حول طبعة د. محمد عوامة لكتاب المدخل للبيهقي
كتاب المدخل للبيهقي يعد من أهم الكتب في بابه بل لا أبالغ إن قلت هو أهمها وفيه من النصوص ما لا نجدها في الكتب الأخرى كالجامع والكفاية للخطيب وجامع بيان العلم لابن عبد البر وغيرها وقد أجاد المحقق الفاضل محمد عوامة في تحقيقه وضبطه وأثبت النص صحيحا وهو بهذا أدى ما عليه من التحقيق العلمي، ولكن وجدت أنّه قصّر في باب الدراسة وما في الكتاب من مزايا، مع ذكر موارد المصنّف في كتابه واعتماده على مصادر مفقودة أو وصلت إلينا ناقصة ككتاب المعرفة والتّاريخ وكتب أخرى للشّافعي وكتب أخرى للحاكم بل وجدت نصوصًا عن مسلم لم أجدها في التمييز ولا في غيره ووجدت أيضا نصوصًا عن البخاري لم أجدها في التّاريخ الكبير ولا في غيره، وهناك مصادر أخرى نقل منها فلو أن العلّامة المحقق الشيخ محمد عوامة أظهرها لأسدى للباحثين فائدة جد مفيدة.
كما أنّي وجدت المحقق قصّر جدًا في الفهارس وكأنه كان عجلا في إخراج الكتاب، فلو أنّه خدم الكتاب بفهارس فنية تفصيلية لقدّم لطلبة العلم خدمة كبيرة بل تجد في طبعة الأعظمي النّاقصة فهرسة أفضل من فهرسة الطبعة الكاملة.والشكر موصول للشيخ الفاضل محمد عوامة على إخراج هذا الكنز الدّفين من كتب علوم الحديث الأساسية.
د. عامر حسن صبري
مجموعة المخطوطات الإسلامية