من المخطوطات التي بقيت زمانا لا يعلم صاحبها، حتى كشف أمرها وأبان عنها الأستاذ البحاثة سيدي عبد العزيز الساوري خبير المخطوطات والوثائق بوزارة الثقافة؛ والكتاب هو قطعة من فهرسة ابن عبيد الله الحجري السبتي ت 591 هج، أحد أساطين الرواية والحديث ببلاد المغرب والأندلس، لقي أعلاما جلة، منهم الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي، وابن شريح، وغيرهما، وفي الورقات المتبقية منها بيان لنفائس من كتب الأندلسيين التي كان يرويها، وفيها فوائد منقولة من مجالس السماع القرطبية، كفوائد شيخ أهل الحديث ببلاد الأندلس أبي علي الغساني، وفيها تفصيلات مهمة لاختلاف الرواة لكتب السنة، وبيان بمواضع القراءة والسماع، واعتنى أستاذنا الساوري في طرره على الكتاب بإيراد كل نفيسة ونادرة، مع ضبط الأعلام، وتتبع مصادر ترجمتها؛ المخطوطة والمطبوعة، ثم أتحف الباحثين بجريدة لمصادره المخطوطة؛ وفيها عجائب الأعلاق، مما لم نسمع به من قبل، ولم ينس أستاذنا شيخه وشيخ شيوخنا الفقيه العلامة سيدي محمد المنوني -رحمه الله-؛ فأهدى الكتاب له، وجعله برسمه، حفظا لفضله، وبيانا لأثره، والكتاب سيكون قريبا بالمغرب، أعان الإخوة في دار الحديث الكتانية على ما فيه نفع للعلم وطالبيه.