الأعداد الكاملة للنشرة الشهرية لمجموعة المخطوطات الإسلامية رابط متجدد

الأعداد الكاملة للنشرة الشهرية لـ (مجموعة المخطوطات الإسلامية) [رابط متجدد]

الأعداد الكاملة لـلنشرة الشهرية لـ (مجموعة المخطوطات الإسلامية) @almaktutat رابط متجدد https://mega.nz/#F!JugA2KDT!4nTvCdymnFy...

الثلاثاء، 18 أبريل 2017

• خطوط ، وإجازات ، وأثبات ، وسماعات ، وتملكات .. (٤٩)

• خطوط ، وإجازات ، وأثبات ، وسماعات ، وتملكات .. (٤٩)

( مجموع نفيس عليه تملك المظفري رحمه الله تعالى ، وابن التلاميذ التركزي رحمه الله تعالى )

هذا المجموع دلّني عليه الشيخ الفاضل صالح الأزهري خبير المخطوطات بدار الكتب المصرية جزاه الله خيراً ؛ إذ كان يحوي تملكاً للمظفري رحمه الله تعالى .
ومنذ ذلك الحين وأنا في طلبه إلى أن أظفرني الله به ، فله الحمد والمنة .
وهذا المجموع محفوظ في دار الكتب المصرية ، برقم [٤ / عروض ش] ، ضمن مكتبة العــــلامة اللغوي محمد محمود بن التلاميذ التركزي الشنقيطي ، ويحتوي على عدة رسائل لابن القطاع الصقلي رحمه الله تعالى ، وهي :
١- كتاب فيه العروض والمهملات والقوافي .
٢- مختصر في مهملات الدوائر .
٣- المختصر الشافي في علم القوافي .
٤- أبيات المعاياة وشرحها .
٥- وفيه باب اختصار الزِّحاف .
٦- وفِي الأخير شرح لامية الأفعال ، نظم جمال الدين ابن مالك ، شرح ابنه بدر الدين .
وهو بخط جميل ، وعليه بعض تعليقات ابن التلاميذ التركزي .

وعلى طرته كتب المظفري رحمه الله تعالى :
(( هو وما قبله في نوبة كاتبه محمد المظفري )) .

وكتب في الأسفل ابن التلاميذ رحمه الله تعالى :
(( ملكه بفضل ربه وكرمه محمد محمود بن التلاميـد التركزي ، ثم وقفه على عصبته بعده وقفاً مؤبد ، فمن بدّله فإثمه عليه ، وكتبه محمد محمود غرة المحرم سنة ١٢٨٨ )) .

وابن التلاميذ ، هو :
العــــلامة اللغوي الرحالة محمد بن محمود بن أحمد بن محمد التركزي الشنقيطي ، اشتهر بمحمد محمود بن التلاميد ، بالدال ، وهو تصحيف التلاميذ ، وهو لقب غلب على أبيه إذ كان يدرّس تلاميذه في خيمة فدرج الناس على تسميتها بخيمة التلاميد ، ثم أطلق الاسم على الوالد ، ومن ثم على عقبه .
وتركز اسم قبيلته ، وهو مشتق من جدهم عبدالرحمن الركاز ، وهي قبيلة موريتانية مشهورة .
ولد محمد محمود بن التلاميذ في ضواحي أشرَمْ بمنطقة تكانت في وسط موريتانيا سنة ١٢٤٥هـ ، وقيل : سنة ١٢٣٢هـ .

