🌴من روائع ابن حزم
ابنُ حزم عالم موسوعي، كتبَ في ضروب من العلم والمعرفة، وخاصم وخُوصم، ورَدَّ ورُدَّ عليه، وتقلبتْ به الدنيا...وهو من الأفذاذ الكبار...ومما خطّه قلمُه في النصائح الصادقة والوصايا الصادعة رسالةٌ غلب عليها النَّفسُ الأخروي فجاءت معبٍّرة مؤثِّرة، وهي على الرغم من صغرها تُغني عن كلام كثير.
تلك هي: "التلخيص لوجوه التخليص".
ولها ثلاث طبعات:
١-طبعة أولى في القاهرة. ولم أرها.
٢-طبعة إحسان عباس -رحمه الله- ضمن (رسائل ابن حزم الأندلسي)، (١٤١/٣-١٨٤). أي في (٤٣) صفحة (مع التعليق).
٣-طبعة دار ابن حزم في الرياض، وقد خُرِّجتْ أحاديثها وعُلق عليها. وصدرت في (٣٠٧) صفحة!!
وقد أخذ المُخرِّجُ النصَّ من طبعة إحسان عباس، وتوسَّع في التخريج توسعاً لا ينسجم مطلقاً مع موضوع الرسالة ومضمونها والغاية منها.
وقد تقطعتْ أفكار الرسالة وتوزعتْ، على حساب التعليق الذي يَستغرق صفحاتٍ لا ترى فيها متناً، وينعكس هذا على القارئ الذي يكون مندمجاً في القراءة فيضطر إلى تقليب الصفحات سعياً وراء تمام الفكرة!
قرأتُ الرسالة في طبعة إحسان وتأثرتُ بها، وراجعتُ الطبعة الثالثة لمراجعة كلماتٍ لم تتضح للأستاذ إحسان فكانت الطبعة كما ذكرتُ!
وأرجو أن تتاح لي فرصة لإخراج الرسالة مفردةً، فهي نافعة بارعة.
رحم الله ابن حزم وسائر علماء الإسلام...
د. عبدالحكيم الأنيس
ليلة الأربعاء ١٩ من المحرم ١٤٤١