(المعيار المعرب) للونشريسي
من كتب الفتوى التي ضمت غرائب النقول كتاب (المعيار) للونشريسي؛ وهو كتاب حافل في الفتوى على مذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، وأفاد فيه مؤلفه من مئات الدواوين والمصنفات على اختلاف فنونها؛ وأغمض ما فيه علم التاريخ ومتعلقاته، ففيه نوادر لا توجد بغيره، كخبر الإمام عباد بن سرحان في رحلته، والجفوة التي وقعت بين أبي علي الصدفي وابن فتوح الميورقي صاحب ابن حزم الفارسي، وفي خبر المصنفات نقله من (شرح أوائل الأدلة) للأستاذ أبي بكر بن فورك الأصبهاني المتكلم، فهو الكتاب الوحيد الذي ذكره له، وكذلك (جوابات) القاضي عياض، لا تعرف في ديوان آخر غيره، وغيرها كثير، وكان الفقيه العلامة الإمام سيدي عبد السلام بن محمد السايح الرباطي يرغب في استخراج مسائله التاريخية وجعلها في تصنيف مفرد، وهو مما يخدم تاريخ العلم والعلماء بالمغرب والأندلس، ومع أهمية (المعيار) إلا أنه لم يخدم الخدمة المثلى التي يستحقها، فباستثناء طبعته الحجرية؛ التي صارت أعز من الكبريت الأحمر، تشيع في طبعاته الأسقاط والتصحيفات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
مجموعة المخطوطات الإسلامية