روايات مقامات الحريري في المغرب الأقصى
أو دخول أول نسخة منها إلى سبتة وعلوقها بيد القاضي عياض
عرف المغرب الأقصى مقامات أبي زيد السّروجي في حياة مؤلّفها الحريري في بداية القرن السادس الهجري قبل أن تصله شروح أبي العبّاس ابن عبد المؤمن الشريشي المتوفى سنة 619 هجرية، وهي الشرح الكبير والمتوسط والصغير، حتى حق لابن سعيد الغرناطي أن يقول عنها: "إنها شرقت وغربت حتى صار ابتذالها عيبها".جاء في كتاب التعريف بالقاضي عياض لابنه محمد بن عياض اليحصبي ما نصه: "وأخبرني بعض أصحابنا أنه سمعه -أي: القاضي عياض توفي سنة 544 هجرية- يقول: لما وصل إلى بلدي كتاب المقامات الحريرية وكنت لم أرها من قبل لم أنم ليلة طالعتها حتى أكملت جميعها بالمطالعة".
وكنت وقفت قديما على نسخة مغربية لمقامات الحريري وهي بخط حسين بن أبي القاسم بن أحمد الدرعي الجوزي الملالي، وفرغ من نسخها عام ثلاثة وألف بمدينة سلا، ما نصه: "الحمد لله لمّا وردت أول نسخة من مقامات الحريري إلى المغرب ووصلت إلى سبتة وقعت بيد الشيخ الفقيه القاضي المحدث العالم العلَم أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي رحمه الله فطالعها، فرأى من محاسنها ما يقصر عنه الوصف، كتب رسالة التزم في كل كلمة حرف العين ووجه بها إلى الوزير الكاتب أبي القاسم ابن الجد رحمه آلله تعالى... ومنها: معظمه المعتمد على علائه أسعد العلي مسعاه عياض بعزة العزيز أعتضد وعلى عفوه تعالى أعتمد...، وبعد أبعد العلي عداك وأعزّك ورعاك، فأعلمك باطّلاعي على أوضاع العراقي قريع العصر ومعلم عسكر السجع والشعر المعارضة بدائع البديع المعربة عن طبع بديع وعلم بأنواع البديع، ... فلإعجابي ببدايعه واستعذابي لروائعه أجمعت على معاذرة عذرتها، ... ومعولي على علياء معظمي بالعفو عن عوارها ..." اهـ
وهذا نصّ جديد -انظر صورة النص كاملًا- ... وثمّة رواية مغربية أخرى لمقامات الحريري رواها أبو محمد بن أبي بكر الجذامي السبتي، سماعا على أبي طالب عبد الجبار بن محمد بن علي المعافري القرطبي بمصر سنة 552 هجرية، عن أبي محمد عبد الله بن أبي محمد القاسم بن علي الحريري عن أبيه، ... قال ابن الأبار: "ذكر ذلك أبو العبّاس العزفي، ورواها عن الجذامي المذكور..."،
وهناك رواية أخرى رواها أبو عبد الله بن علي بن السقاط الفاسي بمكة عن سبط الحريري لابنته يقول أبو العباس أحمد بن عبد المؤمن الشريشي في شرحه الصغير لمقامات الحريري ما نصه: "... وحدّثني الشيخ الفقيه الأستاذ المقرئ النّحوي أبو عبد الله بن علي بن السقاط بمدينة فاس أنه رأى في مكّة حفيده لابنته فسأله عما كان ينتحل فقال له: كان نشاء -يريد أنه كان ينشئ الرسائل ويعطيها لكتاب الملك يكتبونها بأيديهم وكان لا يكتب بيده إلا قليلا-، ... وغدًا مع روايات مقامات الحريري في الأندلس مرفقة بإجازة أندلسية المقامات.
وكتب: عبدالعزيز الساوري
مجموعة المخطوطات الإسلامية