وقفة مع محاضرة معرفة خطوط الأعلام في المخطوطات العربية، للدكتور محمد السريع
وتعليق الأستاذ محمد على الوقفة
وتعليق الأستاذ محمد على الوقفة
حقيقة سمعت المحاضرة غير ما مرة
والذي يظهر لي من المحاضرة أن أهم قرينة للدلالة على خط العلم هي مقارنة نموذج خطه بنماذج عديدة
وهذا مشكل في بعض القيود التي وصلتنا بخطوط الأعلام سيما قيود السماع فبعضها يكون فريدا ولا يتجاوز سطر وربما كلمات
وصراحة المحاضرة لم يكن بها تعمق على غير المعهود من كتابات سعادة الدكتور السريع
والقرينة التي ذكرها في كون كنى مسلم بغير خط الدارقطني وهي التغاير بين خط العنوان وبقية نص النسخة غير كافية بمرة سيما فهناك التنصيص من العلامة مغلطاي وكذا من ابن حجر الذي ذكر في غير ما موضع بعض الكتب التي بخط الدارقطني
وهناك قرائن أخرى على ظهرية النسخة منها اجتماع خطوط وسماعات تلاميذ الدارقطني!
لكن نسب فضيلته القول بأنها بخط الدارقطني لبعض الباحثين دون التطرق لنص مغلطاي وغيره
ولا أدل من كون النسخة بخط الدارقطني من صنيع ابن حجر في كتابة بعض عناوين مؤلفاته أو مؤلفات تلميذه الخيضري مع كون الفرق بين الخطين كبير أعني ما كتبه ابن حجر من عناوين مؤلفاته وما كتبه من نصوص كتبه
وسعادته جزم بكون تهذيب الكمال للمزي نسخة باريس بخط مؤلفه المزي مع أنها مبتورة لكون فضيلته وقف على غير نموذج من خط المزي وقارن بين الخطين
فكذا الحافظ ابن حجر وقف على أكثر من نموذج من خط الدارقطني لذا ما جزم به ابن حجر قرينة قوية وأقوى منها ما على النسخة وهو: سماع منه لعلي بن عمر نفعه الله...
بل خط الدارقطني يوجد بمجاميع العمرية التي لسعادته عمل عليها فقد سبق وجردها
وذكر العش جزء بخط الدارقطني من وقف الضيائية
بل غير مستبعد أن تكون طرر مجروحين ابن حبان نسخة آيا بخط الدارقطني
وقد تحمل سائر مصنفات ابن حبان بالإجازة العامة أعني الدارقطني
وهناك مادة ضخمة جدا في كتابات الحافظ الذهبي تفيد في تحديد خطوط الأعلام فما من خط وقف عليه الذهبي إلا ووصفه بدقة عالية سواء من ناحية ضربة القلم أو الاعتماد عليه في النقل وهل كاتبه من أهل الضبط أو من أهل التصحيف والتحريف
وهناك كتابات عديدة حول تحديد خطوط الأعلام لبعض المعاصرين لم يتطرق لها
فضيلته من كتابات العلامة مطاع الطرابيشي في مقدمة كنى مسلم
كما أنه من أهم جوانب الدلالة على خط العلم ما يرد على ظهرية النسخة: سماع منه لفلان
فالمعلوم عن النسخ التي بخط كبار الأعلام عدم تقييد أسمائهم بحرد المتن
وهذا يظهر بوضوح في سائر النسخ التي وصلتنا بخطوط الأعلام
ويظهر أيضا في إتحاف السالك لابن ناصر نسخة الدرديري التي ذكرت في المحاضرة ؛ وعلى ظهريته سماع لكاتبه محمد... الخيضري
وقوله سماع منه لفلان يظهر بوضوح في الكثير من النسخ التي جزم بها مغلطاي بأنها بخطوط الأعلام فكان يقول بخط وسماع فلان
كنسخة طبقات خليفة التي بخط ابن الحذاء وقرأها على أشياخه
وهذا صنيع ابن ناصر الدين الدمشقي سيما في نسخة العلل عن أحمد رواية ابنه عبد الله المحفوظة في آيا صوفيا فقد جزم بأن أجزاء منها بخط بخبخ وابن الفرات وليس لها حرد متن أصلا بل يستند لعتاقة النسخة وقول الكتاب: سماع منه لفلان..
