• خطوط ، وإجازات ، وأثبات ، وسماعات ، وتملكات .. (٢)
( نسخة من كتاب "فتح الإله الماجد بإيضاح شرح العقائد" ، للقاضي زكريا الأنصاري (ت ٩٢٦هـ) رحمه الله تعالى ، وعليها تملك نقيب الشرفاء ابن حمزة ، والعجلوني ، والبُصْرَوي )
هذه النسخة الدمشقية وقفت عليها في الهند ، في مكتبة محمد نور الحسن الخاصة في كاندهله ، والتقطت صورتها بنفسي .
وعليها تملك بخط ثلاثة من علماء دمشق ، يُبين لك تاريخ تنقل النسخة بين بيوت دمشق ، من الشريف ابن حمزة الحنفي ، إلى العجلوني ، ثم البُصْرَوي ، وهؤلاء العلماء هم :
١- نقيب السادة الأشراف بدمشق الشيخ عبدالكريم بن محمد ابن حمزة الحسيني ، المعروف بابن حمزة الحنفي الدمشقي رحمه الله تعالى .
ولد سنة ١٠٥١هـ ، وتوفي سنة ١١١٨هـ ، ورثاه عبدالغني النابلسي بقصيدة ذكرها المرادي في ترجمته من "سلك الدرر" ٧٩/٣ ، ومطلعها :
مالي أرى البارق النجدي ما ومضا
أشطّت الدار أم ولّى الفتى ومضى
أخذ عن والده ، ونجم الدين الغزي ، وأجاز له نزيله العلامة المشهور الشيخ محمد بن سليمان المغربي الروداني _صاحب "صلة الخلف بموصول السلف"_ نزيل الحرمين ، وكان نزيل داره بدمشق ، وخير الدين ابن أحمد الرملي مفتي الحنفية بدمشق ، وغيرهم .
تولى نقابة الأشراف بدمشق مرات عديدة ، وتولى تدريس القيمرية البرانية .
قال المرادي في "سلك الدرر" ٦٧/٣ :
(( نقيب السادة الأشراف بدمشق ، الفاضل العالم العلامة الأديب البارع الصدر الرئيس الصنديد الأجل .
كان مائلاً إلى التنعم والدعة والرفاهيه ، وعنده من لطف الأخلاق ومحاسن الشيم وأدوات الظرف ما فاق به أهل زمانه .
وله شعر لطيف ، ونثر حسن ، وكان سمح اليد كثير البذل ، أبطأ عنه الشيب مع قوته ونشاطه وحسن خُلُقِهِ وخَلقه )) .
٢- محدث الشام الشيخ إسماعيل بن محمد الجراحي _نسبة إلى أبي عبيدة بن الجراح_ العجلوني (ت ١١٦٢هـ) رحمه الله تعالى .
ولد بعجلون سنة ١٠٨٧هـ ، وتوفي بدمشق سنة ١١٦٢هـ .
أخذ عن أبي المواهب الحنبلي ، والنجم الرملي ، وأجازه البصري ، والتاج القلعي ، وابن عقيلة ، وغيرهم .
قال المرادي في "سلك الدرر" ٢٥٩/١ :
(( الشيخ الإمام العالم الهمام الحجة الرحلة العمدة الورع العلامة .. له يد في العلوم لا سيما الحديث والعربية وغير ذلك مما يطول شرحه )) .
وقال عبدالحي الكتاني في "فهرس الفهارس" ٩٨/١ :
(( محدث الشام وعالمها الزاهد الورع العابد )) .
له : شرح صحيح البخاري سماه "الفيض الجاري" ، و"كشف الخفا والإلتباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس" ، و"الأوائل" ، وغيرها .
وله ثبت أسماه "حلية أحل الفضل والكمال باتصال الأسانيد بكمل الرجال" طبع مؤخراً ، وسيئتي الحديث عنه إن شاء الله تعالى .
٣- الشيخ عبدالله بن زين الدين بن أحمد ابن خليل البُصْرَوي الفرضي الشافعي (ت ١١٧٠هـ) رحمه الله تعالى .
ولد بإسطنبول سنة ١٠٩٧هـ ، وتوفي بدمشق سنة ١١٧٠هـ .
شارك العجلوني في عدد من شيوخه ، منهم :
إلياس الكردي ، وأبي المواهب الحنبلي ، وعبدالغني النابلسي ، وعبدالله بن سالم البصري ، وغيرهم .
قال عنه المرادي في "سلك الدرر" ٨٦/٣ :
(( العلامة الإمام اللوذعي الفاضل الكامل ، إدريسي العصر ، وفرضي الدهر ، وإخباري الزمان .. له في كل علم باع ، وفي كل فن اطلاع لاسيما الفرائض ؛ فإنه انفرد بها في وقته .. وكان أحد الشيوخ الذين تباهت بهم دمشق )) .
ثم قال : (( وكان عنده كتب كثيـرة معتبــرة جعلها للعارية ، لا يمسكها عن مستفيد . ولكن كانت فيه شائبة تعصب لمذهبه ، واعتراضات على مذهب غيره )) .
ثم قال : (( وتفرقت كتبه أيدي سبأ ، وضربتها يد الدهر )) .
قلت : وأكبر دليل على ذلك ، وجود مثل هذه النسخة في قرية صغيرة في الهند !
له : "جمان الدرر" في ترجمة الحافظ ابن حجر العسقلاني ، توجد النسخة التي بخط يده في دار الكتب المصرية ، انظر الفهرس ١٥١/٥ : (( نسخة في مجلد بقلم معتاد بخط المؤلف ، أتمها كتابة في شهر رمضان سنة ١١٦٠هـ )) .
وتاريخ ، قال عنه صاحب "سلك الدرر" ٨٧/٣ : (( وألف تاريخاً لأبناء العصر ، وأخفته ورثته بعد وفاته ، ولم يبن له أثر )) .
أ. شبيب العطية
مجموعة المخطوطات الإسلامية
@almaktutat