة كذلك..!
وهولاء السابقون أحرقوا شبابهم، وأفنوا زهرة أعمارهم، ومهجة حياتهم، في ضبط وإخراج هذه الكتب، يومَ لا مخطوطات
ولا موسوعات، وإنما
علوم مزبورة في الصدور.
*جمالَ ذي الأرض كانوا
في الحياة وهم
بعد الممات جمالُ الكتب والسير*
ويأتي الفَسْلُ في أُخريات الزمان ويصيح بين الخلائق بأنه جُذيلها المحكّك، وعُذيقها المرجّب، نعم، لاحرج في الفائدة والاستدراك؛ لكن بتواضع وانكسار، ولين واعتذار،
عن السابقين الشامخين الأبرار.
فلولا أساسُهم ما كان بناء،
ولولا أرضهم ما كانت سماء.
ومن لم يكن له ماضٍ
فليس له حاضر، وإنما
الناس بشيوخهم.
*وتعذلُني أفناء سعد عليهم
وما قلت إلا بالذي علمتْ سعد*
رزقنا الإنصاف،
وجنبنا مواطن الاعتساف.
وكتب عماد الجيزي
عصر الجمعة ٢٨/محرم/١٤٤١
بجيزة مصر
جيزة عمرو بن العاص
رضي الله عنه.
مجموعة المخطوطات الإسلامية