وكذا صنيع السبكي عبد الكافي في نسخة سنن الدارقطني التي بخط تلميذه ابن الحارث الفقيه وقد اعتمد على كونها بخطه بعبارة سماع منه لأحمد بن الحارث..
وهذا طرائق غير ما واحد من العلماء للدلالة على كون النسخة بخط علم من الأعلام
بل غالب ما وصلنا من مؤلفات الخطيب البغدادي التي بخطه عليها عبارة لأحمد بن علي بن ثابت نفعه الله بالعلم وخطه مطابق تماما لما وصفه به الذهبي
وهناك غير ما مخطوط وصلنا بخط الخطيب مثل كتاب الغريب هذا بجانب قيود السماع التي بخطه مثل قيد سماع موطأ مالك رواية ابن بكير الذي بالظاهرية
حتى نسخة السنن لأبي داود الموجودة في مجموعة دار الافتاء بالسعودية جزم غير واحد من العلماء أنها بخط الملك المحسن لوجود عبارة سماع منه
منهم ابن حجر وابن الحسامي الدمياطي
وقال مطاع إذا وجدت عبارة سماع منه لفلان وكان الخط مشابها لخط بقية النسخة جزم بأنها بخط السامع
وغالب قيود السماع التي على ظهر النسخ والأجزاء المسموعة تكون قريبة مثل هذه العبارات سماع فلان قراءة فلان نسخه فلان فيستدل بذلك على أن القيد بخطه
وحتى بعض الأجزاء التي بخط السلفي تحمل هذه العبارة
وكذا الكثير من الأجزاء التي بخط الضياء المقدسي
بل حتى بعض الأجزاء التي بخط يوسف بن خليل الدمشقي وهو من أساطين المسمعين
والله أعلم.
أ. أبو شذا محمود النحال
مجموعة المخطوطات الإسلامية
أ. محمد السريّع
مجموعة المخطوطات الإسلامية
تعليق الأستاذ محمّد:
بارك الله في حبيبنا الشيخ محمود النحال على ما تفضل به، وعلى جده واجتهاده
وأرجو أن يكون كلامه حافزا للمشايخ الفضلاء إلى استماع الورقة، وإفادتي برأيهم وملحوظاتهم وزياداتهم
وهذا خير ما يتحصّل لي من نشر تسجيل الورقة، فأصلها عندي في كتاب متوسط، مليء بالنقولات البكر الموثقة، والتقعيدات والاستثناءات والتنبيهات، والنماذج والتعقبات، مما لا يسعف وقت مثل هذه الندوة (وليس المحاضرة) لإيراد حتى نتف يسيرة منه
وسأسعى في نشر الكتاب قريبا -بإذن الله-، مستفيدا من كل إضافة ونقد وتعقب، وإن لم أتفق معه
وأرجو أن يحصل لي بذلك شرف فتح هذا الباب من علم المخطوط العربي، وابتكار الكتابة الخاصة فيه، والحمد لله وحده
وبخصوص كلام حبيبنا أبي شذا، فلست أرى داعيا للإطالة في مناقشته، مع أن للمناقشة في أكثره مدخلا، وشطره استدراكٌ لما هو موجود في الورقة وأصلها لا وجه لاستدراكه
فقط أؤكد على ما كان واضحا في الورقة، وهو أن ما ذكرتُه فيها وجه واحد من أوجه الكلام على نسخة "الأسامي والكنى" لمسلم، وهو وجه قوي لم أر عنه جوابا معتبرا، ولم يخفَ عليّ ما سواه، وكله موجود في المقالة التي أشرت إليها
وأُحبّ من الشيخ محمود أن "يتعمق" في هذا الباب، فهو سريع القول فيه، ومولع بخط الدارقطني خصوصا، حتى نَسب إليه مرارا ما "يستحيل" أن تكون كتبته يد واحدة
وجزاكم الله خيرا
مجموعة المخطوطات الإسلامية