⚘فائدة حديثية عزيزة في تعيين نسبة الإمام المعروف بأبي جعفر السبتي
هذه خلاصة حوارات دارت بين نخبة من أهل العلم المختصين بالحديث النبوي الشريف وعلومه من مشارقة ومغاربة..
لعلها تنفع في إلقاء الضوء على هذا العلم المغمور..
تتابع عدد من أهل العلم على ذكره بأبي جعفر السبتي..
وواضح أنه من أعلام المحدثين، بدليل أنَّ له أقوالاً في توثيق عدد من الرواة، نقلت في عدد من كتب الجرح والتعديل، وشروح الحديث، منها على سبيل المثال:
التمهيد، وإكمال تهذيب الكمال، نصب الراية، والبدر المنير، وتهذيب التهذيب، وغيرها، وأثبت فيها جميعها "السبتي"..
فمَنْ يكون؟
لم يعثر له على ترجمة، لاسيما عند الأندلسيين، وهذا غريب، لاسيما أنه من المتقدمين، فكيف يغيب على مثل القاضي عياض السبتي، وغيره من أعلام المحدثين..
وبعد حوار دام يومين في مجموعة المخطوطات الإسلامية، ودراسة عدد من الاحتمالات حوله:
أفاد الأخ الكريم الأستاذ عبد العزيز سعداني نزيل المدينة النبوية احتمالاً جديراً بالقبول، وهو أنَّ نسبته، هو السبَني، وقد ضبطه بذلك ابن ماكولا، وغيره، معتمداً على ما جاء في إحدى تعليقات الأستاذ الدكتور عواد معروف على التمهيد، وهو ممن يروي عن يحيى بن معين، ويروي عنه ابن وضاح..
ثم أفاد الدكتور محمد السريع بنص المؤتنف، وهذا نصه: "وأبو جعفر السَّبَنِي.
أنا أبُو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، أنا هِبَةُ الله بن محمد بن حَبَش الفرَّاء، نا أبو جَعْفَرٍ محمد بن عُثمان بن أبي شَيْبَة، قال: سمعتُ أبا جعفر السَّبَنِي يَسألُ يحيى بن معين عن عُثمان بن عَطاء، ومُعَاْن بن رِفاعة، وَسعِيْد بن بَشِير، فقال يحيى: كل هؤلاء ضَعْفَى.
قال: وسمعتُ أبا جعفر السَّبَني يَسألُ يحْيى عَن الأحَوْص بن حَكيم القيسي، فقال: ليس بشيء.
وسمعتُ أبا جعفر السَّبَني يَسْألُ يَحْيى عن مُوسى بن أيّوبَ الغافقي، فقال: ثقة، وإنّما يُنكر عليه ما روى عن عمِّه ممّا رفعه".
ولعل باحثاً نابهاً يتابع هذا العلم المغمور، ويكتب بحثاً حوله، من خلال تراجم شيوخه، وتلاميذه، والكتب التي نقلت أقواله، مع إحصائها، ومقارنتها، مع الناقلين..
ثم مقارنتها مع أقوال أئمة الجرح والتعديل..
وسوف يكون بحثاً أصيلاً إن شاء الله تعالى.
أ. د. عبد السميع الأنيس
مجموعة المخطوطات الإسلامية