مجلس سماع جامع التّرمذي
لأنجال صلاح الدّين الأيّوبي رحمه الله تعالى
سماع في آخر جامع الترمذي نسخة مكتبة ليدن بهولندا رقم (101)
هذا
مجلس سماع حديثيٍّ لجامع الإمام التّرمذي عقده الإمام العالم الحافظ أبو سعيد
محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد المسعودي البَنْجَديهي (522 ـ 584هـ ) شارح مقامات
الحريري، وزمن السّماع هو العشر الوسطى من
شهر ربيع الثّاني عام 575هـ ـ قبل وفاته بتسع سنوات ـ ومكان السّماع هو مدينة القاهرة،
وكان المسعوديُّ هو القارىء لكتاب التّرمذي بلفظه، وشهد المجلسَ عددٌ وفير من
العلماء، وكان من جملة من شهده ثلاثة أنجال للملك المجاهد صلاح الدّين الأيّوبي ـ
فاتح القدس ـ رحمة الله عليه ـ وهم:
1
ـ الملك الأفضل نور الدّين أبو الحسن عليّ (566 ـ 622هـ)، وعمره في مجلس السّماع
تسع سنين، وكان المسعوديُّ هو مؤدِّبه بتوجيه من صلاح الدّين الأيّوبي.
2
ـ الملك المظفّر مظفّر الدّين خضر أبو العبّاس (568 ـ 627هـ)، وعمره حينئذ سبع
سنوات.
3
ـ الملك الظّاهر شهاب الدّين أبو الفتح غازي (568 ـ 613هـ)، وعمره أيضا مظفّر الدّين
أخيه.
واضح
أنّ صلاح الدّين كان يرمي إلى حسن تنشئة أبنائه على العلم، وتشرّفهم بسماع كتب
السّنّة من فترة مبكّرة قبل أن يلجوا غمار السّياسة، وهكذا شأن كلّ ملك صالح بعيد
الغاية.
جدير
بالذِّكْر أنّ المسعوديَّ كان عاشقا للمخطوطات حتّى اقتنى منها أشياء نفيسة بجاه
الملك المظفّر الذي كان مؤدّبه، وبالغ في هذا العشق حتّى أخذ مخطوطات عديدة من
خزائن الأوقاف.
قال
القفطي: (( فأخبرني أبو البركات الهاشمي قال: لمّا
دخل صلاح الدّين حلب سنة سبعٍ وسبعين نزل البَنْجَدِيهي الجامع، واختار من خزانة الوقف جملة كتبٍ لم يمنعه منها أحد، ورأيته يحشرها في عِدْلٍ )) وهو الوعاء من الخيش حيث أدخل فيه ما
وسعه أن يدخل من مخطوطات تلك الخزانة، ومع تحفّظنا من هذا الصّنيع وظروفه التي
أحاطتْ به فإنّنا نلاحظ أنّ المسعوديَّ ـ غفر الله له ـ جعل مكتبته وقفا لله
يستفيد منها عشّاق الكتب.
قال
الحافظ الذّهبي: ((
وقف كتبه بالسّميساطيّة )) كما في تاريخ الإسلام 12/785.
د.
جمال عزُّون
مجموعة
المخطوطات الإسلامية
الثاني من شهر رمضان عام سبع وثلاثين
الثاني من شهر رمضان عام سبع وثلاثين
@almaktutat
