حماية المعلومات العلمية بالتعمية على مصدرها أو تعمد افتعال خطأ لا يضر فيما تنشره
وهذا الأمر يساعدك كثيرا في الحفاظ على معلوماتك العلمية التي لم تسبق إليها سيما في عصر انتشار مواقع التواصل الاجتماعي فتجدك تدون المعلومة وبعد ذلك تجدها مطروقة في مواقع التواصل الاجتماعي دون عزوها إليك!
ومن أكثر الناس حماية لأفكاره هو العلامة مغلطاي فهو يعمي ويموه على المعلومة حفاظا عليها من السرقة هذا بجانب قصد تمرن الطالب بالنظر في أسماء المصنفين وكتبهم
لذا كتبه لم تكن لقمة سائغة لأي أحد والكثير يصرح بأنها ثقيلة على الطلبة ولم يرغب فيها أي أحد وهي بحق ثقيلة جدا ومرهقة في الوقوف على مصدر المعلومة لكنها ماتعة!
وهذا يخالف من يقول بأن ثقل كتبه وعدم انتشارها هو وقيعته في شيخه أبي الحجاج الزكي
فرغم كون الناس عيال في التراجم على كتاب المزي إلا أن من يقارن بين تهذيب الكمال وإكمال مغلطاي يشعر بفرق كبير ويقف على الكثير من أقوال الجرح والتعديل التي فاتت المزي بل تعلم حقيقة قول مغلطاي بأنه لو أقسم بأن المزي لم يكن لديه التاريخ الكبير للبخاري وثقات ابن حبان حال تأليف تهذيب الكمال وأنه يعتمد على تاريخ البخاري فيما نقله ابن عساكر وغيره لم يحنث وقد صدق فثم معلومات هامة ويغفلها المزي أثناء نقله من تاريخ البخاري أو ثقات ابن حبان تتعلق بجرح وتعديل أو تواريخ وفيات
وتجد مغلطاي يقول قال أبو محمد الفارسي ويعني ابن حزم
قال أبو عيسى البوغي أو قال البوغي ويعني الترمذي
ويقول ذكره السمرقندي في صحيحه ويعني الدارمي
ويقول قال أبو محمد الأزدي ويعني عبد الغني المصري
وقال أبو حاتم البستي ويعني ابن حبان
وقال العصفري ويعني خليفة بن خياط
وقال كاتب الواقدي ويعني محمد بن سعد صاحب الطبقات الكبير
وقال ابن البيع ويعني أبا عبدالله الحاكم صاحب المستدرك
وقال الحاكم في تاريخ بلده ويعني تاريخ نيسابور
وقال أثير الدين النفزي ويعني شيخه أبا حيان اﻷندلسي. إلى غير ذلك
ويتعمد افتعال بعض الأخطاء التي لا تضر والأصل عنده أنه يكتب على قاعدة أن الناس لا تقرأ وإذا قرأت لا تدقق في المكتوب لذلك تجده يجازف في ذكر العديد من المعلومات
والحافظ ابن حجر قد استفاد من كتب مغلطاي أيما إفادة وكتاب تهذيب التهذيب لابن حجر ما هو إلا جمع بين تهذيب الكمال للمزي وإكمال تهذيب الكمال لمغلطاي وصرح الحافظ بذلك في مقدمة كتابه تعجيل المنفعة ورغم أنه نص على ذلك بمقدمة تهذيب التهذيب إلا أن نصه في التعجيل أصرح بكثير
وتجده في تهذيب التهذيب يسوق جل كلام مغلطاي دون عزوه إليه إلا أنه في مواضع كثيرة صرح بنقل فوائد عن مغلطاي ونص أنه نقلها من خط مغلطاي لأنه لم يجد سبيلا غير ذلك لأن مغلطاي موه بالمصدر الأصلي للمعلومة ويحضرني غير ما مثال!
بل أكاد أجزم بفقدان بعض أجزاء إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي لدى الحافظ ابن حجر دل على ذلك ضعف بعض المادة العلمية بتهذيب التهذيب لابن حجر
وثم فائدة عظيمة في تهذيب التهذيب وهي أن عماد ابن حجر في كتاب مغلطاي على مبيضة المؤلف فتقف على أقوال لمغلطاي نسبها له ابن حجر في تهذيب التهذيب لا تجدها في إكمال مغلطاي والسبب أن قسم كبير من كتاب مغلطاي وصلنا منه المسودة ومغلطاي معروف بكثرة الاضافات فيما يصنف
وكذا السيوطي والسخاوي انتهجا نفس النهج سيما في تدريب الراوي وفتح المغيث ومن يطالعهما يقف على ذلك بل فيهما عبارات أشبه بالطلسم
وفي فتح المغيث للسخاوي أخطاء لكنها لا تضر وقفت على العديد منها ووجدتها ذكرها على الصواب في الضوء اللامع
بل ربما وجدت الإجابة على سؤالي الذي طرحته على متخصصين كثر في وجود بعض الهنات فيما كتبه ابن حجر بخطه رغم أن هذا الخطأ لا يخفى على إمام مثل الحافظ لأن في حافظته آلاف من أسماء الرواة
والسيوطي في كتابه الخصائص النبوية افتعل ذلك وكان يتحدى سارق كتاب الخصائص أنه لا يعرف مصدر المعلومة وأن السيوطي اقتبسها من مصادر لم يره السارق حتى اليوم ولا في النوم.
أ. أبو شذا محمود النحال
مجموعة المخطوطات الإسلامية