وحفظ القرآن في سن مبكرة ، وأخذ مبادئ الفقه واللغة على والده وبعض أفراد أسرته ، ثم أخذ العلم عن الشيخ اللغوي عبدالوهاب بن أكْتَوَشْني المشهور باجْدُودْ العلوي (ت ١٢٨٩هـ) ، وتخرج عليه ، وشيخه هذا من أئمة اللغة في بلاد شنقيط ، فقد أخذ عن اللغوي الماهر بُلا بن مَكْبَدْ الشقروي (ت ١٢٧٣هـ) ، وهو بدوره أخذ عن شيخ النحاة الشناقطة المختار بن بُونَا الجكني (ت ١٢٢٠هـ) ، وتعد هذه المدرسة النحوية أهم مدرسة في بلاد شنقيط ، ولها تأثير كبير على نحاة شنقيط بمن فيهم ابن التلاميذ .
وذكر العلوي في كتابه "الوسيط في تراجم أدباء شنقيط" : أن ابن التلاميذ أخذ الحديث عن ابن الأعمش الجكني صاحب المحظرة الكبيرة في تيندوف بالجزائر .
وقد وصفه تلميذه أحمد حسن الزيات في مقاله "كيف عرفت الشنقيطي" ، فقال :
(( هيكل ضئيل ، وبدن نحيل ، ووجه ضامر ، ولون أخضر ، وصوت خفيض ، فمن يره أول مرة لا يصدق أن هذا الجرم الصغير قد جاب البر والبحر ، وطاف الشرق والغرب ، وكافح الأنداد والخصوم ، ووعى صدره الضيق معاجم اللغة وصحاح السنة ودواوين الشعراء وعلم الأدب .
وكان يلبس قفطاناً أبيض من القطن ، ويرتدي جبة دكناء من الصوف ، ويعتم عمامة مكية قد أرخى لها عذبة على ظهره )) .
وتميز ابن التلاميذ بحفظه وقوة ذاكرته ، كما قال الزيات : (( آية من آيات الله في حفظ اللغة والحديث والشعر والأخبار والأمثال والأنساب ، لا يند عن ذهنه من كل أولئك نص ولا سند ولا رواية )) .
وقال طه حسين في كتابه "الأيام" :
(( كان أولئك الطلبة الكبار يتحدثون بأنهم لم يروا ضريباً للشيخ الشنقيطي في حفظ اللغة ورواية الحديث سنداً ومتناً عن ظهر قلب .. كانوا يذكرون له مكتبة غنية بالمخطوط والمطبوع في مصر وفِي أوروبا ، وأنه لا يقنع بهذه المكتبة وإنما ينفق أكثر وقته في دار الكتب قارئاً أو ناسخاً )) .
وكان ابن التلاميذ رحمه الله تعالى حادّ الطبع ، قوي العارضة ، جوابه حاضر ، ودليله مقنع مفحم ، ولسانه سليط ، وهذه كلها صفات طبعت شخصيته وأثرت في علاقاته ، وكثّرت أعداءه .
ومن الأمثلة على ذلك :
 أنه لما طار صيته ، استقدمه السلطان عبدالحميد الثاني ، فرحل إلى تركيا ، وكلفه السلطان سنة ١٣٠٤هـ بمهمة علمية ، وهي رحلة إلى إسبانيا ، وباريس ، ولندن من أجل تسجيل فهرس للمخطوطات العربية الموجودة في تلك الأماكن ، ليوضع في مكتبة الآستانة ، وقد شرط ابن التلاميذ شروطاً ، ولما لم يلب الباب العالي تلك الشروط ؛ فإن ابن التلاميذ لم يسلّم نسخة الفهرس التي جاء بها من رحلته احتجاجاً على رفض البلاط مطلبه !
وعندما دُعي سنة ١٣٠٦هـ من لدن المجمع العلمي السويدي بإستوكهولم ، وهو مجمع تحت رعاية الملك أُسكار الثاني ، وطُلِب منه إنشاء قصيدة في كدح أسكار الثاني ملك السويد ؛ أنجز الطلب ، ولكنه اشترط على الباب العالي من جديد إنجاز وعوده السابقة التي لم تلب لكي يتسنى له الذهاب إلى استوكهولم ، فامتنع الباب العالي من جديد ، وغضب عليه السلطان ، وأمره بالسفر إلى المدينة !
والقصيدة التي أنشأها ابن التلاميذ ، أوردها في كتابه "الحماسة السنية" ، وهي طنانة تبلغ مائتين وستة أبيات ، ومطلعها :
ألا طرقت ميٌّ فتىً مطلع النجم
                  غريباً عن الأوطان في أُمَم العجـمِ
فتىً من مُصاص العرب قد جاء شاكياً
                   تعدّيَ أهل الجور والظلم والهضـمِ
وبعد المقدمة الغزلية ، يقول :
فقالت ودمع العين يحدر كحلها
                    على حرّ وجه لا دميم ولا جهمِ
أأنت الذي اختارتك من أهل طيبة
                 ملوك السويد في مجادلها الشمِّ
فرامت من السلطان بعثك وافداً
           عليهم خصوصاً أجل مجمعها العلمي
فكان من السلطان أمرُك بعدما
              شرطت أموراً لم تصادف أولي عزمِ
وفيها يقول فاخراً :
أنا المغربي المشرقي حمية
              أذب عن القطرين بالسيف والسهمِ
بسيف لسانٍ يفلق الصخر غربُهُ
               وسهم بنان صائبٍ ثُغـــرة المرمـي
ثم يذكر في القصيدة بعد ذلك استنباطاته في مجال اللغة وتخطيئاته للعلماء ، ويذكر مشاهير النحاة الذين لم يقفوا على استنباطاته رغم تقدمهم عليه وتأخره عنهم .
ثم ينعى نفسه ، ويقول : إنه لن يبكي عليه بعد موته سوى الكتب وصديقه محمد عبده ، الكتب التي باشر تصحيحها وتولى نشرها : كالمخصص لابن سيده ، والقاموس المحيط للفيروزآبادي :
تذكرت من يبكي علي فلم أجد
               سوى كتبٍ تختان بعدي أو علمي
وغير الفتى المفتي محمد عبده الصـ
               ـديق الصدوق الصادق الود والكلم
سيبكي علي العلم والكتب بعدما
                وضعت على أعناق أوهامها وسمي
مُخَصّصها المطبوع يشهد مفصحاً
         بما حاز من ضبطي الصحيح ومن رمّي
وقاموسها المشهور يشهد في الضحى
                بذاك وفِي بيض الليالي وفِي الدهمِ

