[صدر حديثا] مراقي اللحاق برجال سيرة ابن إسحاق لفضيلة الأستاذ الدكتور عبد الرّزاق مرزوك
الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وبعد،
هذا الكتاب بيان لما يلزم المشتغلَ بتطبيق منهج النقد الحديثي على السيرة النبوية معرفتُه، ولا يسعه طرحُه بوجه.
وأحق مصنَّف بالتقديم في ذلك: سيرة الإمام أبي بكر محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي، الذي أجمع المحققون على أنه إمام أهل هذا الشأن والمقدم عليهم فيه، حتى قال الإمام الشافعي: (من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على ابن إسحاق).
فصنعتُ هذا الكتاب ليكون كالعلَم لمن صح عزمه على فحص مرويات ابن إسحاق، وسبر أسانيده، وتقليب أصول نقله، وكما لا يستغني السابر لأسانيد أمهات كتب الحديث عن كتب الرجال، كالكاشف والتقريب، فإن السابر لأسانيد السيرة بحاجة أيضا إلى مصنفات أفردت رجال السيرة بالكشف والإبراز، لا سيما وأن مروياتها عند ابن إسحاق من الكثرة بحيث تستدعي مصنفا مستقلا، بل من الرواة طبقات اشتهرت بنقل السيرة على جهة الإفراد؛ لا سبيل إلى تمييزهم إلا بذلك، وفوائد أخرى يكاشفها القارئ في محلها من هذا الكتاب.
وقد جعلته في فصلين:
أولهما: في بيان حال من روى عنهم ابن إسحاق، ليكون ذلك عونا لمن رام تجريد أسانيده، ومعرفة مراتب مروياته، واستخراج صحيح سيرته.
والثاني: في بيان حال الرواة عن ابن إسحاق من العدالة وأهلية النقل، ومراتب نسخهم التي رووا فيها السيرة عن ابن إسحاق.
ووراء ما اشتمل عليه هذا الكتاب شروط أخرى، تلزم المعتني بهذا الشأن، يخشى بذكرها التطويل، والإخلال بالقصد من هذا التأليف، عسى أن يتهيأ لها تصنيف آخر؛ يكون بتقييدها أخص، ويروق بإحصائها فيه النظم والرَّصّ.
والحمد لله لا موفق للخير سواه.
قيده عبد الرزاق بن محمد مرزوق
يوم الأحد السابع عشر من شعبان 1438 هج، الرابع عشر من مايو 2017 م.
بمراكش المحروسة.