الأعداد الكاملة للنشرة الشهرية لمجموعة المخطوطات الإسلامية رابط متجدد

الأعداد الكاملة للنشرة الشهرية لـ (مجموعة المخطوطات الإسلامية) [رابط متجدد]

الأعداد الكاملة لـلنشرة الشهرية لـ (مجموعة المخطوطات الإسلامية) @almaktutat رابط متجدد https://mega.nz/#F!JugA2KDT!4nTvCdymnFy...

الثلاثاء، 20 يونيو 2017

الصناعة الحديثية عند الحافظ أبي بكر البيهقي (ت458هـ) في إيراد أسماء شيوخه في كتبه(*)

الصناعة الحديثية عند الحافظ أبي بكر البيهقي (ت458هـ) في إيراد أسماء شيوخه في كتبه(*)

عرف تراثنا العربي والإسلامي فنًا من الفنون أُطلق عليه اسم التراجم، وقد قام هذا الفن على فحص سير الأشخاص لمعرفة مدى عدالتهم وضبطهم، للاطمئنان إلى مروياتهم من نصوص الحديث النبوي والتفسير ونصوص التاريخ ..
وقد اتخذ التأليف في التراجم صورًا عدة؛ فهناك التأليف المرتبط بالزمن كالتأليف في أهل زمن معين؛ مثل الكتب التي تناولت تراجم الصحابة..

وثمة فرع من فروع التراجم يقُوم على جمع تراجم شيوخ عالم من العلماء، كما نرى ذلك في «معجم شيوخ الصدفي» لابن الأبار

وهناك معجم الشيوخ، وهو أن يعمد المصنف إلى أصول سماعاته، فيجرد منها أسماء شيوخه الذين سمع منهم، أو قرأ عليهم، أو أجازوا له، ويرتبهم على حروف المعجم ..

والحافظ البيهقي يحظى بمكانة علمية كبيرة بين أهل الحديث، فهُو صاحب التصانيف الفريدة التي ليس لأحد مثلها، وهو أيضًا علّامة فقيه، ثبت ثقة، واحد زمانه، وفرد أقرانه، وحافظ أوانه، وقد بلغت تصانيفه الكثير حتى قِيل: إنها بلغت الألف جزء، وقد بورك له في مروياته، وحسن تصرفه فيها، بما له من حذق وخبرة بالأبواب والرجال..

ولا يخفى على الممارس لفن التراجم ما يلاقيه المعتنون بالأسانيد من الجهد والمشقة في سبيل الوقوف على تراجم مشايخ أصحاب الكتب المتأخرة خاصة شيوخ البيهقي بسبب تفنن البيهقي في ذكر أسمائهم، فلكونه مكثرًا من الرواية عن شيوخه ينوع في أسمائهم، فتارة يذكر اسم شيخه كاملاً، وتارة يذكر جزءً منه، وتارة يكنيه، وتارة ينسبه إلى أحد أجداده، وتارة ينسبه إلى حرفته، حتى وصل الأمر في بعض الأحيان إلى أكثر من عشر صور للاسم الواحد، مما جعل المشتغلين بهذا الفن في أحيانٍ كثيرة يعجزون عن تحديد أصحاب هذه الأسماء، خصوصًا وأن كتب التراجم لم تأت بترجمتهم على الصيغة التي أوردها البيهقي في كتبه، وقد أدى هذا في بعض الأحيان إلى الخلط بين أسماء هؤلاء الرواة، وقد وقع الذهبي في بعض الأوهام نظرًا لتفنن البيهقي في تسمية شيوخه.

وصنيع البيهقي في تسمية شيوخه يدل على سعة علمه بمعرفة شيوخه وأنسابهم وكناهم وحرفهم. وفي كتابي «إتحاف المرتقي بتراجم شيوخ البيهقي» حرصت على ذكر اسم شيخه بالصور الواردة في كتب البيهقي، واستقصيت هذه التسميات بصدر كل ترجمة، حتى تم بحمد الله وتوفيقه معالجة مثل هذا اللبس.

وكنتُ أظن أنني فعلتُ شيئًا لم أسبق إليه! ولكن عندما شرعت في تحقيق «كتاب الخلافيات» للبيهقي تنبهت إلى مدى براعته في الصناعة الحديثية في إيراد أسماء شيوخه حيث تبين لي أنه عندما يحدث عن شيخ له يرفع في اسمه ونسبه وحرفته بأول موضع يرد في الكتاب، ثم بعد ذلك يقتصر على اسمه واسم أبيه، أو كنيته..

وتبين لي أيضًا أنه جعل «كتاب الخلافيات» بمثابة معجمًا يشتمل على أسماء شيوخه، فما من شيخ من شيوخه إلا وأورده في هذا الكتاب، وقد وقفت على جمهرة كبيرة من أسماء شيوخه لم أجده حدث عنهم في كُتبه الأخرى، وقد فاتني الترجمة لهم في «كتاب إتحاف المرتقي بتراجم شيوخ البيهقي» وذلك لكون «كتاب الخلافيات» لم يكن طبع منه سوى (كتاب الطهارة) فقط، والكتاب يشتمل على أكثر من (37) كتابًا فقهيًا.

لكنى قد جعلت قيدًا في مقدمة الإتحاف (ص26) وهو: «عدم التطرق إلى ترجمة شيوخ الإِمام البيهقي الذين روى عنهم في كتبه المخطوطة كانت أو المفقودة والتقيد بالكتب المطبوعة». انتهى.

والآن أشرع في بيان صنيع البيهقي في تراجم شيوخه في «كتاب الخلافيات»، وقد تبين لي أنه انتهج هذا النهج بـ «كتاب السنن الكبير»، وقد ذكرت رقم كل رواية قبل الاسم، وذكرت مواضع توالي روايته عن شيخه إظهارًا لصناعته الحديثية في إيراد أسماء شيوخه:

[1] أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ، وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى.
[5] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قراءة عليه. [8] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ،
[18] فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ. [19] فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ.

[2] أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد الحرشي قراءة عليه.
[67] أخبرناه أحمد بن الحسن. [87] أخبرناه القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن.

[6] أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قراءة عليه.
[11] أخبرناه أبو زكريا يحيى بن إبراهيم.

[7] أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن محمد بن علي الروذباري الفقيه رحمه الله قراءة عليه.
[13] أخبرنا الحسين بن محمد الروذباري. [71] أخبرناه الفقيه أبو علي الروذباري بطوس. [76] وأخبرناه أبو علي الروذباري.

[31] أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي من أصل كتابه، والفقيه أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الأصبهاني.
[40] أخبرناه محمد بن الحسين السلمي وأبو بكر أحمد بن محمد الأصبهاني الفقيه.
[43] أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو بكر بن الحارث الفقيه.
[55] أخبرناه أبو بكر بن الحارث الأصبهاني وأبو عبد الرحمن السلمي.
[62] أخبرناه أبو بكر الأصبهاني وأبو عبد الرحمن السلمي.

[45] أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مهران العدل قراءة عليه.
[58] أخبرنا أبو سهل المهراني رحمه الله.

[84] أخبرناه أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مامويه الأصبهاني الشيخ الصالح قراءة عليه من أصله.
[86] وحدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) الكثير من مادة البحث مقتبسة من مقدمة «كتاب إتحاف المرتقي بتراجم شيوخ البيهقي».

أ. أبو شذا محمود النحال
مجموعة المخطوطات الإسلامية