وأما معاركه وقدحه بأقرانه كـ : أحمد البرزنجي ، وصالح الوتري ، وعبدالجليل براده في المدينة ، والبنبلي في تونس ، وحمزة فتح الله ، وسليم البشري ، وعبدالكريم بن سلمان في القاهرة ؛ فقد كانت عنيفة ، ولا تلتزم الوقار والهيبة ، بل تعبّر عن عداء سافر وجفوة متأصلة ، وكتاب "الحماسة السنية في الرحلة العلمية" أهم مصدر تناول هذه المعارك .

وكانت له عناية بالكتب وجمعها ، وقد ضُمّت مكتبته إلى دار الكتب المصرية ، ولها جناح خاص ، وهي تحتوي على نفائس المخطوطات في شتى فنون المعرفة ، وتم فهرستها ضمن الفهارس الثمانية للدار ، ويرمز لها بحرف الشين ، اختصاراً للشنقيطي بعد الرقم .
وهي تحتوي على ٣٤٥ مجلداً .
وقد نسخ الكثير من الكتب بخطه الجميل رحمه الله تعالى ، منها :
١- أساس البلاغة ، للزمخشري ، كتبها بخطه مضبوطة بالحركات ، ورقمها [١ ش]
٢- "إضاءة الأدموس ورياضة النفوس من اصطلاح صاحب القاموس" ، لأبي العباس أحمد بن عبدالعزيز الهلالي ، وهي ضمن مجموع بخطه ، رقمه [٢٤ ش] .
٣- الأضداد ، لأبي حاتم السجستاني ، رقم [٦ ش] .
٤- الأضداد ، لابن السكيت ، برقم [٦ ش] .
٥- الصاحبي ، لابن فارس ، كتبه في القسطنطينية سنة ١٣٠٤هـ ، ورقمه [٧ ش] .
٦- الفاخر، للمفضل بن سلمة النحوي الكوفي ، سنة ١٣٠٦هـ ، برقم [٥١ ش] .
وغير ذلك كثير ، فإن كتاباته ليست محفوظة في مكتبته فقط بل هناك ما خطّه بيده ، ورقمه عام لم يرمز بـ ش .

