حوار حول كتاب: "مشكاة الأنوار في لطائف الأخبار" في الموعظة، وخطأ نسبته للغزالي ت: 505 هـ
ضياء الدين جعرير:
قال حاجي خليفة: "مشكاة الأنوار، في لطائف الأخبار
في الموعظة.للإمام، حجة الإسلام، أبي حامد: محمد بن محمد الغزالي.
هي: ليست للغزالي، بل لواحد من المتأخرين، ينقل عن: الغزالي.
ملكتها، وطالعتها.
المتوفى: سنة 505، خمس وخمسمائة.
قال: انكشفت لأرباب القلوب، أن لا وصول إلى السعادة للإنسان، إلا بإخلاص العلم والعمل للرحمن، فسنح في خاطري، أن أجمع: كتابا جامعا لجميع أشياء من: آيات القرآن العظيم، وسنن الرسول - عليه الصلاة والسلام -، وكلمات الأولياء، ونكت المشايخ - رحمهم الله تعالى -، وحكم أهل العرفان.
وأخذت من كل ما يشوق القلب إلى الله - سبحانه وتعالى - وطاعته، ويقطع لذة النفس عن الدنيا وشهواتها، ويرغبها في الآخرة ودرجاتها.
وحصرت مقصوده في: ثمانية وأربعين بابا.
أوله: (الحمد لله الذي نور قلوب أوليائه بأنوار معرفته ... الخ) ." اهـ (الكشف: 2/ 1693).
ونُسِبت نسخه الثلاثة التي بمكتبة الغازي خسروبك بسراييفو البوسنة في الفهرس البوسنوي وبطاقات المخطوطة المرفقة مع المخطوطات إلى الغزالي، وأرقامها في الغازي: 5656/6394/1709.
ومما يُؤيّد أنّ الكتاب المذكور لأحد المتأخرين وليس للغزالي، نقله عن المشارق للصاغاني -أو الصغاني- المتوفى سنة: 650، والغزالي توفي سنة 505، وبعده بقليل قال: "وقال حجة الإسلام الإمام الغزالي" اهـ، ويبدو أنّ نسبة الكتاب للغزالي كانت من إكثاره من النقل عنه رحمه الله.
اليامين قندوز: زادكم الله توفيقا أخي الشيخ ضياء
لعل منشأ الوهم التشابه في العنوان بكتاب الغزالي الآخر (مشكاة الأنوار ومصفاة الأسرار)، وهذا الأخير مطبوع متداول ومنه نسخة نفيسة كتبت قبل ٦٥٧ هج محفوظة ضمن مجموع له بإحدى الخزائن الجزائرية.ضياء الدين جعرير: صدقت شيخ اليامين، الأمر كما يبدو من المخطوط هو كما قلتم، فالتشابه ظاهر في الشطر الأول من العنوان، وزاد عليه ما ذكرتُ فوق من نقله عن الغزالي فكان الذي كان، أفدتني كثيرًا، وسأسجل فائدتك منسوبة إليك في بطاقة الفهرسة، شكرا لك.
د. عامر حسن صبري: أظن أن الكتاب نسب إلى ابن عربي الحاتمي الطائي الصوفي، وإذا ثبت أنه ينقل عن الصاغاني فهذا ينفي نسبته ألى ابن عربي.
د. عبد السميع الأنيس: سمعت الشيخ شعيب الأرنؤوط رحمه الله تعالى يقول: مشكاة الأنوار فيه طامات..
(قلت -ضياء-: لعل المقصود كتاب الغزالي الذي ذكره سابقا الأخ اليامين، وقد حذر منه شيخ الإسلام في مواضع عدّة).
د. خالد مرغوب: نعم مشكاة الأنوار نعوذ بالله فيه مادة القول بالوحدة.
مشهور آل سلمان: مشكاة الانوار عبارة عن أحاديث الهية مسندة فالطامات في عدم صحتها، وهو في كتابي كتب حذر منها العلماء.
يوسف الأوزبكي المقدسي: مشايخنا الكرام
هل هو في تفسير آية سورة النور؟
ضياء الدين جعرير: لا أخي العزيز، هو في الوعظ.
قال شيخ الإسلام كما في المجموع: 4/66 "وقد حكي عنه من القول بمذاهب الباطنية ما يوجد تصديق ذلك في كتبه. ورد عليه أبو عبد الله المازري في كتاب أفرده ورد عليه أبو بكر الطرطوشي ورد عليه أبو الحسن المرغيناني رفيقه رد عليه كلامه في مشكاة الأنوار ونحوه ورد عليه الشيخ أبو البيان والشيخ أبو عمرو بن الصلاح وحذر من كلامه في ذلك هو وأبو زكريا النواوي وغيرهما ورد عليه ابن عقيل وابن الجوزي وأبو محمد المقدسي وغيرهم." اهـ.
ومن مطالعتي لبعض كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع يبدو أنّه يتكلّم عن كتاب الغزالي رحمه الله، لا عن مشكاة الأنوار الذي هو لبعض المتأخرين كما قال حاجي خليفة المتوفى في القرن الحادي عشر.
عبد العزيز سعيداني: حبذا لو حرر مشايخنا محل النزاع،
فقد تحصل أن كتابين منسوبان للغزالي:
الأول: مشكاة الأنوار ومصفاة الأسرار.
حققه د عفيفي، أجاب فيه الغزالي من سأله عن قوله تعالى(الله نور السموات والأرض) الٱية، ونظائرها.
والثاني:مشكاة الأنوار في لطائف الأخبار في المواعظ، منسوب للغزالي، وهو الذي تكلم عنه كشف الظنون.
ويظهر أنه الذي قصده الأستاذ ضياء.
ضياء الدين جعرير: وهو كذلك أخي العزيز عبد العزيز.
مجموعة المخطوطات الإسلامية