🖋 خزانة الأمير أزبك الأشرفي
وهذه الخزانة كانت آية في بابها، فقد كانت تحوي نسخة من كتاب الصحاح للإمام الحجة أبي نصر الجوهري في ثماني مجلدات بخط ياقوت المستعصمي، وعلى هوامشه التقييدات النافعة لأبي محمد بن بري، وأبي زكريا التبريزي، وهو من أعلى المصنفات عند ذوي البراعة وأغلاها
وهذا النسخة ظفر بها المرتضى الزبيدي في خزانة أزبك وعليها اعتمد في كتابه تاج العروس
وقد تعرضت هذه الخزانة لنكبات عدة يقول الببلاوي: "أخبرني ثقة رآها أنه كان فيها حجرة خاصة بكتب الفلك والميقات وأدواتها
وفي عنق مستخدمي ديوان عموم الأوقاف لعهد إسماعيل باشا وزر ضياع هذه المكتب وتشتتها إلى يوم القيامة
فقد أخلوا جامع أزبك هذا من كل ما فيه عند إرادة فتح شارع محمد علي، ونسوا المكتبة وتركوها وراء ظهورهم، كأنهم لا يعلمون
فلما هدم الجامع تشتت الكتب أوراقا بين الأنقاض، وأخذ أغلبها عمال الهدم، ولما انتشر هذا الخبر المحزن ووصل إلى مستخدمي ديوان الأوقاف أتو للم شعثها، فلم يدركوا منها غير القليل
واستمر ما بقي من هذه المكتبة مهملا غفلا لا عناية بها ولا التفات إليها إلى سنة 1265 هجرية، فحصر ديوان الأوقاف هذه المكتبة وغيرها، ورتب لها حافظين يعيرونها لمن يطلبها؛ ولكنه أساء إليها بتعيين هؤلاء الحافظين، فقد انتخبتهم من أفقر الخلق وأجهلهم، ورتب لهم مرتبات،
هي والعدم سواء فقد عهدت مثلا بكتبخانة مدرسة السلطان حسن، ومدرسة قايتباى، ومدرسة أزبك إلى شخص يدعى بابن السليماني، وكان فقيرا ساقط الأخلاق وجعلت له راتبا شهريا مقابل خدمة هذه المكتبات الثلاث، قدره خمسة وعشرون قرشا
ماذا صنع هذا الحافظ الذي لا رقيب عليه مع سقوط في أخلاقه وقلة في راتبه كان يبيع قصب السكر في مكان تحت سلم مدرسة السلطان حسن، وبجانبه جزء عظيم من كتب هذه المكاتب يبيعه لأشخاص ألفوا شراءها منه، فباع في زمن قليل شيئا كثيرا من نوادر الأسفار". مطبعة المعارف وأصدقاوها.
أ. أبو شذا محمود النحال
مجموعة المخطوطات الإسلامية
@almaktutat