ومن نفائس مكتبته :
١- كتاب اشتقاق أسماء الله تعالى وصفاته المستنبطة من التنزيل وما يتعلق بها من اللغات والمصادر والتأويل ، لأبي القاسم الزجاجي ، مخطوط سنة ٤٣٤هـ ، وهو نادر ، ورقمه [٣ ش] .
٢- مجمل اللغة ، لابن فارس ، في مجلدين كتبا سنة ٦٤٨هـ ، [١٨ ش] .
٣- الجمل الكبيرة ، لأبي القاسم الزجاجي ، ضمن مجموعة مخطوطة سنة ٦٨٣هـ ، بخط قديم . [٦٧ ش] .
٤- الجزء الثالث من خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب ، لعبدالقادر البغدادي (ت ١٠٩٣هـ) ، كتب في حياة المؤلف سنة ١٠٨٠هـ . [١٣ ش] .
٥- ضوء الذبالة ، وهو شرح على القصيدة الكبرى المسماة بالدرة الحنفية في الألغاز العربية ، كلاهما لابن الركن المعري الشافعي ، بخط أبي بكر بن عمر بن علي الحلبي سنة ٨٩٥هـ ، نقله من نسخة نقلت من خط المؤلف . [٣٤ ش] .
٦- القواعد ، لجمال الدين حسين بن ياز النحوي البغدادي ، بخط عبدالله بن محمود الجيلي ، فرغ من كتابتها سنة ٦٧٨هـ . [٢٢ ش] .
٧- الكافية ، لابن الحاجب (ت ٦٤٦هـ) ، كتبت سنة ٦٧٨هـ . [٢١ ش] .
٨- المفضل في شرح المفصل للزمخشري ، شرح علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت ٦٤٣هـ) ، وهو الشرح الكبير ، إذ لعلم الدين شرحين على المفصل .
الموجود منه الجزء الثالث والرابع ، في مجلدين ، كتب الجزء الثالث سنة ٦٣٧هـ .
والجزء الرابع بخط أحمد بن فرامز بن سروين الأبهري ، فرغ من كتابته سنة ٦٣٣هـ ، وعلى أول ج٤ إجازة من المؤلف لصدر الدين عبدالرحمن بن محيي الدين علي المعروف بابن العريشي ، بروايته عنه سنة ٦٣٣هـ . [١٩ ش] .
٩- المقدمة المحسنية في فن العربية ، لابن بابشاذ النحوي ، كتبت سنة ٦٨٣هـ . [٦٧ ش] .
١٠- وشي الحلل في شرح أبيات الجمل ، لأبي العباس أحمد بن يوسف بن علي الفهري اللبلي ، بخط محمد بن إبراهيم بن عبدالعزيز بن إبراهيم الصنهاجي العزاب ، فرغ من كتابته سنة ٨٥٧هـ . [٣ ش] .
١١- المفاتيح المرزوقية لحل الأقفال واستخراج خبايا الخزرجية ، لأبي عبدالله محمد بن أحمد ابن مرزوق التلمساني المالكي ، بخط العــــلامة إبراهيم اللقاني ، فرغ منها سنة ١٠٠١هـ . [١ ش] .
هذه بعضها ، وأعلم أنني قد أطلت ، ولكن أرجو أن لا تخلو من فائدة .

وأما مؤلفاته ، فهي :
١- "إحقاق الحق وتبرئة العرب مما أحدثه عاكش اليمني في لغتهم" ، وهو بطلب شريف مكة ، وله حكاية مذكورة في "الوسيط" ص٣٨١ ، مخطوط .
٢- أشهر الكتب العربية الموجودة بخزائن إسبانيا ، مخطوط .
٣- "الحق المبين المضاع في ردّ اختلاف الجهلة الأوغاد الوُضّاع" ، وهي رسالة وردت جواباً على أحمد بن زيني دحلان ، في قوله : إن لفظ ثعل الوارد في البيت الآتي ممنع من الصرف ، وهو :
وسل بني ثعل أسمى الرماة وهم
                  منا لأروع خوف السبي من ثعلا
ضمن مجموع بدار الكتب [٦٨ ش] .
٤- "الحماسة السنية في الرحلة العلمية" ، طُبِعَ في القاهرة سنة ١٣١٩هـ ، وقد حصلت على نسخة منه ولله الحمد والمنة .
٥- شرح المفصل في النحو ، مخطوط .
٦- تصحيـح الأغاني ، مطبوع .
٧- "عذب المنهل والمغل المسمى صرف ثعل" ، وهو نظم له ، ضمن مجموع [٦٨ ش] .
٨- "عروس الطروس" ، مخطوط .

توفي رحمه الله تعالى قبيل الغروب يوم الجمعة ٢٣ شوال ١٣٢٢هـ ، وكان قد حضر تشييع جنازة صديقه الشاعر البارودي رحمه الله تعالى ، وقد جاوز التسعين ، فلم يتمكن من متابعة السير في الموكب ، فحمل إلى داره ، وتوفي في اليوم التالي رحمـــه الله تعالى .




أ. شبيب العطية
مجموعة المخطوطات الإسلامية