نفائس مؤلفات الحنابلة بتشستربتي بدبلن، وبرنستون بأمريكا:
أفاد الشيخ نظام يعقوبي في محاضرته: "تجربتي ورحلتي مع المخطوط" أن جامعة برنستون بأمريكا هي أكبر مركز لحفظ المخطوطات العربية، وقد كتبت فيها رسائل ماجستير ودكتوراه لا تعد ولا تحصى، ومعظم هذه المكتبة حنبلية ودمشقية، لأنها كانت من جمع مستشرق يهودي اسمه يهودا؛ ويهودا هذا كان في أواخر القرن التاسع عشر أو أوائل القرن العشرين الميلادي، كان عالما محققا، يتقن عددا من اللغات الشرقية، فكان يرحل ومعه مال، اشترى مخطوطات خاصة من دمشق؛ أنفس مخطوطات الحنابلة آل الشطي، آل ضياء الدين المقدسي، وغيرها، وأكثرها كانت أوقاف كان بعض الناس يسرقونها فيبيعونها أو تتلف أو كذا، فقسمها وباعها على دفعات، باع قسمًا منها على مكتبة تشستربتي، وهذه النفائس التي تجدونها في تسشتربتي بدبلن كلها منها، وقسمًا آخر باعه على دفعتين على جامعة برنستون، وقسمًا رابعا باعه على جامعة ليدن بهولاندا، فتفرقت هذه الكتب، وكثيرا منها بخطوط مؤلفيها". إلى آخر كلامه حفظه الله.
ومن نفائس ما وقفت عليه من مؤلفات الحنابلة بمكتبة تشستربتي بدبلن (3351) : السفر الخامس من كتاب التحقيق والشرح والتوضيح لألفاظ متوالية من الجامع الصحيح، بخط مؤلفه محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الصالحي المقدسي الأصل أبي عبد الله المعروف باين المحب. وهو مما وقفه بجامع المظفري جامع الحنابلة بصاليحة دمشق المحروسة، وقد وقف عليه غير واحد منهم ابن طولون كما في القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية (1/ 571). وعليه نص وقفية تفيد أن مما وقفه أيضًا نسخة من صحيح البخاري بخط الواقف ابن المحب، وهذه نص الوقفية: الحمد لله رب العالمين حق حمده هذا ما وقفه وما قبله مؤلفه ومالكه وكاتبه محمد بن محمد بن محمد بن المحب على نفسه أيام حياته ثم من بعده على من ينتفع به من المسلمين وجعل مقره بخزانة الربعة الشريفة بالجامع المظفري جامع الحنابلة بصالحية دمشق المحروسة رحم الله تعالى واقفه مع نسخة صحيح البخاري التي وقفتُها ووضعتها فيها أيضا وهي عشرة أسفار قطع نصف البلدي وهي بخط كاتبه الواقف لها أيضا ومن شرطه أن يكون خازن الجميع خازن الربعة وخادمها الذي يفرقها ويجمعها أيام الجمع في الجامع المذكور وهو المتحر له أيضا ومن شرطه أيضا أن لا يخرج من الجميع شيئا على خارج الجامع المذكور إلا أن يكون المستعير منه من [عصبات] الواقف فيعطى منه الجزء الذي هو محتاج إليه لا غير ولا يترك عنده أكثر من ثلاثة أشهر إن كان يريد أن ينسخه وشهر واحد إن كان يريد أن يطالعه وإذا أعاد منه شيئا وطلب غيره فإنه يعطى اللهم إلا أن يكون مممن يخشى معرّته فيخاف على الكتاب أن ينخرم منه فلا يعطى منه شيئا إلا برهن وثيق يحرر قيمته ثلث مراتٍ لو أنه كان ملكا وبذلك وضع الواقف المذكور أعلاه خطه في عاشر شهر الله المحرم سنة ست وعشرين وثمانمائة أحسن الله تقضها في خير وعافية آمين وهو حسبنا ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم إلى يوم الدين.
أبو شذا محمود النحال
مجموعة المخطوطات الإسلامية
almaktutat@
الثلاثاء 24 ذي القعدة 1436